الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«موسم طانطان» يمنح رواده فرصة اكتشاف تراث الجنوب المغربي

«موسم طانطان» يمنح رواده فرصة اكتشاف تراث الجنوب المغربي
26 ديسمبر 2010 19:53
اختتم موسم طانطان (مدينة تقع جنوب المغرب) الثقافي والسياحي فعاليات دورته السابعة التي تميزت بعرض مظاهر متنوعة مما يكتنزه الموروث الصحراوي الأصيل من فنون تعبيرية، وعادات اجتماعية، وألعاب، ورقصات وغيرها من أشكال التعبير الفردي والجماعي، الشفهية منها، والمادية التي يزخر بها المجتمع الصحراوي. وتحولت مئات من الخيام الممثلة للقبائل الصحراوية، إلى فضاء لعرض مختلف مظاهر الحياة اليومية للإنسان الصحراوي في حله وترحاله، وعاداته وتقاليده، وشكلت هذه الخيام مناسبة للزوار والسياح الذين كانوا توافدوا بكثرة على فضاء الموسم، للاطلاع على ما تزخر به البيئة الصحراوية من موروث ثقافي عريق. أدوات تقليدية استقبل القائمون على هذه الخيام الزوار ببشاشة أهل الصحراء وبزيهم التقليدي وبكؤوس الشاي وأقداح من لبن النوق على عادة أهل الصحراء في احتفالهم بحلول الضيف عندهم، وقدموا لزوار الخيام شروحات عن مختلف أنماط الحياة في البيئة الصحراوية ودور كل من الرجل والمرأة في خلية الأسرة التي تعتمد الترحال كأسلوب للعيش، مستعينين بعدد من الأواني والأدوات مثل "أمشقب" الذي يعني الهودج و"الرحى" التي تستعمل في طحن الحبوب و"القربة" التي تستعمل في تبريد الماء وتصنع من الجلد الذي يبقى محتفظاً على الشعر، و"الشكوة" المصنوعة من جلد منزوع الشعر والتي تستعمل في الحفاظ على الحليب طازجا، إضافة إلى أدوات لتصفية الماء من الشوائب، وأخرى تستعمل في أغراض مختلفة كإعداد الطعام واستقبال الضيف وأثناء الترحال. وقدموا شرحاً مفصلاً في كيفية استعمال كل واحدة من هذه الأدوات، التي تبقى ملازمة للإنسان الصحراوي في حله وترحاله، مما مكن زوار هذه الخيام من اكتشاف أدق تفاصيل الحياة في الصحراء والأدوات المسخرة في مواجهة مصاعب الحياة في هذه المنطقة وتدبير النُدرة والتي يرجع تاريخ البعض منها إلى قرون من الزمن. وتميزت الدورة التي أقيمت تحت شعار "التراث الثقافي اللامادي بين الأصالة وتحديات العولمة"، بعرض منتجات وإبداعات النساء والصناع التقليديين والفنانين من خلال معرض الصناعات التقليدي للتعريف بثقافة وحياة الرحل، كما تميزت بتنظيم الحفل التقليدي المعروف باسم "الخيمة الشعرية" وسباق للهجن، وندوات ثقافية وسهرات فنية. وشهدت الدورة السابعة لموسم طانطان الذي صنف سنة 2005 من طرف اليونسكو تراثاً لامادياً للإنسانية، إقبالاً جماهيرياً كبيراً، وتغطية إعلامية ضخمة، وأبدى السياح الأوربيون إعجابهم بغنى وتنوع التراث الثقافي في هذه المنطقة التي تمكنت من صون وتدعيم موروثها، وأكدوا أن هذا الموسم وسيلة ناجعة للتعريف واكتشاف منطقة غنية بالتقاليد. السياحة الثقافية استمتع الزوار بلوحات ومشاهد معبرة عن مختلف العادات والتقاليد والتعابير الثقافية المادية والشفهية المتجذرة في عمق المجتمع الصحراوي، ومن ضمنها عروض الهجن والفروسية التي خلقت في نفوس الزوار نوعاً من الفرجة والاستمتاع بهذه اللوحات الفنية. وبحسب القائمين على موسم طانطان فقد عرفت هذه الدورة نجاحاً كبيراً من خلال الحضور الكبير للجمهور وللشخصيات السياسية والثقافية المغربية والأجنبية، حيث وصل عدد الشخصيات التي حضرت الاحتفالات الرسمية لهذه السنة أكثر من 140 شخصية قدمت من الولايات المتحدة الأميركية وإسبانيا واليابان وألمانيا وبريطانيا والسعودية والشيلي وبوليفيا والصين والفيتنام والهند وغينيا. وقال مدير موسم طانطان علي كرمون، إن مشاركة أكثر من 32 قبيلة صحراوية في الموسم، شكل حدثاً بارزاً ومناسبة من اجل إحياء تقاليد وعادات ضاربة بجذورها في عمق الصحراء المغربية، وأضاف أن الموسم ساهم بشكل كبير في التعريف بالخصوصيات الثقافية المحلية التي تزخر بها المنطقة الجنوبية من خلال الخيام التي تبرز مختلف مظاهر الحياة اليومية في البيئة الصحراوية، كما ساهم في التعريف بالمؤهلات السياحية والطبيعية الغنية والمتنوعة للمنطقة. وأعلن كرمون أنه سيتم إحداث مؤسسة تُعنى بحماية وتجميع الموروث الثقافي الصحراوي الذي أصبح مهدداً بالاندثار في ظل تنامي العولمة الزاحفة، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة تثمين هذا الموروث وجعله يواكب التطورات التي يشهدها العالم وذلك من خلال ربط الموروث الثقافي بالتنمية. ويأتي تنظيم هذا الموسم في أعقاب الإعلان عن استراتيجية التطوير السياحي المعروفة باسم "رؤية 2020"، والتي تجعل من الثقافة والتراث والأصالة والتاريخ، مكوناً أساسياً في إطار تنفيذ هذه الاستراتيجية، لا سيما بعد الدراسة التي دعت إلى إعطاء الأسبقية للسياحة الثقافية بعد أن أصبح أكثر من 39 في المائة من السياح يتوافدون على المغرب من أجل الثقافة السياحية.
المصدر: طانطان- جنوب المغرب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©