السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التداخلات الدوائية .. مخاطر يحدثها الاجتهاد وتعميم الوصفات الطبية

التداخلات الدوائية .. مخاطر يحدثها الاجتهاد وتعميم الوصفات الطبية
19 سبتمبر 2012
تفاعل كثير من القراء حول ما طرحناه الأسبوع الماضي حول خطورة إعطاء الطفل المستحضرات التي تحتوي على مركبات الاسبرين لعلاج ارتفاع الحرارة الناجم عن تطعيمه ضد الجديري المائي؛ وذلك لأنها قد تسبب للطفل بنسبة كبيرة حدوث مرض خطير يسمى متلازمة رايReye syndrome، ومن الممكن أن تؤدي أيضاً إلى حدوث فشل كبدي ومضاعفات خطيرة للطفل. هذا الأمر يجرنا إلى أمر شائك وشائع يتعلق بالتداخلات الدوائية المختلفة، وتعارض كثير من المركبات مع أنواع أخرى من العقاقير التي تحمل مسميات تجارية عديدة تختلف عن مسمياتها الأصلية، وهناك مرضى يشكون من أعراض أو أمراض متعددة، وعلاجاتها تحتاج حذر شديد في تعاطيها، لتضارب أعراضها الجانبية، هذا إن أسلمنا فرضاً وعي الجمهور واستطاعة البعض البعض فك ألغاز النشرات الدوائية المرفقة بالدواء، لكن ما يفعل من لا يعير ذلك اهتماماً، أو يغفل عن إحاطة طبيبه المعالج بما يشكو من علل. (أبوظبي) - مما يضاعف من خطورة تأثيرات التداخلات الدوائية، أن الأمر لا يقتصر فقط على الأدوية، وإنما ينطبق إلى حدٍ كبيرٍ على الأعشاب الطبيعية التي يعتمد عليها كثير من الناس، ولديهم قناعات كبيرة في فاعليتها. فعشبة «الآيفيدرا» مثلاً التي سحبت من الأسواق منذ مدة وجيزة - هي عُشبة فعالة تدخل في تركيبات مُنتجات عديدة مُخصصة لإنقاص الوزن وبأسماء عديدة، وتبين أنها تسبب مخاطر نوبة القلب عند تعاطيها مع الكافيين ومُضادات الاحتقان والمُحرضات والأدوية الأخرى. الأدوية والأعشاب فكما يشير اختصاصي التغذية الدكتور السيد علي إلى أن الأقحوان يجب تجنب أخذه مع الأسبرين، و«التيكلوبيدين»، و«الديبيراميدامول»؛ لأن هذه الأدوية تُنقص تخثر الدم، ومن ثم يسبب الأقحوان زيادة النزف. أما الثوم، فبالرغم من فوائده العديدة، ينصح بتجنبه مع الاسبرين، ومُضادات التخثر؛ لأنه قد يسبب النزف الزائد، كما أنه قد يُنقص تأثيرات مُثبطات المناعة. كذلك يمكن أن يُسبب مستويات مُنخفضة من السكر، وبالتالي الحاجة إلى إنقاص الأنسولين. أما الزنجبيل، فيتجنب أخذه مع الاسبرين، و«التيكلوبيدين»، و«الكلوبيدوغريل»،و«الديبيراميدامول» و«الورفارين»؛ لأنه قد يزيد تأثير مُضادات التخثر، كما يمكن أن يزيد الزنجبيل من إنتاج حموضة المعدة والذي قد يُعاكس تأثيرات الأدوية المضادة للحموضة. وهو أيضاً قد يخفض الضغط والسكر، وقد يُقلل الحاجة إلى أدوية الضغط والسكري. كذلك «الجينسنج» يتجنب أخذه مع «الوارفارين»، فاستعماله مع «الوارفارين» قد يزيد خطر مشكلات النزف. فنبغي أن نتعامل مع الأعشاب والمُستحضرات الطبيعية التي لا تحتاج لوصفة طبيب، كما نتعامل مع أي دواء آخر من حيث توقع الآثار الجانبية وحدوث تداخلات مع الأدوية الأخرى أو الأعشاب الأخرى أو عدم إمكانية استخدامها في بعض الحالات المرضية، وعدم الانخداع بالإعلانات الوهمية بسلامة هذه الأعشاب. كم أن أعشاب خطيرة أخرى تتداخل تأثيراتها مع الأدوية التي تحتوي على «الستيروئيدات البنائية»، أو»الأميودارون»، الذي يعطى لعلاج اضطرابات ضربات القلب، كذلك «الميتوتركسات» التي توصف عادة لمُعالجة التهاب المفاصل الروماتيزمية، أو تناول أدوية مُضادة للقلق مثل الفاليوم، وأدوية ارتفاع الضغط الدموي. الأعراض الجانبية توضح الصيدلانية الدكتورة نورما شاكر، أن الأمر لا يقتصر فقط على الأدوية، فهناك بعض الأطعمة قد تتسبب في حدوث أعراض جانبية ضارة، فعلى سبيل المثال نجد عصير الجريب فروت، وكذلك القهوة يمكن أن يكون لهما تأثير على عمل بعض الأدوية، ومن ثم يجب أن يخبر المريض الطبيب بحقيقة حالته في كل مرة يصف له فيها دواءً جديداً، وما احتمالية حدوث أي تعارض مع أدوية أو أطعمة أخرى لتجنب حدوث أي ضرر يتعلق بالدواء، فهناك عوامل الوزن والعمر والجنس والتاريخ المرضي.. إلخ، لذلك من الصعب معرفة ما إذا كان ذلك العرض الجانبي ناتجاً عن الدواء نفسه أو نتيجة لمضاعفات المرض؛ لذا يجب إعلام الطبيب متى ما بدأت الأعراض الجانبية إذا كانت مختلفةً عن أعراض المرض، فغالباً تكون الأعراض الجانبية نتيجة استعمال الأدوية عبارة عن احمرار بالجلد، أو نزيف، أو الشعور بالإعياء وتقيؤ شديدين، أو حدوث إسهال أو إمساك، أو صعوبة في التنفس، أو دوخة وفقدان السيطرة. والطبيب أوالصيدلي هما من يستطيعا تحديد وملاحظة ذلك، ومعرفة ما إذا كان ذلك العرض الجانبي هو نتيجة لتناول الدواء أو غيره، وربما يكون استخدام البدائل الأخرى حلاًّ ناجحاً لإخفاء ذلك العرض الجانبي. إما إذا كان العرض الجانبي خطيراً، فذلك يستدعي التوجه لأقرب مستشفى أو مركز صحي. لا.. للاجتهاد الدكتور عباس السادات، استشاري الأمراض الباطنية والكبد، وزميل الجمعية الملكية للأطباء في إنجلترا، يوضح حقيقة التداخلات الدوائية، ويقول: «هذه التداخلات يمكن لها أن تحدث عندما يتداخل نوعان من الدواء أو أكثر مع بعضها بعضا، مما يسبب بعض لأعراض الجانبية، نتيجة التأثيرات المتعارضة، أو لظروف فسيولوجية أخرى. فعلى سبيل المثال، إذا تم استخدام دواء يساعد على النوم (مهدئ) مع دواء للحساسية (مضاد الهستامين) يمكن أن يقلل من قدرة الشخص على التركيز، ويجعل قيادته السيارة أو تشغيله الأجهزة الكهربائية أو غيرها خطراً عليه وعلى الآخرين. وقد تتداخل بعض الأدوية مع أنواع معينة من الأطعمة أو المشروبات، فعلى سبل المثال، شرب الحليب مع نوع معين من المضادات الحيوية ينقص مفعول الدواء. كما أن هناك حالة من تداخل الأدوية مع الحالة الصحية للشخص، فمن المحتمل أن تحدث تلك التداخلات عند وجود ظروف صحية معينة لتجعل الأدوية محتملة الضرر، كما هي الحال عند استخدام أدوية لإزالة احتقان الأنف والشخص مصاب بمرض ضغط الدم المرتفع من الممكن أن يتعرض لتفاعلات غير مرغوب بها. كما أن تناول مركبات الاسبرين لها تأثير مباشر على مرضى قرحة والتهاب المعدة، فكثير من الأدوية لها تأثير مباشر وغير مباشر على الأدوية الأخرى، فإذا افترضنا أن التركيز الدوائي السليم لدواء معين 20 - 60، فإن الزيادة تؤدي إلى حدوث التسمم الدوائي، والنقص يجعل الدواء غير فعال، وهذه التأثيرات قد تحصل بسبب أدوية معينه، «كما هو موضح بالجدول»، لذلك ننصح دائماً المرضى بعدم الاجتهاد في وصف الدواء من تلقاء أنفسهم، لهم وللآخرين من ذويهم أو أصدقائهم. التداخلات الدوائية للأسبرين. الاسبرين يوضح الدكتور رشاد شريف، مخاطر التداخلات الدوائية، لا سيما الاسبرين؛ لأنه عقار شائع وواسع الاستعمالات الطبية، ويوجز ذلك بأنه يتعارض مع تسييل الدم كالكومادين والورفارين والدنديفان والديكامارول؛ لأنه يزيد النزيف. وتناوله مع الميثوتركساتوال والديباكين يجعلهما سامين، كما يتعارض تناوله مع إنزيمات المثبطات التي تخفض ضغط الدم المرتفع، ويتعارض تناوله مع الأدوية التي تعالج النقرس كالبروبنسيد والسلفيبيروزونات، فيمكن أن يخفض ضغط الدم بصورة غير متوقعة مما يسبب زغللة في العين وإغماء، كما يتعارض تناوله مع النيتروجلسرينات كالداي نيترا والنتروماك فيسبب زغللة بالعين وإغماء. وتناول الاسبرين مع الباراسيتامول لا يؤثر في قدرته على سيولة الدم وحماية الأوعية القلبية. لكن تناولهما لمدة طويلة قد يعرض المريض للفشل الكلوي المزمن لحدوث تلف بالكلي. كما أنه لا يؤخذ قبل إجراء العمليات الجراحية حتى لا يتعرض المريض للنزيف الدموي المتكرر. تداخلات دوائية شائعة يشير الدكتور السادات إلى كثير من الحالات الشائعة التي تحدث فيها تداخلات دوائية سلبية، كالمضادات الحيوية، التي لا يخلو بيت منها ومن استخدامها، فمركبات «البنسلين» يقل تأثيرها عندما تعطى في الوقت نفسه مع مضادات حيوية أخرى مثل «التتراسيكلين» و»النيومايسن»، وقد يزيد تأثيرها عندما تعطى مع البروبنسيد الذي يطيل فترة بقاء الداء في الأمعاء الدقيقة فيجعل الدواء أكثر عرضه للامتصاص أو السالفابيرازون، فكثير من المضادات الحيوية يزيد تأثير الجانبي عند استخدامها مع «الباراسيتيمول» الموجود في البنادول، الأدول، الفيفادول»، ويجدر أن «التتراسيكلين» يقل تأثيره وفعاليته مع مضادات الحموضة المحتوية على الكالسيوم؛ لأنها تؤثر على تكسير الدواء وبالتالي عملية أمتصاص الدواء. كما أن حبوب منع الحمل، يقل تأثيرها إذا استخدم معها بعض الأدوية مثل الباربيتيرات والفينايتوين، وفي مثل هذه الحالة قد يحصل حمل غير مرغوب فيه بالرغم من انتظام السيدة الحامل في تعاطي الدواء. كذلك فهي تزيد من فعالية بعض الأدوية مثل الكورتيزونات وبعض مركبات «الثيوفيللين لمرضى الربو كما تقلل من تأثير بعض الأدوية المستخدمة في علاج الكوليسترول. كما أن تعاطيها لمدة طويلة قد يؤثر على نسبه الفيتامينات «ج، ب» في الجسم لذا ينصح مع تعاطي هذه الحبوب تناول الأغذية الغنية بالفيتامينات. ولا ننسى أدوية داء السكري، حيث يزيد تأثيرها إذا أعطيت مع أدوية مضادات التجلط للدم أو مركبات phenylb tazone أو مركبات الاسبرين، ومن الممكن ان تقلل تأثيرها خاصه عند المدخنين، أو عندما تعطى مع مدرات البول.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©