الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كرزاي والاستياء الأميركي

29 يناير 2014 23:26
عينت الولايات المتحدة حامد كرزاي زعيماً لأفغانستان واحتفظ عام 2009 بمنصبه في انتخابات شابها الكثير من التلاعب. وها هو الرجل يعزز دوره بمزاعمه المتكررة بشأن جرائم حرب ارتكبها جنود أميركيون وبتلميحه إلى أن البلاد ستكون أفضل إذا اندمجت حركة طالبان في الحكومة وليس بوجود الأميركيين. وأظهرت حكومته في الأيام القليلة الماضية مستوى كبيراً من الاحتقار وربما الكراهية للدولة التي أبقت سيطرة كرزاي على العاصمة وأمدته بالمال اللازم لحكومته لتدفع ما عليها من التزامات. فقد وزعت حكومة كرزاي في الآونة الأخيرة ملفاً به صور ومقاطع مصورة لجرائم حرب يفترض أن أميركيين ارتكبوها وهي صور منزوعة من سياقها لمصابين ومشيعين منهارين أثناء تشييع قتلى. ودأبت «طالبان» على تقديم الصور كدليل على شرور الأميركيين. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن معظم الصور والمقاطع المصورة جمعت فيما يبدو من مواقع «طالبان» على الإنترنت. والمزاعم والأدلة يفترض أنها ترتبط بضربة جوية لحلف شمال الأطلسي يوم 15 يناير على قرية في إقليم «باروان» الذي يكثر فيه مقاتلو «طالبان»، ويؤكد الجيش الأميركي على أن الهجوم نُفذ تحت إمرة الجيش الأفغاني. وتقر الولايات المتحدة بأن المدنيين ومن بينهم طفلان قتلوا في الهجوم لكنها تصر على أن العملية كانت ضرورية لأن حياة عشرات الجنود الأفغان ومستشارين أميركيين كانت معرضة للخطر. لكن لكرزاي رؤية أخرى، فقد ذكرت صحيفة «تايمز» أن اللجنة التي عينها كرزاي للتحقيق في الهجوم وصفته بأنه أميركي في المقام الأول وتضمن قصفاً بغير تمييز ودون استفزاز لثماني ساعات تقريباً تلاه نوبات إطلاق نار على المنازل نفذها جنود أميركيون. وقالت اللجنة إنها تستطيع أثبات أن 12 مدنياً قتلوا وأن هناك ما يدل على مقتل ما بين اثنين إلى خمسة مدنيين آخرين. لكن صورتين على الأقل من الصور التي وزعت لم يظهر فيها ضحايا من الهجمات على القرية لأن الصور عمرها أكثر من ثلاث سنوات. والتقطت إحدى الصور لتشييع جثامين ضحايا ضربة جوية لحلف شمال الأطلسي في جنوب أفغانستان عام 2009. والصورة وزعتها وكالة الأنباء الفرنسية وجي تي اميجيز ونشرتها صحيفة تايمز في الخامس من سبتمبر 2009 مع موضوع عن الهجوم. والصورة الثانية تبين جثتين لصبيين مدثرين بالأكفان، واستخدمت لسنوات على المواقع التي تنتقد بشدة مقتل المدنيين في هجمات لطائرات أميركية من دون طيار في باكستان. لكن يوم السبت الماضي مضت حكومة كرزاي قدماً فعقدت مؤتمراً صحفياً حضره قرويون يعتقد أن أصدقاءهم وذويهم الأبرياء قتلوا في الهجوم. ويوم الأحد الماضي عقدت الحكومة مؤتمراً صحفياً قال رجال فيه إنهم من المنطقة التي وقع فيها الاشتباك. وقال رجل يدعى «أليف شاه أحمدزاي» إن أفراداً من ذويه قتلوا في الهجوم واتهم صحيفة «تايمز» بنشر الأكاذيب. فما الذي يحدث؟ فكرزاي وحلفاؤه يرفضون التوقيع على اتفاق أمني يسمح للقوات الأميركية والقوات المقاتلة الأخرى في حلف شمال الأطلسي بالبقاء في البلاد بعد نهاية العام عندما ينتهي التفويض. ودأب كرزاي على التعبير عن شكه في قيمة القوات الأجنبية فيما عدا قتل المدنيين لكن حكومته تعتمد على الإعانات وتدرك جيداً أنه دون القوات الأجنبية فسوف يجف معين المساعدات المدنية لأفغانستان ودون هذه المساعدات ستكون إدارة البلاد مسألة خطيرة للغاية وسوف يتزايد أيضاً الاختلاس والفساد المتفشيين بالفعل في الحكومة المركزية. ويشعر عسكريون ومدنيون أميركيون شاركوا في الحرب في أفعانستان بالغضب من سلوك كرزاي. وتسرب الغضب إلى الكونجرس الأميركي الذي خفض الأسبوع الماضي المعونات المدنية لأفغانستان في السنة المالية الحالية إلى 1.1 مليار دولار بدلاً من المبلغ الذي طالبت به إدارة أوباما في البداية وهو 2.1 مليار دولار، وحظر الكونجرس على البنتاجون أيضاً إنفاق أي أموال أخرى على مشروعات جديدة للبنية التحتية. وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الكونجرس يحظر أيضاً أي إنفاق أميركي يوجه إلى «الاستفادة الشخصية لرئيس أفغانستان» في صفعة واضحة لكرزاي. وتجرى الانتخابات الرئاسية الأفغانية في أبريل وينتهي الحد الأقصى لولاية كرزاي لكن الرجل يسعى فيما يبدو لأن يلعب دوراً بعيداً عن الأنظار. وربما يراهن كرزاي بتأجيله التوقيع على الاتفاق الأمني الثنائي على انتزاع امتيازات كبيرة من الولايات المتحدة بالحصول على المزيد من المال والسلاح لجيشه. ‎دان ميرفي محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©