بغداد (وكالات) - قتل 7 أشخاص وأصيب 27 في هجوم انتحاري، استهدف أحد مداخل المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد صباح أمس، في هجمة تحمل بصمات القاعدة، فيما لقي 3 جنود مصرعهم وأصيب جنديان آخران غرب مدينة الموصل في انفجار عبوة ناسفة. واستهدفت عبوة ناسفة مساء أمس الأول أحد مداخل كاتدرائية القلب المقدس في كركوك، إحدى أكبر الكنائس في شمال العراق، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية كبيرة.
وقال مصدر بوزارة الداخلية إن “سبعة أشخاص، بينهم شرطي وعسكريان، قتلوا، وأصيب 27 بجروح في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة عند مدخل المنطقة الخضراء من جهة الكرادة” وسط بغداد. وأكد مصدر طبي بمستشفى ابن النفيس تلقي 7 جثث 3 منها لعسكريين، ومعالجة 27 أصيبوا في الانفجار. وقال عضو البرلمان حبيب الطرفي عن حزب “الفضيلة” إنه كان في الطريق لدخول المنطقة الخضراء عندما وقع الانفجار وأنه أصيب في الكتف ويرقد حاليا في المستشفى. وأوضح عمار طعمة نائب حزب “الفضيلة” إن “النائب حبيب الطرفي أصيب بجروح طفيفة في الهجوم”. وأكد أن “حالته مستقرة”.
ووقع الانفجار قرب جسر “14 تموز” المعلق في بغداد المؤدي إلى المنطقة الخضراء. وغالبا ما يعبر هذا المدخل كبار المسؤولين في العراق، الرئيس جلال طالباني وكبار الموظفين الحكوميين، وتشرف عليه قوة من الجيش العراقي.
وذكر شاهد عيان أن “صوت الانفجار كان ضخما، وسمعت أصوات إطلاق نار في المنطقة”. وتناثر حطام مركبة عسكرية في موقع الانفجار الذي يوجد فيه عادة عدد كبير من العسكريين، ويعد أحد أهم المداخل المؤدية إلى المنطقة الخضراء. كما تناثرت قطع معدنية وشظايا محترقة على بعد عشرات الأمتار من موقع الانفجار.
وانتشر عناصر الأمن من الجيش والشرطة وعربات عسكرية ثبتت على متنها رشاشات متوسطة، على جانبي الطريق نفسه. وقامت دوريات الشرطة والجيش بغلق الطريق المؤدي إلى موقع الانفجار ومنع المارة والسيارات من الاقتراب من المكان، لكن البعض احتشدوا على الرغم من ذلك لمشاهدة آثار الحادث.
وتضم المنطقة الخضراء مقر الحكومة ومبنى البرلمان وعددا من السفارات الأجنبية، بينها سفارة الولايات المتحدة.
وذكر مصدر من الشرطة أن دوريته كانت متمركزة قرب مكان الهجوم “بينما كانت السيارات مصطفة في انتظار التفتيش لدخول المنطقة الخضراء عندما انفجرت سيارة قرب المكان”. وأضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه أن “بعض الأشخاص قتلوا داخل سياراتهم، وشاهدت جنديين ملقيين على الأرض، بعدها قمنا بإغلاق المكان في الحال”. وقال مسؤول أمني آخر طلب عدم نشر اسمه إنه هجوم انتحاري يحمل بصمات واضحة للمنظمات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة”.
ويذكر أن الهجوم الانتحاري الذي وقع قرب مبنى البرلمان داخل المنطقة الخضراء في نوفمبر 2011 كان آخر هجوم استهدف المنطقة الخضراء. وكانت المداخل المؤدية إلى المنطقة الخضراء، هدفا متكررا لهجمات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة خلال الأعوام الماضية، خاصة إبان موجة العنف التي اجتاحت العراق خلال الفترة من 2006 إلى 2008.
على الصعيد نفسه، قال مصدر أمني رفيع إن “عبوة ناسفة استهدفت مساء اليوم مدخلا لكاتدرائية القلب الأقدس في كركوك”. وأضاف أن الهجوم “أدى إلى وقوع أضرار مادية كبيرة في الموقع لكن لم تقع إصابات”.
وتعرض المسيحيون في العراق خلال السنوات الماضية إلى هجمات دامية عدة. وبلغت أعداد المسيحيين في العراق نحو مليون نسمة قبيل 2003، إلا أنها تراجعت وتدنت إلى نحو 400 ألف نسمة يتوزعون خاصة على المحافظات الشمالية والعاصمة بغداد، وفقا لإحصاءات الكنائس ومراكز الأبحاث.
وأعلنت مصادر أمنية عراقية أمس مقتل 3 من قوات الجيش العراقي وإصابة اثنين آخرين جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في إحدى المناطق غربي مدينة الموصل (400 كيلومترا شمال بغداد). وقالت المصادر “انفجرت عبوة ناسفة لدى مرور دورية للجيش العراقي في منطقة البعاج غربي مدينة الموصل ما تسبب في مقتل 3 من عناصر الدورية، وإصابة اثنين آخرين بجروح”.
من جهة أخرى، اعتقلت الشرطة العراقية 9 مطلوبين أمس. وقالت مصادر أمنية إن «قوات من شرطة المحافظة نفذت عملية أمنية في قضاء الصويرة شمالي الكوت (180 كيلومترا جنوب شرق بغداد) أسفرت عن اعتقال ثمانية مطلوبين وفق قانون الإرهاب لانتمائهم لتنظيم القاعدة». وحسب المصادر اعتقلت الشرطة مطلوبا تاسعا بتهمة المتاجرة في الحبوب والمواد المخدرة وضبطت كميات منها في حوزته.
عدد اليوم
