الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تونس تفشل في اعتقال زعيم سلفي مطلوب

تونس تفشل في اعتقال زعيم سلفي مطلوب
18 سبتمبر 2012
تونس (وكالات) - فشلت قوات الأمن التونسية أمس في اعتقال القيادي السلفي سيف الله بن حسين زعيم فرع جماعة “أنصار الشريعة” المشتبه بضلوعه في محاولة الاعتداء على السفارة الأميركية في تونس، خلال الاحتجاجات ضد الفيلم المسيء للاسلام يوم الجمعة الماضي، والتي أسفرت عن سقوط 4 قتلى وأكثر من 50 جريحاً، معظمهم من قوات الأمن. وقال شهود عيان “إن أكثر من ألف عنصر من قوات مكافحة الشغب طوقوا امس مسجد الفتح في العاصمة، حيث كان يلقي الزعيم السلفي المعروف باسم ابو عياض محاضرة، إلا أنه تمكن من الفرار، بعد ان اقتحم المئات من اتباعه المسجد، وكان بعضهم يحمل العصي، ما أثار الفزع بين المارة”. واضاف هؤلاء “أنه قبل ذلك بدقائق تراجع عناصر مكافحة الارهاب لنحو 200 متر من المسجد لأسباب غير معروفة”. وذكر مراسل “وكالة الأنباء الألمانية” أن الزعيم السلفي غادر بعد أن انسحبت قوات الأمن من أمام المسجد، بينما كان أنصاره يرددون هتافات وأغاني دينية، فيما قالت مصادر “إن اتفاقاً ضمنياً أبرم بين قوات الأمن والقيادي السلفي الذي لم يصب بأذى، كما لم يتم اعتقاله”. ونفى سيف الله بن حسين، مسؤولية تنظيمه عن مهاجمة السفارة والمدرسة الأميركيتين الجمعة، متهماً وزارة الداخلية بإخلاء السفارة من الحراس قبل تعرضها للهجوم. وقال في خطبة داخل المسجد “لماذا وقع إخلاء السفارة فجأة من الحراسة التي كانت مضروبة عليها؟.. إنها لعبة سياسية من أجل أن يقع ما وقع”، وأضاف مخاطباً وزير الداخلية علي العريض “كثير من الصحف التونسية أثبتت أن هناك مندسين بين المحتجين الذين تظاهروا أمام السفارة الأميركية قبل اقتحامها، فلماذا لا تتعاملون مع ما يقوله الإعلام؟”. متهماً الحكومة والأحزاب المتصارعة على الحكم بالضرب على وتر السلفية والعنف بهدف تأجيل الانتخابات المقررة في مارس 2013. وأضاف “هناك لعبة سياسية، ولكن لن تكون اللعبة على أكتافنا”. وقال أبو عياض مخاطباً أنصاره وأغلبهم شبان ملتحون يرتدون زياً أفغانياً “لا تنجروا وراء الاستفزاز، لا تكونوا طعماً في أيدي المتلاعبين بالسياسية واللاهثين وراء كرسي الحكم”، وأضاف “ندعو جميع العقلاء إلى أن يقفوا وقفة رجل واحد ضد كل ما يخططه أعداء هذا الشعب، نحن لن نكون طرفاً في المعركة ولن ندخل هذه المعركة.. كونوا على حذر، إياكم من الانجرار وراء ما يخطط لكم، يريدون أن تكونوا أنتم كبش فداء، لا تعطوهم الفرصة”. وقال أبو عياض إن رجال الأمن لم يكونوا يحملون تراخيص قانونية لتوقيفه، متهماً وزير الداخلية بخرق القانون. كما دعا وزير الداخلية الى الاستقالة من منصبه بسبب فشله في توفير الأمن للشعب، وقال “إن العريض يؤسس لديكتاتورية جديدة بإنشاء عدو موهوم هو تيار السلفية الجهادية”، معتبرا أن توعد الحكومة باستئصال”التيار السلفي في تونس، واستعراض عضلاتها علينا لن يجدي أبداً. الى ذلك، رأى وزير السياحة التونسي الياس الفخفاخ أن قرار واشنطن اخلاء موظفيها غير الأساسيين في سفارتها بتونس بعد مهاجمتها الجمعة من قبل متظاهرين مبالغ فيه بعض الشيء. وقال لـ”اذاعة فرنسا الدولية” “إن رد الفعل الاميركي مبالغ فيه”، وإن كان أقر بأن قوات الامن تجاوزها حجم التظاهرة التي قتل فيها اربعة متظاهرين. وأوضح الفخفاخ أنه تم التعامل بشكل سيىء مع التطورات وقوات الامن وجدت نفسها غير مسيطرة على الوضع، في حين اننا كنا إزاء حدث كان يمكن استباقه. واضاف “نحن نحترم القرار الاميركي، ونقوم بكل ما يلزم لإعادة الثقة في قدرة السلطات على السيطرة على الأمور”. وتطرق الوزير الى وضع تونس على قدم المساواة في المعاملة مع السودان التي قررت واشنطن سحب موظفيها غير الاساسيين منها ايضا، معربا عن أسفه لهذا الخلط. وقال “نحن لا نشاطر الاميركيين هذا التقدير للوقائع لأن اعمال العنف في تونس تظل عرضية. وتابع “اتفهم قلق الغربيين، لكن الوضع اكثر تعقيدا مما قد يبدو من الخارج. وشدد على ان تونس معروفة باعتدالها وانفتاحها وتسامحها، ولا يمكن وضع جميع الاسلاميين في خانة واحدة، ومن يمارسون العنف منهم هم اقلية صغيرة”. من جهتها، أجلت الولايات المتحدة نحو 100 من رعاياها في تونس. وقال مصدر دبلوماسيتم إجلاء رعايا أميركيين الأحد، دون إعطاء تفصيل عن عددهم، بينما صرح مصدر أمني أن نحو 100 أميركي، بينهم موظفون ومقيمون غادروا تونس على متن طائرة تابعة لشركة الخطوط التونسية. واوضح أن عملية الإجلاء تمت عبر معبر خاص في مطار تونس/قرطاج الدولي وبسرية تامة. واستقبل وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام امس السفير الأميركي جاكوب والس، حيث جدد خلال اللقاء التعبير عن استياء تونس وإدانتها الشديدة لأعمال العنف والشغب التي استهدفت السفارة والمدرسة الأميركيتين، وأكد أن السلطات التونسية حريصة كل الحرص على توفير كافة الظروف الملائمة لتأمين حماية البعثات الدبلوماسية والمدارس الأجنبية وسلامة موظفيها وكل الأجانب المقيمين بتونس وفقاً لتعهداتها في هذا المجال والتزامها بمقتضيات القانون الدولي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©