عقيل الحـلالي (صنعاء) - اُغتيل عقيد في الجيش اليمني، أمس الثلاثاء، وسط العاصمة صنعاء، برصاص مسلحين مجهولين كانا على متن دراجة نارية، وذلك غداة مصرع عقيد في القوات الجوية في هجوم مماثل، فيما تستمر المفاوضات بين ممثلين عن الشمال والجنوب حول عدد أقاليم الدولة الاتحادية الجديدة، أبرز مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي ينهي أعماله في أكتوبر. وقالت وزارة الدفاع اليمنية، في رسالة نصية عبر الجوال، إن العقيد علي الديلمي قتل برصاص مسلحين صباح الثلاثاء أمام المستشفى العسكري، الذي يقع في حي سكني وتجاري ولا يبعد كثيراً عن مركز القيادة العامة للقوات المسلحة ومبنى جهاز الأمن القومي، أعلى سلطة استخباراتية في البلاد.
وذكر شهود أن ملثمين كانا على متن دراجة نارية أطلقا الرصاص على العقيد الديلمي، أثناء وجوده أمام البوابة الرئيسية للمستشفى العسكري، قبل أن يلوذا بالفرار. وذكرت مصادر عسكرية لـ(الاتحاد) أن الديلمي “مسؤول في الدائرة المالية بوزارة الدفاع”، وأنه اغتيل عندما كان برفقة زوجته التي كانت تجري فحوصاً طبية في المستشفى، في هجوم هو الثاني الذي تشهده العاصمة صنعاء خلال أقل من 24 ساعة بعد مقتل العقيد عبدالوهاب عزان، الضابط في القوات الجوية والدفاع الجوي، ظهر الاثنين. وبمقتل الديلمي، يرتفع إلى 130 عدد العسكريين اليمنيين، بينهم 28 ضابطاً، الذين قتلوا منذ يناير في سلسلة هجمات واغتيالات حملت بصمات تنظيم القاعدة، حسب إحصائية خاصة بـ(الاتحاد). ولم يتبن تنظيم القاعدة، الذي يتنامى نفوذه في جنوب وشرق البلاد منذ عام 2011، غالبية هذه الهجمات التي يمكن أن تكون مرتبطة بتصفية حسابات سياسية.
واستبعد مراقبون عسكريون وحكوميون، تحدثوا لـ(الاتحاد)، تورط تنظيم القاعدة في اغتيال الديلمي، الذي يتولى منصباً في إدارة المشتريات بوزارة الدفاع، ورجحوا أن تكون حادثة قتله مرتبطة بقضايا فساد مالي داخل الجيش، الذي أُعيد بناء هيكله التنظيمي في أبريل الماضي، وبالتزامن مع إقصاء عشيرة الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، التي ظلت تهمين عليه لأكثر من ثلاثة عقود. وكانت صحيفة “أخبار اليوم”، الأهلية والمقربة من الجنرال المعزول، علي محسن الأحمر، ذكرت، الاثنين، أن القضاء العسكري “يحقق” في شراء وزارة الدفاع مواد متفجرة بقيمة تزيد عن 500 مليون ريال (أي ما يعادل 2.325 مليون دولار)، اتضح لاحقاً أنها عبارة عن “مواد صابونية”، مشيرة إلى أن النيابة العسكرية استدعت مؤخراً عدداً من المسؤولين في وزارة الدفاع “لسماع أقوالهم حول هذه القضية التي تندرج ضمن قضايا فساد وتبديد المال العام”. ولفتت الصحفية إلى أن هذه التحقيقات تتزامن مع زيارة يقوم بها وزير الدفاع اليمني، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، إلى الصين “لشراء البدلات العسكرية الجديدة التي سيتم بها توحيد البزات العسكرية لقوات الجيش”.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أمس الثلاثاء، أن وزير الدفاع أجرى محادثات في بكين مع نظيره الصيني، الفريق، تشانج وان تشوان، شملت “قضايا التعاون بين البلدين في المجال العسكري”، موضحة أن اللواء محمد ناصر أحمد أطلع الجانب الصيني على “التحديات والصعوبات التي يواجهها اليمن خلال المرحلة الراهنة”.
إلى ذلك، أفرج “تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب”، أمس الثلاثاء، عن 21 جندياً يمنياً أسرهم خلال هجمات مسلحة لعناصره استهدفت مواقع عسكرية وأمنية في محافظة شبوة، يوم الجمعة الماضي. وذكرت مصادر قبلية في أبين، أن التنظيم قام بتحرير الجنود الأسرى في بلدة “المحفد”، الواقعة شرقي محافظة أبين، وعلى الحدود مع محافظة شبوة، لافتة إلى أن عملية الإفراج عن الجنود تمت إثر وساطة قبلية. وأُسر الجنود اليمنيون خلال هجمات شنها متطرفون، الجمعة، على مواقع عسكرية وأمنية في شبوة، أوقعت 56 قتيلاً في صفوف الأمن والجيش، إلا أن الإحصائية التي أعلنتها السلطات اليمنية تحدثت عن 21 قتيلاً فقط.
عدد اليوم
