الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الجوارح» يضرب «العميد» بـ «النيران الصديقة»

«الجوارح» يضرب «العميد» بـ «النيران الصديقة»
6 مارس 2016 11:53
انتزع الشباب 3 نقاط ثمينة، مساء أمس، من «العميد» النصراوي في المباراة التي جرت بينهما على ستاد مكتوم بن راشد في الجولة الـ 20 لدوري الخليج العربي، وحقق «الجوارح» فوزاً ثميناً بنتيجة 1 - صفر سجله علي سالم العامري بالخطأ في مرماه، في الدقيقة 55. جاء الشوط الأول نصراوياً، لكن بلا أهداف، ومع بداية الشوط الثاني أجرى مدرب الشباب كايو جونيور بعض التغييرات التكتيكية، ونجح في تحويل الأفضلية لمصلحة فريقه الذي سجل هدفاً، وأهدر فرصتين خطيرتين عن طريق جونينهو البديل. وظهر تأثر النصر بالإرهاق نتيجة ضغط المباريات الآسيوية مع المحلية في الشوط الثاني، فاستغل ذلك الشباب، وبهذا الفوز يرفع الشباب رصيده إلى 29 نقطة، ويتوقف رصيد النصر عند 33 نقطة. أول ما لفت انتباهي في بداية المباراة أن الفريقين كانا يغلقان المساحات، ويتراجعان بكل لاعبيهم حينما يهاجم الفريق الآخر، ورفعا شعار «الشارة الحمراء» لعدم المرور، وبذلك أعلنا عدم الرغبة في الخسارة، وتمسكا بالحذر. ومع ذلك كانت مهارات بيترويبا حلاً مهماً لـ «الأزرق» كي يقترب من مرمى الشباب، بفضل مهاراته، وسرعته، وقدرته على تحويل اتجاهاته بشكل مفاجئ لأي مدافع، واتضح من البداية أيضاً أن الشباب يعتمد على طريقة «4 - 4 - 2» في الجانب الهجومي، لكنها كانت تتحول إلى «4 - 5 - 1» في الجانب الدفاعي، أما النصر فقد اعتمد على طريقة «4 - 3 - 2 - 1»، وكان للطريقة تأثير إيجابي أكثر على الفريق في الجانب الهجومي، خصوصاً في المرتدات، والتي وصل فيها «الأزرق» لمنطقة جزاء الشباب مرتين وشكل خطورة على مرمى «الأخضر»، إلا أن اللمسة الأخيرة كانت ينقصها التركيز والدقة، وضاع على النصر هدفان في ربع الساعة الأول من اللقاء. وبعد مرور ربع ساعة، بدأ يتبلور أمامي أن هناك حذراً دفاعياً من الفريقين، وأن هناك كثافة في عدد اللاعبين العائدين للدفاع، ومع ذلك كانت الأفضلية للمهاجمين في الطرفين، لأن كثرة اللاعبين العائدين من الوسط والهجوم لدعم الدفاع كانت تسبب ارتباكاً للمدافعين أنفسهم، ومالت الأفضلية قليلاً لمصلحة النصر لسبب واضح هو البطء الشديد في بناء الهجمات الشبابية من قبل فيلانويفا وحيدروف، في مقابل السرعة الملحوظة من كيمبو إيكوكو وبيترويبا في النصر، وفي الوقت الذي كان يلعب فيه الشباب على تدوير الكرة في وسط الملعب، كان النصر يبحث عن الوصول لمرمى الشباب بأقل عدد من اللمسات الطولية. ومع مرور الوقت، يجب أن أشيد بفكر مدرب النصر يوفانوفيتش لأنه مع الوصول إلى منتصف الشوط الأول سيطر على منطقة المناورات، وأربك الكثير من حسابات الشباب، خصوصاً في ظل التبادل المستمر بين كيمبو إيكوكو وبيترويبا في المراكز، كل عشر دقائق، كل ذلك في محاولة لتعويض غياب خمينيز الذي يعد صانع الألعاب الرئيس للفريق. وأعتقد أن ميل لوفانور مهاجم الشباب لليمين في الشوط الأول، وناصر مسعود المهاجم الآخر لليسار، قلل من خطورة «الجوارح» في الوصول لمرمى شمبيه، وبشكل عام كانت المباراة متوسطة المستوى، ولكن النصر أجرى تغييراً اضطرارياً في الدقيقة 35 بخروج عصام ضاحي لاعب قلب الدفاع، ونزول مسعود سليمان بدلاً منه، ومركزه الأصلي هو الظهير الأيسر. ومن الملاحظات الجديرة بالذكر، أن الشباب كان يحاول أن يطبق الضغط العالي من المقدمة، لكن كانت هناك فجوة بين الهجوم والوسط، فلم ينجح في ذلك، لأن لوفانور كان يهاجم المدافعين، ولا يسانده أحد ويهدر جهده بلا قيمة، في المقابل كان هناك ضغط عال ناجح من لاعبي النصر يقابله كثافة عددية دفاعية كبيرة من الشباب، ولا بد لهذا السيناريو أن يقلل من فرص التهديف، لذلك انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي. ومع بداية الشوط الثاني، دفع المدرب البرازيلي كايو جونيور بجونينهو بدلاً من محمد جمعه لتنشيط الهجوم، وبنزول جونينهو تحول لوفانور للجهة اليمنى، وناصر لليسرى، وتم وضع جونينهو كرأس حربة صريح في العمق، لتلافي المشكلة التي تحدثنا عليها في الشوط الأول، وهي عدم الفاعلية الهجومية، ومن أجل ذلك تحولت طريقة الشباب إلى «4 - 2 - 3 - 1»، لتحقيق التواصل بين الخطوط، وكانت هذه التغييرات في الطريقة والمراكز إيجابية للشباب لأنها حققت له أفضلية في التواصل بين الخطوط. ونتيجة لهذا التفاعل من المدرب وقبل أن تمر 10 دقائق من الشوط الثاني، كان الشباب قد سجل هدفه الأول، نتيجة لخطأ دفاعي من النصر في التمركز، والتركيز، لأن المدافعين كانوا يتابعون الكرة ولا يتابعون مهاجمي الشباب، وهذا الموقف تكرر من مدافعي النصر بعد دقيقتين حينما أهدر محمد مرزوق هدفاً مؤكداً للشباب نتيجة لفقدان التركيز من المدافعين. وإذا كان السؤال عن سبب تراجع أداء النصر في الشوط الثاني، ويمكننا أن نتخيل بأنه الإرهاق نتيجة للمباريات القوية في دوري أبطال آسيا، في حين أن الشباب كان لديه وقت أطول للاستعداد، وبمنتهى الوضوح، يمكننا أن نقول إن تبديلات كايو جونيور قادت الشباب إلى التقدم في الشوط الثاني، وعندما شعر بأفضليته أقر الوضع بالدفع بداود علي بدلاً من ناصر مسعود الذي خرج مصاباً، حيث إنه يلعب في مركز ناصر نفسه. وفي المقابل، حاول النصر العودة للقاء، واندفع للهجوم، فترك مساحات هائلة في خطوطه الخلفية، وهاجم بكل خطوطه، لكن الشباب كان منظماً في الدفاع بفضل عودة حيدروف للخلف وقيادته للمنظومة الدفاعية باقتدار من الخلف، ورغم التغييرات الهجومية التي دفع بها النصر، إلا أن الشباب وتألق دفاعه وحارسه حسن حمزة، أسهم في الحفاظ على الشباك نظيفة، وأسهم في ذلك البطء الملحوظ في اللمسة قبل الأخيرة من لاعبي «العميد».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©