السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيليتش..«جنون ناري» يجتاح«البريميرليج» !

بيليتش..«جنون ناري» يجتاح«البريميرليج» !
21 سبتمبر 2015 22:40
محمد حامد ( دبي) موهوب لكنه لم يكن يعلم أن لديه موهبة تدريبية، يملك عقلية لا تتوقف عن التخطيط لاصطياد الكبار، «مكتشف المواهب» الكروية ويكفي أنه قدم للعالم لوكا مودريتش نجم الريال و«كرويف البلقان». وبعيداً عن الساحرة يتمتع بقدرات مواهب خاصة على رأسها عزف الجيتار والتأليف الموسيقي، ومن أعماله الشهيرة «الجنون الناري» وهي أغنية ألهمت منتخب كرواتيا في مشوار تصفيات ونهائيات يورو 2008. يجيد الإنجليزية والألمانية والإيطالية بطلاقة، «فضلا عن لغته الأم»، إنه المدرب الكرواتي سلافين بيليتش المدير الفني لفريق وست هام الإنجليزي. بيليتش يواصل رحلة العبث بتاريخ الكرة الإنجليزية، محققاً مجداً تدريبياً وكروياً على حساب الإمبراطورية الكروية التي لا تغيب عنها الشمس، فقد نجح مؤخراً في قيادة وستهام للفوز خارج معقله على 3 من القوى الكبرى في الدوري الإنجليزي، وهي أرسنال وليفربول ومان سيتي، وأحرز فريقه 7 أهداف في شباك الثلاثي المذكور، وتلقى هدفاً واحداً. وسبق للمدرب الكرواتي إسقاط منتخب «الأسود الثلاثة» الإنجليزي ذهاباً وإياباً في تصفيات التأهل ليورو 2008، ليحرم المنتخب العريق من التأهل إلى النهائيات القارية في واحدة من المفاجآت الكبرى في تاريخ القارة العجوز، ومنذ هذا الوقت يواصل بيليتش توهجه التدريبي، والمفارقة أن هذا التألق غالباً ما يأتي عبر البوابة الإنجليزية، ويبدو أن القدر يكافئ هذا الرجل، فالصحافة الإنجليزية صاحبة الحضور القوي والمؤثر على المستوى العالمي تشارك في حملة تلميعه «قاصدة أو مكرهة». قصة بيليتش حافلة بالمحطات والمفاجآت المثيرة، التي تؤكد أن بعض المواهب الحقيقية ترى النور بالمصادفة، من دون أن يدرك حتى أصحابها أنهم يملكون هذه القدرات الخاصة، فقد بدأ بيليتش مسيرته الكروية في صفوف فريق مدينته هايدوك سبليت في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، ووضع حداً لمشواره كلاعب مدافع في صفوف الفريق نفسها عام 2000، وخاض تجارب احترافية عدة، كان أهمها مع وستهام وإيفرتون، وهي الفترة التي شهدت بدايات علاقته بالكرة الإنجليزية. بيليتش أو «رجل الأقدار»، بدأت علاقته بعالم التدريب بالمصادفة، فقد تولى قيادة فريق هايدوك سبليت عام 2001 رغبة منه في إنقاذ النادي باعتباره شريكاً فيه، وأحد نجومه السابقين، وذهب بيليتش في جولة أوروبية للتعرف إلى أسرار التدريب على يد أرسين فينجر، ومارتشيللو ليبي، فأخذ من الثاني الانضباط التكتيكي، ومن الأول الرغبة الهجومية، فكانت المحصلة عقلية تدريبية متوازنة. وحقق بيليتش نتائج جيدة مع منتخب كرواتيا تحت 21 عاماً، ويكفي أنه اكتشف في هذه الفترة لوكا مودريتش نجم الريال الحالي الملقب بـ«كرويف البلقان»، وغيره من النجوم الذين انطلقوا للاحتراف في أكبر أندية القارة الأوروبية، وجاءت لحظة المجد في مسيرة بيليتش على حساب الإنجليز، حينما قاد منتخب كرواتيا الأول لإسقاط روني ورفاقه في تصفيات يورو 2008، ليتأهل إلى نهائيات البطولة على حساب المنتخب العريق، وواصل مسيرته الناجحة مع منتخب بلاده. بيليتش انطلق إلى الخارج ليقود لوكومنوتيف موسكو في عام 2012، ثم بيشكتاش التركي في العام التالي، لكنه لم يحقق النجاح المنتظر، ليعود من جديد إلى الكرة الإنجليزية عبر بواية وستهام الذي تعاقد معه في يونيو الماضي، وعلق بيليتش على الانتصارات المدوية لفريقه، خاصة أمام الثلاثي الكبير «أرسنال وليفربول ومان سيتي» قائلاً:«بالطبع أتمنى أن نستمر في تحقيق هذه المفاجآت، لكنني أدرك جيداً أن هذا أمر مستحيل». وتابع بيليتش:سوف نواجه مراحل من التألق والتراجع، هذه هي كرة القدم، لم أتعهد بإنهاء الموسم في المركز الرابع مثلاً، ليس لدينا هدف معين، نحن لسنا مان يونايتد، ولكن على الرغم من ذلك أؤكد أن لدي فريق رائع يضم مجموعة من المواهب، مثل لانزيني، وبايت، ونوبل وغيرهم، فريقنا يقدم كرة قدم هجومية جذابة، لكنه لا ينسى الواجبات الدفاعية في الوقت نفسها. بيليتش لديه فلسفة خاصة في الحياة وفي كرة القدم، وهي مشاركة الآخرين في كل ما يملك، فقد سبق له أن أطلق تصريحاً يعبر عن شخصيته، حينما قال «شارك الآخرين ما تملك، حينها سوف تستمتع بالحياة، والأهم أنك سوف تصبح نبيلاً أمام نفسك، لا يوجد شخص يمكنه أن يملك العالم، حينما يكون هناك صراع ضد العدالة، يشرفني أن أكون في مقدمة من يحاربون من أجل إرساء تلك العدالة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©