الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كلام في تفضيل الشعر

24 يناير 2015 22:27
استخدم العرب أفعل التفضيل كثيراً واختلفوا قديماً حول أغزل بيت وأمدح بيت وأهجى بيت في الشعر العربي ودارت بينهم حروب كلامية في هذا الشأن.. وكانت كل الأحكام انطباعية غير قائمة على منطق – واستندوا إلى معطيات في التقييم والتفضيل قد لا تكون دقيقة.. فقد قالوا إن أغزل بيت في الشعر العربي هو قول عنترة: وَلَقَد ذَكَرتُكِ والرِّماحُ نَواهِلٌ مِنّي وبِيضُ الهِندِ تَقطُرُ مِن دَمي فَوَدَدتُ تَقبيلَ السُيوفِ لأَنَّها لَمَعَت كَبارِقِ ثَغرِكِ المُتَبَسِّمِ واستندوا في هذا التفضيل إلى أن عنترة ذكر محبوبته في ظرف عصيب حيث الحرب والرماح والسيوف تشرب وتقطر من دمه.. ومع ذلك ود تقبيل السيوف لأنها تلمع مثل أسنانها وهي تبتسم.. لكن آخرين قالوا إنها مبالغة غير محببة. وقالوا إن أمدح بيت في الشعر العربي هو قول جرير في مدح بني أمية بين يدي أمير المؤمنين عبدالملك بن مروان. ألَسْتُمْ خَيرَ مَن رَكِبَ المَطَايا و أندى العالمينَ بطونَ راحِ واستندوا في تفضيل هذا البيت على أنه أسلوب إنشائي بصيغة الاستفهام وهو أرقى أنواع البلاغة.. وهذا البيت طرب له كثيراً عبدالملك وقال: كنا وما زلنا وسنبقى - لكن آخرين قالوا إن شعر المدح لا ينبغي تفضيله على الإطلاق لما فيه من تزيد والطريف أن قصيدة جرير هذه بدأت ببيت لم يعجب عبدالملك - وهو ما يسمى في البلاغة سوء الاستهلال إذ بدأ القصيدة بقوله: أتصحو أم فؤادكَ غيرُ صاح عشيةَ همَّ صحبكَ بالرواحِ فقال عبدالله غاضباً: بل فؤادك أنت شمسة - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©