الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات الإلكترونيات تصارع للبقاء في الأسواق أمام اكتساح «أمازون»

شركات الإلكترونيات تصارع للبقاء في الأسواق أمام اكتساح «أمازون»
17 سبتمبر 2012
تواجه شركات الإلكترونيات الشهيرة تحديات كبيرة من قبل المحلات الالكترونية التي بدأت تتوسع بكثافة عبر شبكة الانترنت شركات. وكانت شركة التجزئة المعروفة “بيست باي” و”راديو شاك” و”جيم ستوب” وغيرها من الشركات حتى وقت قريب، تتحدى منافساتها في مختلف الولايات الأميركية، بتقديم استراتيجية التسوق في مكان واحد، من خلال عرض آخر ما توصلت له التقنيات في أجهزة التلفزيونات والكمبيوترات وألعاب الفيديو. لكن تصارع الشركات الثلاث الآن من أجل البقاء في القطاع، وقاد بروز شركات الإنترنت الجديدة مثل “أمازون دوت كوم” التي توفر سلعاً أقل تكلفة، إلى امتصاص جميع العملاء والمبيعات من هذه الشركات التي اشتهرت بقوتها في وقت سابق. وتصدت شركات التجزئة لهذا التراجع، باستراتيجيات تؤكد مقدرتها، على اقتناء هواتف ذكية وكمبيوترات لوحية جديدة، مع محاولاتها الحصول على تلك المبيعات التي يفضل العملاء اقتناءها بأنفسهم، واعترفت هذه الشركات بضرورة التطور السريع. ويقول بوي رينز، رئيس “جيم ستوب” التنفيذي :”تبشر الإلكترونيات بمستقبل كبير، في مجال البيع بالتجزئة، لكن ومن أجل البقاء في القطاع يجب أن يكون معدل التغيير الداخلي، أكبر من معدل التغيير الخارجي”. وقامت شركة “جيم ستوب” التي تملك 6600 محل تجاري منتشرة في مختلف الولايات الأميركية، بإضافة أجهزة “آي فون” وكمبيوترات لوحية مستخدمة لمحفظتها من ألعاب الفيديو الجديدة والمستخدمة، كما عملت على زيادة خدمات التحميل الرقمي، بغية منافسة بعض مواقع الألعاب مثل موقع “ستيم” الشهير التابع لشركة “فالف”. وقللت “راديو شاك” التي انخفضت أسهمها بنحو 75% خلال العام الحالي، من نشاطها في الموصلات، وعادت في شكل متجر عادي لبيع الهواتف المحمولة الذكية، كما خفضت عدد المحال الكبيرة مع إعادة تدريب العاملين لديها، للتركيز على دعم قطاع الإلكترونيات، وقامت بفتح مئات المحلات الجديدة، المتخصصة في بيع الهواتف المحمولة والكمبيوترات اللوحية. وقال مايك فيتيلي، مدير “بيست باي”: “نعمل على موازنة التراجع النوعي في القطاع، من خلال تحقيق النمو في حقول تشهد انتعاش ملحوظ” لكن يتساءل خبراء القطاع، ما إذا كانت الأساليب الجديدة، خاصة السعي الكبير الذي يبذله كل محل تجاري لبيع أكبر قدر ممكن من الهواتف الذكية، والكمبيوترات اللوحية، كفيلة بتعويض خسارة القطاع جراء توقف مبيعات الأجهزة الكبيرة التدريجي. وأعلنت “بيست باي” انخفاض أرباحها بنسبة 91% خلال الربع الأول، نتيجة تراجع مبيعاتها للمرة الثامنة على التوالي في محالها التي ظلت مفتوحة لفترة امتدت إلى 14 شهرا، وعلقت “راديو شاك” توزيع عائدات الأسهم في أغسطس الماضي، بعد الإعلان عن أكبر خسارة ربعية لها منذ 1996، وانخفضت أرباح “جيم ستوب” بنحو 33% في آخر ربع، نتيجة لتراجع مبيعاتها من أقراص الألعاب المدمجة والمنصات. وحققت”بيست باي” أرباحاً طائلة من مبيعات التلفزيونات ذات الشاشات المسطحة في الماضي، أما اليوم فيترتب على شركات التجزئة بيع ضعف الكمية من التلفزيونات التي كانت تبيعها قبل خمس سنوات، لتحقق نفس القدر من العائدات، وأكثر من ذلك لبلوغ نفس المستوى من الأرباح. يُذكر أن متوسط سعر التلفزيون انخفض بنسبة 40% منذ 2007 في وقت زاد فيه حجم الشاشات، بينما تراجع صافي أرباح الأجهزة المتطورة من 30% إلى أقل من 15%. وفي مقدور المستهلك اليوم الحصول على نفس الموديل من التلفزيون، بسعر مشابه في محال مختلفة مثل “وول مارت” و”تارجت”، بينما هو يتسوق لسلع منزلية أخرى، دون الحاجة للذهاب إلى محل متخصص لبيع الأجهزة الإلكترونية. والغرض من إنشاء سلاسل المحال الإلكترونية، هو إعطاء المستهلك فرصة الاطلاع على مختلف الأجهزة المبتكرة، لكن وبخلاف ما كان يحدث في الماضي عندما كان يتم طرح السلعة الرائجة من أي مكان، أصبحت معظم ابتكارات السلع الإلكترونية الجديدة تُطرح من قبل مؤسسة واحدة “آبل”، التي تملك محالها الخاصة إضافة إلى البيع من خلال الإنترنت ومحلات التجزئة الأخرى. وكان من المتوقع أن تساعد تصفية شركة “سيركويت سيتي” في 2009، في استمرار بقاء شركات تجزئة الإلكترونيات، لكن وبدلاً عن ذلك، ارتفعت حصة “أمازون دوت كوم” السوقية من 2 إلى 11% و”آبل” من 6 إلى 8%. وتتضح خطورة اعتماد تجارة التجزئة الحالية على سلع رائجة معينة في “راديو شاك”، التي اعتمدت في تحقيق أرباحها على الهواتف المحمولة الذكية. وتقلصت أرباح السلسلة التجارية التي يعود تاريخها إلى 91 عاما، وتنتشر محالها البالغ عددها 4700 بين أميركا وكندا والمكسيك، على الرغم من استقرار مبيعاتها، منذ أن أفسحت المزيد من المساحة للهواتف المحمولة والكمبيوترات اللوحية قبل عامين. وتشكل الأجهزة المحمولة 51% من مبيعات “راديو شاك” التي بلغت نحو 4,38 مليار دولار في العام الماضي، بزيادة نسبة 44% التي حققتها في السنة التي سبقتها. لكن تقلص صافي أرباحها بنحو 8% في آخر ربع إلى 37,8% من واقع 45,9%. وتكمن المشكلة في أن مبيعاتها من أجهزة “آي فون” أقل من الأجهزة الأخرى، على الرغم من أن الشركة تأمل في تعويض الفرق من خلال بيع الملحقات الأخرى من أجهزة شحن، كما تسعى الشركة إلى تحقيق الأرباح عبر نقاط البيع الصغيرة البالغ عددها 1400 الموزعة داخل محال “تارجت”. وبذلت “جيم ستوب” الجهد الأكبر في سبيل تغيير نمط نشاطها، وتركز الشركة أيضاً على سوق الهواتف المحمولة الذكية لكن بشئ من التغيير، حيث تأمل لأن تصبح معروفة ببيع المستخدم من أدوات “آبل” والهواتف المحمولة التي تعمل بنظام تشغيل “أندرويد”. وتملك الشركة بالفعل النظام الذي يمكنها من إعادة تغليف وبيع الآلاف من الأجهزة، بعد أن سبقت غيرها في بيع منصات ألعاب الفيديو المستخدمة والأقراص المدمجة التي شكلت 27% من مبيعاتها و47% من أرباحها في العام الماضي. ومن المتوقع أن تبلغ مبيعات “جيم ستوب” من الأجهزة المحمولة المستخدمة نحو 200 مليون دولار خلال العام الحالي. نقلاً عن: «وول ستريت جورنال» ترجمة: «حسونة الطيب»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©