الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانقراض يتربص بالسلاحف البحرية وجهود حثيثة لحمايتها

الانقراض يتربص بالسلاحف البحرية وجهود حثيثة لحمايتها
24 سبتمبر 2013 20:01
موزة خميس (دبي) - توفر السلاحف البحرية للإنسان الكثير من الفوائد الاقتصادية، نظراً لأن محصول الصيد التجاري من الأسماك واللافقاريات يعتمد على صحة وسلامة مجموعات السلاحف البحرية، ومن بين أنواع السلاحف البحرية السبعة يسود نوعان منها في مياه إمارة أبوظبي، وهما السلحفاة منقار الصقر والسلحفاة الخضراء، ويستخدم هذان النوعان مياه إمارة أبوظبي على نحو مكثف لأغراض التغذية، وتعشش السلاحف منقار الصقر على الشواطئ الرملية التي تبرز فوقها النباتات، على عديد من الجزر، غير أنهما من ضمن لائحة الحيوانات المهددة بالانقراض لذا تبذل الدولة جهوداً حثيثة لحمايتها. مسوحات منتظمة تقوم هيئة البيئة في أبوظبي منذ عام 1999 بإجراء مسوحات منتظمة للسلاحف البحرية في الدولة، وتتوافر لدى الهيئة معلومات أساسية حول وضع وتوزيع السلاحف البحرية ومواطنها، وتم تنفيذ خطة لإدارة حماية السلاحف البحرية في المنطقة أيضاً، ومنذ 1998 تقوم الهيئة بالاستخدام الناجح لنظام التتبع بالأقمار الصناعية ضمن عمليات تتبع هجرات السلاحف منقار الصقر والسلاحف الخضراء. بالنسبة لما يتعلق بوضع السلاحف في الدولة، قالت الدكتورة شيخة الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري بهيئة البيئة– أبوظبي «تم إدراج جميع أنواع السلاحف البحرية باستثناء السلحفاة الأسترالية مسطحة الظهر، كأنواع مهددة أو معرضة للانقراض، ضمن القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة والموارد الطبيعية. وجميع الأنواع مضمنة في الملحق، من اتفاقية التجارة الدولية في الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض «السايتس»، التي تؤكد أن سلاحف منقار الصقر مدرجة تحت الأنواع المهددة بالانقراض من الدرجة الأولى، كما أن السلاحف الخضراء مدرجةٌ تحت الأنواع المهددة بالانقراض». وأضافت «في إمارة أبوظبي انحصر تعشيش السلاحف البحرية في 17 جزيرة بحرية على أقل تقدير، ويبدأ التعشيش في منتصف شهر مارس ويمتد حتى منتصف يونيو، وتقيم السلاحف 200 عش خلال موسم التعشيش، الذي يمتد لفترة 90 يوماً كل سنة، وتقع معظم الأعشاش بالقرب من خط النباتات بالشاطئ الرملي وتعتبر الإناث متشددة جداً في اختيارها لموقع أعشاشها». أسباب وعوامل حول أسباب انقراضها، أوضحت الظاهري «في أبوظبي ومنطقة الخليج تدرس الأحوال التي تجعل تلك السلاحف معرضة للانقراض وقد لوحظ تدهور مستمر في مواطن تغذيتها وأعشاشها، ومن بين العوامل التي تشكل تهديداً الصيد الثانوي، حيث تقع وتتورط العديد من السلاحف البحرية في شباك الصيد وتغرق بعد ذلك، وبعضها يقوم أيضا بطريق الخطأ بابتلاع صنارات الصيد»، مضيفة: «تعد مشاريع التنمية الساحلية على تشكل مصدر تهديد لأن أنشطة التشييد وبناء المستوطنات وأعمال الحفر والردم وتسوية الأراضي تعمل على تدمير الكثير من شواطئ التعشيش على نطاق العالم، وتؤثر ضربات القوارب حين تصطدم بالسلاحف البحرية، التي تسبح في اتجاه السطح بغرض التزاوج، أو التنفس بالقوارب المسرعة ومراوحها، ولطالما شكلت النفايات البحرية جزء من أكبر المخاطر، حيث تقوم السلاحف البحرية بابتلاع النفايات البحرية مثل الأكياس البلاستيكية والقطع المصنوعة من اللدائن البلاستيكية الخفيفة التي ترمى بإهمال ما يؤدي إلى إغلاق قنواتها الهضمية وموتها، وأيضاً تؤثر النفايات البحرية الملقاة على الشاطئ على أعشاش السلاحف». وتابعت: «تتعرض طبقات الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية التي تستخدمها السلاحف إلى التلوث بسبب عمليات الإثراء الغذائي والكيمياويات والانسكابات النفطية، وتم تسجيل وجود النحاس والحديد والزئبق في أنسجة السلاحف البحرية التي تجنح إلى الشاطئ، وعلاوة على ذلك أوضحت دراسات أجريت في أماكن أخرى أن مرض الورم الحليمي الليفي الذي يفتك بالعديد من السلاحف البحرية قد يكون مرتبطاً بالتلوث البحري». توازن بيئي حول أهمية السلاحف البحرية، أوضحت الظاهري: «تساعد السلاحف البحرية في مختلف أنحاء العالم، في تحقيق التوازن بين الأنظمة البيئية، وتمثل جزءاً عريقاً ومميزاً في التنوع البيولوجي في العالم، وتعيش السلاحف البحرية لفترة طويلة وتتحرك لمسافات بعيدة أثناء فترة حياتها، التي تقضيها في البحر ولكنها تعود إلى اليابسة لتتكاثر». وعن أماكن تواجد تتواجد السلاحف البحرية الخضراء، ومنقار الصقر، قالت الظاهري: «في العادة تتواجد السلاحف البحرية الخضراء بالقرب من حصائر الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية والخلجان في البحار الاستوائية وشبه الاستوائية، وتتميز بتوزيع أوسع مقارنة بأي نوع آخر من أنواع السلاحف البحرية، التي يمكن العثور عليها حول أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية وأفريقيا وآسيا وأوروبا والخليج العربي. ويمكن أن تتواجد السلاحف منقار الصقر في المياه البعيدة في البر الرئيس والجزر والرفوف الصخرية، ويمكن مشاهدتها غالباً بالقرب من تشكيلات الشعاب المرجانية. ويمكن أن تتواجد حول مناطق الشعاب الاستوائية في المحيطات الأطلسي والهادئ والهندي من اليابان إلى أستراليا والجزر البريطانية حتى جنوب البرازيل، وفي أبوظبي تشاهد معظم السلاحف منقار الصقر والسلاحف الخضراء في المياه بين جزر أبو الأبيض وبوطينة، وتعد جزءاً من محمية مروح للمحيط الحيوي، وفي المياه المتاخمة لجزر الياسات ومهيمات إذ توفر هذه المناطق للسلاحف البحرية طبقات كثيفة من الأعشاب البحرية والطحالب البحرية، وبها مواطن الشعاب المرجانية». عن تأثير ارتفاع درجة الحرارة على مستوى كوكب الأرض بشكل عام، وفي دول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص على نسبة إناث السلاحف إلى الذكور، قالت الظاهري: «هذا الارتفاع جعل عدد أفراد مجموعاتها غير مستقر بدرجة أكبر، ويمكن أيضاً أن تؤثر الزيادة في درجة الحرارة العالمية على مواطن السلاحف البحرية بسبب إمكانية إبيضاض الشعاب المرجانية، وتآكل الشواطئ أو اختفائها تحت مستوى البحر المرتفع». وقالت: «من العجيب أن السلاحف البحرية رغم تكيفها التام على العيش في المياه البحرية، إلا أنها تعشش على اليابسة، ومن المحتمل أن السلاحف البحرية في الإمارات كانت في السابق تعشش على ساحل البر الرئيس وعلى الجزر البعيدة عن الشاطئ أيضا، ولكنها اليوم وبسبب أعمال التنمية، لم يعد لديها خيار سوى التعشيش على الجزر البعيدة عن الشاطئ فقط». وعن المواقع التي تختارها السلاحف للتعشيش، قالت الظاهري: «كثيراً ما تشاهد السلاحف على الشاطئ في ليال عديدة من دون انقطاع، قبل قيامها بتحديد واختيار موقع تتوافر فيه الرمال الناعمة، ويكون بعيداً عن المستوطنات البشرية، وتقوم تقوم السلاحف بإبعاد الرمال الرخوة بواسطة زعانفها اللحمية، وتشرع في الحفر باستخدام تلك الزعانف مع إدارة جسمها لكي تصنع حفرة تستوعب جسدها تسمى حفرة الجسد». سمات ذكرية وأنثوية ليس من الممكن التفريق بين الأفراخ من الذكور والإناث عن طريق النظر إلى شكلها الخارجي، ومع ذلك فإن لكل من الذكور والإناث البالغة سمات خاصة تتفرد بها. في هذا الإطار، أوضحت شيخة الظاهري: «الذكر لديه في العادة ذيل طويل وسميك يمتد إلى ما بعد الطرف الخلفي للدرقة، أما درعه فيكون عادة أكثر مرونة وانحناء مقارنة بالأنثى، وتميل درقته إلى الامتداد على نحو أكبر، الأنثى ذيلها أقصر ولا يمتد إلى ما بعد الطرف الخلفي للدرقة، ودرعها أقسى وأقل انحناء في شكله ودرقتها أقرب في شكلها إلى القبة، وتهاجر الذكور والإناث البالغة أثناء موسم التكاثر، تهاجر لآلاف الأميال من مواطن التغذية إلى مواطن تعشيشها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©