الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«داعش» يسيطر على هيت ويستعد لمعركة بغداد

«داعش» يسيطر على هيت ويستعد لمعركة بغداد
14 أكتوبر 2014 00:07
فرض مسلحو تنظيم «داعش» سيطرتهم على معسكر تدريب هيت غرب محافظة الأنبارالعراقية، بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الأمنية المتواجدة في المعسكر اندلعت فجر أمس مما يعزز تواجد التنظيم غرب العراق. وأثارت الأنباء عن اقتراب عناصر «داعش» من بغداد مخاوف العراقيين في العاصمة، ودعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الكتل السياسية إلى التعاون مع الحكومة في مواجهة الإرهاب، رافضاً تدخل أي قوات برية أميركية أو غربية، دعا إليه مسؤولون عراقيون، محذرين من اقتراب التنظيم من حزام بغداد. وأكدت الأمم المتحدة أن نحو 180 ألف شخص نزحوا بسبب القتال الدائر داخل وحول مدينة هيت، فيما يتوقع أن يطلب الرئيس العراقي فؤاد معصوم في خطاب يوجهه غداً الأربعاء للشعب، تدخل قوات أجنبية برية، وسط تدهور أمني متزايد حصد أمس 46 قتيلا و110 جرحى في عدة مدن عراقية معظمهم بثلاثة تفجيرات في بغداد، كما قتلت القوات الأمنية 47 وأصابت 56 من عناصر «داعش» في عدة جبهات. وقالت مصادر محلية إن «داعش» سيطر على المعسكر بعد انسحاب كاملٍ مفاجئ لقوات الجيش منه، مؤكدة أن عناصر التنظيم أحرقوا جميع ما تركه المنتسبون للجيش من قاعات وآليات عسكرية. وأفاد شهود عيان أن مسلحي «داعش» سيطرو على مناطق البسطامية والسهلية والكسارة وخزرج الواقعة غرب قضاء هيت. وأكد الفريق الركن رشيد فليح قائد عمليات الأنبار، سيطرة عناصر «داعش» على معسكر هيت بعد انسحاب قوات الجيش منه إلى ناحية البغدادي غرب الرمادي. وقال إن «الفوج الأول لواء 27 التابع للفرقة السابعة إحدى تشكيلات الجيش العراقي انسحب انسحاباً تكتيكياً من معسكر هيت بجميع آلياته ومعداته وأسلحته إلى ناحية البغدادي غرب الرمادي»، مشيراً إلى أن «عناصر تنظيم داعش الإرهابي سيطرت على المعسكر بعد إخلائه». وأضاف أن «قوات الأمن في ناحية البغدادي تعمل على إعادة تنظيم نفسها من أجل بدء عملية عسكرية واسعة لتحرير مدينة هيت 70 كم غرب الرمادي من سيطرة داعش وبمساندة مقاتلي العشائر له». وقال أحمد حميد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار إن «قرار الانسحاب للقوة التي يبلغ عددها أكثر من 300 جندي، كان بالتنسيق بين القادة العسكريين والمسؤولين في المحافظة»، مؤكداً أن «قضاء هيت أصبح 100% تحت سيطرة داعش». وقال وزير الكهرباء العراقي قاسم الفهداوي وهو من الأنبار، إن تنظيم الدولة بات يسيطر على مساحة 80% من المحافظة، ووصف الوضع فيها بأنه حرج جداً. وحذر من أن سقوط الرمادي سيسمح للتنظيم بجعلها نقطة الانطلاق لهجوم محتمل على بغداد. وبالتزامن مع هذا التحذير تحدثت تقارير إعلامية عراقية عن استقدام التنظيم 10 آلاف مقاتل من سوريا تمهيداً للهجوم على بغداد انطلاقاً من الأنبار. وقال مسؤول دفاعي أميركي إن موقف الجيش العراقي في الأنبار «ضعيف». وأضاف أنهم «يتلقون الدعم ويصمدون في مواقعهم لكن الأمر صعب»، معرباً عن اعتقاده بأن «وضع الجيش هناك هش حالياً». وقالت الأمم المتحدة أمس إن نحو 180 ألف شخص نزحوا بسبب القتال الدائر داخل وحول مدينة هيت، منذ أن سقطت المدينة في يد «داعش» في وقت سابق هذا الشهر. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إنه نتيجة للقتال والضربات الجوية التي شنتها القوات العراقية والتحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة، فر نحو 30 ألف أسرة أو 180 ألف شخص من هيت. وقال فالح العيساوي نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار إن إرسال قوات برية أميركية هو الإجراء الوحيد الذي سينقذ الرمادي وباقي المحافظة من السقوط. وتابع «أن المعركة المقبلة ستكون على أبواب بغداد». وأوضح أن «الفلوجة وهيت والقائم وعانة والرطبة وراوة والكرمة والصقلاوية وجزيرة الخالدية بيد داعش بالكامل، أما عامرية الفلوجة فإن القوات العراقية تسيطر على 40% منها فقط، في حين أنها مازالت تفرض سيطرتها الكاملة على حديثة». ويقدم مئات الجنود الأميركيين المنتشرين في العراق النصح والاستشارات للجيش العراقي. لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الجيش العراقي سيكون قادراً على قلب الموقف في محافظة الأنبار لصالحه، والرد بذلك على الاتهامات التي توجه إليه بأنه «جيش حواجز التفتيش» ويفتقر إلى وحدات نخبة. وقال محلل عسكري رفض الكشف عن اسمه «إن ما يحدث في الأنبار هو إكمال السيطرة على باقي القرى بين هيت وحديثة من جهة النهر، ثم محاولة السيطرة على مناطق الحبانية والخالدية والبغدادي، وبالتالي محاصرة قاعدة الحبانية وعين الأسد». وأشار إلى أن «داعش» أخذ هيت ثم أشعل مركز الرمادي، ليحشد نحو غرب بغداد بأعداد كبيرة، لكن الهدف الحقيقي هو نفط وغاز كركوك ومنطقة نفط خانة في ديالى. ورأى أن سقوط الأنبار بيد التنظيم يجعل الطريق مفتوحاً لاحتلال حزام بغداد، مضيفاً أن القوات الاتحادية لا تزال قياداتها ضالعة في الفساد والجبن. وحول الغارات الجوية لقوات التحالف ومدى جدواها رأى أن سلاح الجو للتحالف الدولي قام بـ1963 غارة جوية، بما يقارب 6000 طلعة جوية، وعدد قتلى داعش منذ 23 من سبتمبر نحو 1000 مسلح في العراق وسوريا. من جانبه قال عضو مجلس النواب عن محافظة الأنبار أحمد السلماني، إن المحافظة تجبر بطريقة غير مباشرة على القبول بتواجد قوات أجنبية على أراضيها لقتال «داعش»، مؤكداً أن المحافظة لا تحتاج في المرحلة الحالية سوى إلى الغطاء الجوي الفعال والدعم اللوجيستي. وقال «لغاية الآن لايوجد غطاء جوي حقيقي ولا دعم لوجيستي للقطعات العسكرية وقوات العشائر تمكنهم من مقاومة داعش، وأن السيناريو الآن أن التحالف الدولي هو الذي يريد أن يوصل الأنبار إلى القبول بتواجد عسكري أجنبي على الأرض». وتابع أن «الأنبار لا تؤيد تواجداً عسكرياً أجنبياً في أراضيها، ولكنها عندما تتعرض إلى هجمة واسعة من داعش يقابله ضعف كبير في التدخل الجوي والدعم اللوجيستي عندها تكون المحافظة في وضع صعب». وفي شأن متصل أثارت الأنباء عن اقتراب عناصر تنظيم «داعش» من بغداد مخاوف العراقيين في العاصمة. ودعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الكتل السياسية إلى التعاون مع الحكومة في مواجهة «داعش». وذكر بيان صادر عن مكتبه أن العبادي «أشار إلى أهمية تعاون الكتل مع الحكومة لمحاربة العصابات الإرهابية والسير بالبلد إلى مرحلة البناء والإعمار، إضافة إلى تضافر جميع الجهود من أجل التغلب على المصاعب التي تواجه عمل الحكومة». وكان العبادي رفض تدخل قوات برية أميركية في العراق، كما أقال عدداً من كبار الضباط مؤخراً ووضع إجراءات بغية إصلاح أجهزة الأمن لتخليصها من الفساد والتعبية. وفي نفس الشأن أكد مصدر من رئاسة الجمهورية أن الرئيس فؤاد معصوم سيلقي خطاباً يوم غد الأربعاء. وقال المصدر أن معصوم سيتحدث عن الأمور السياسية والأمنية وكل مايحصل في البلاد، مضيفاً أن هذا الخطاب سيأتي بعد عقد اجتماع التحالف الدولي بناء على طلب الرئيس الأميركي بارك أوباما. ورجح المصدر أن يتحدث معصوم عن استقدام قوات أجنبية إلى العراق لمحاربة «داعش»، مما يرجح وحسب محللين عسكريين اقتراب التنظيم من بغداد عن طريق عامرية الفلوجة والبدء بهجوم من ناحية أبو غريب. من جهة أمنية أخرى أسفر انفجار عبوة ناسفة في سوق شعبي بمدينة الصدر شرق بغداد عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 25 آخرين. كما قتل 3 مدنيين وأصيب 14 آخرون بانفجار سيارة مفخخة في منطقة الحبيبية شرق العاصمة، فيما قتل 22 شخصاً وأصيب 41 آخرون بتفجير انتحاري في ساحة عدن شمال بغداد. وقتل شخص وأصيب 17 آخرون بانفجار دراجة نارية مفخخة قرب مطعم في حي القادسية شرق كركوك. وفي محافظة نينوى قتل 23 من عناصر «داعش» وأصيب 40 آخرون في غارات لطيران قوات التحالف الدولي، استهدف تجمعات لعناصر التنظيم في منطقة حمام العليل جنوب الموصل. وفي محافظة ديالى تم قتل جنديين وأصيب 4 آخرون بانفجار عبوة ناسفة في ناحية العظيم. وقصفت قوات المدفعية في البيشمركة مواقع لتنظيم «داعش» أثناء تجمعهم في أطراف المقدادية، مما أسفر عن مقتل 24 مسلحاً وإصابة 16 آخرين. بينما أسفر انفجار سيارة مفخخة قرب سوق شعبي وسط المقدادية، عن مقتل 10 مدنيين وإصابة 9 آخرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©