الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السعادة حالة مكتسبة تستدعيها خطوات بسيطة

السعادة حالة مكتسبة تستدعيها خطوات بسيطة
17 سبتمبر 2012
هل تعرف كيف تكون سعيداً؟ هل سئمت من انتظار السعادة؟ هل ما زلت تتوقع أن تجد السعادة طريقها إليك؟ توقف عن هذيانك وابدأ بالحصول على السعادة بنفسك، فاكتسابك لها يستحق بعض العناء والعمل بدلاً من التواكل والترقب. فهي لا تأتي بالسحر كما تصورها قصص الخيال، ولا هي شيء يحدث لك ويغمرك فرحةً وهناءً، إنها شيء تحصده وتجنيه إن أنت أحسنت الزرع والحرث. ما الذي تنتظره إذن؟ هيا، شمر عن ساعديك، وابدأ رحلتك الاستكشافية لتعرف ماهية السعادة وتعيشها. تشير آخر الإحصاءات إلى أن 10% فقط من تقارير سعادة البشر يمكن تفسيرها بناءً على ظروف عيشهم المختلفة من حيث نشأتهم في أسرة غنية أو فقيرة. فالغالبية العظمى من السعداء أصبحوا كذلك بفضل شخصياتهم، وأفكارهم وسلوكاتهم الثابتة من حيث مبادئها الأخلاقية لكن القابلة للتغير والتكيف من حيث تفاصيلها مع كل بيئة ومحيط. وهذا إنْ دل على شيء فإنما يدل على أن بإمكان كل واحد أن يتعلم كيف يكون سعيداً، أو على الأقل أكثر سعادةً. وعلى الرغم من أن نفسك قد تحدثك بأن السعادة هي قرينة أولئك الذين يولدون في عائلات ميسورة الحال، أو في أسر يتمتع أفرادها بقدر عال من الجمال والوسامة، أو القادرين على عيش حياة خالية من القلق والتوتر، فإن الواقع يُظهر أن الأشخاص الذين يتمتعون بالغنى والجمال والسكينة ليسوا أكثر سعادةً من أولئك المحرومين من هذه النعم. ويبدو أن الناس السعداء يعرفون بفضل حدسهم أن سعادتهم هي نتاج مجموع اختياراتهم في الحياة، وأن حياتهم الهنيئة مبنية على أركان أساسية منها تخصيص وقت للأسرة والأصدقاء، وتقدير الأشياء التي يملكونها والاعتزاز بها، والحفاظ على نظرتهم التفاؤلية، ووضوح الهدف في الذهن واستشعاره، وعيش اللحظة. وإذا كنت تجد نفسك دوماً باحثاً عن السعادة ولاهثاً وراءها، فاعلم أن الخبر الجيد هو أن اختياراتك وأفكارك وأفعالك تؤثر على مستوى سعادتك. ولا يعني ذلك أنه من السهل على كل شخص أن يقلب حاله من تعاسة إلى سعادة بين عشية وضحاها، لكن بإمكانه أن يرفع معدل سعادته إن كان أصلاً سعيداً، وأن يُقلل من تعاسته ويقترب من فسطاط السعداء إن كان حزيناً. ويبقى الشيء المؤكد الذي ينبغي أو يوقنه هو أن جلب السعادة إلى نفسه هو أمر مشروط برغبته في ذلك ليس أكثر. وتاليا خطوات بسيطة تجلب السعادة وتعززها: ? استثمار العلاقات: لعل أول شيء يجب على الباحث عن السعادة أن يفعله هو استثمار علاقاته. فحاول أن تُحيط نفسك بالأشخاص السعداء. وتيقن أن وجودك وسط ناس راضين وفرحين وبأصحاب الأعين الضاحكة على الدوام يحسن مزاجك. فالسعادة كالعدوى الجميلة، ما إن تُصيب شخصاً حتى تشع وتنتشر إلى كل المحيطين به. فعندما تكون سعيداً، فأنت تنقل سعادتك إلى الآخرين، وعندما تبتسم في وجوههم فأنت أيضاً تُدخل البهجة والفرحة إلى قلوبهم، والعكس صحيح. وما من شك في أن أصدقاءك وأفراد أسرتك سيساعدونك للاحتفال بنجاحاتك في الحياة، ولن يترددوا في دعمك ومؤازرتك عند مرورك بأوقات صعبة أو لحظات عصيبة. وبالرغم من أن علاقتك بأصدقائك المقربين وأفراد أسرتك تبقى قائمة، فإن هذه العلاقات تحتاج إلى تغذية وإرواء متواصلين لتنمو وتستمر وتقوى. فما يمنعك إذن من دعم حسابك العاطفي بالكلمات الطيبة والتعابير الصادقة والأعمال الصالحة. فتلك أبرز مفاتيحك إلى قلوب أحبائك جميعهم. واحرص على أن تكون حذراً ولبقاً وبناءً في انتقاداتك. واجعل الناس يعرفون أنك تُقدر ما يقومون به من أجلك، وعبر لهم دوماً عن سرورك بكونهم جزءاً من حياتك. ? التعبير عن الامتنان: ولا يعني الامتنان هنا الاكتفاء بكلمة “شكراً”، بل يتعداها إلى مفهوم أشمل وأوسع وأعمق من ذلك. فهو البوح بالتقدير والإعجاب والشكر للحياة بحد ذاتها. فمن السهل جداً أن تمضي في شق طريقك في الحياة دون أن تُقر بالنعم والرحمات التي تظلك. فلا تستشعرها إلا عندما تُصاب بمرض خطير أو مأساة أو مصيبة. فآنذاك فقط تتفتح عيناك أكثر على الأشياء الجميلة التي يتمتع الناس بوجودها كل يوم. فلا تنتظر أن يحدث لك مكروه حتى تتعرف على النعم المحيطة بك، بل كن بصيراً بها على الدوام، وشاكراً لامتلاكك لها ما حييت. وإذا كنت تجد صعوبة في ذلك، فخذ عهداً على نفسك بممارسة الامتنان. حاول أن تعبر عن امتنانك لنعمة واحدة في حياتك كل يوم على الأقل. وعندما يسرح ذهنك وتجد نفسك مستغرقاً في التفكير حول نقمة ما، فسارع إلى تعويضها بنعمة ما، واقطع دابر التفكير في النقم مهما كان شكلها. فمثلاً، استبدل الخاطرة أو الشاردة التي تقول لك “أختي نسيت تهنئتي في عيد ميلادي” بعبارة “لطالما كانت أختي بجانبي في أوقات الشدة”. واحرص أن يكون آخر ما تفكر فيه وتشغل بالك به قبل أن تأوي إلى فراشك كل ليلة فكرة إيجابية ونعمة حاضرة. ولتجعل استحضار نعمة ما أول ما تفكر به عندما تستيقظ كل صباح. وكما يقول علماء البرمجة اللغوية العصبية، فإن العقل يشتغل طول ساعات النوم على آخر فكرة أو أفكار استحضرها الشخص قبل نومه. ? زرع التفاؤل: من خلال تعويد النفس على النظر إلى الجانب الإيجابي في كل شيء. وأنت لا تحتاج إلى أن تكون أفلاطونياً على نحو مطلق، فالأشياء السيئة تحدث لا محالة. ولو ادعى أي شخص غير ذلك لحكم عليه كل عاقل بأنه أحمق. لكنك لست مضطراً لأن تُلون نظرتك الكلية إلى الحياة بألوان سوداوية قاتمة. وتذكر أن الحق فيك والصواب يغلب دوماً الباطل والخطأ، وأن طغيان الإيجابية على شخصيتك يقهر كل الجوانب السلبية التي قد تُحاول أن تطل عليك برؤوسها ما بين الفينة والأخرى. واعلم أنك إذا كنت شخصاً متفائلاً بطبعك، فقد تحتاج إلى وقت أكثر لتغيير أي تفكير تشاؤمي قد ينتقل إليك من هذه الجهة أو تلك ويستبد بك. فابدأ في هذه الحال أولاً بالتعرف على أفكارك السلبية وحصرها. ثم اخط خطوةً إلى الوراء واسأل نفسك الأسئلة الآتية: هل هذا الوضع فعلاً سيئاً كما أفكر فيه وكما يبدو لي؟ هل هناك من طريقة أخرى للنظر إلى هذا الوضع؟ ما الذي يمكنني تعلمه واستخلاصه من هذه التجربة للاستفادة منه مستقبلاً؟ ? تحديد الهدف: فالأشخاص الذين يكافحون ويناضلون من أجل تحقيق هدف أو إنجاز مهمة، سواءً كان ذلك رعاية حديقة أو تربية أطفال أو طلب الارتقاء روحانياً عبر الاعتكاف والتعبد، فهؤلاء الأشخاص يكونون أكثر سعادةً وفرحاً من أولئك الذين لا طموحات لديهم ولا أهداف. ووجود أهداف في حياة الناس يعزز تقديرهم لذواتهم ويجمعهم معاً. ولا يهم ما هو هدفك، ولكن الذي يهم أكثر هو مدى عملك على طريق سالكة لبلوغ هذا الهدف. فحاول أن تجعل أنشطتك اليومية مصفوفة ومرتبة بحسب أولويتها من حيث التحقق على الآماد القريبة والمتوسطة والبعيدة، ومن حيث صبها جميعها في اتجاه تحقيق هدفك الأكبر من الحياة برمتها. ? العلاقات البشرية: تشير دراسات حديثة إلى أن العلاقات البشرية هي أكثر الأشياء التي تعطي معنى وهدفاً لحياة كل إنسان. ولذلك، لا تبخل على نفسك في زرع علاقات قويمة وقوية. فهل أنت منهمك في العمل على تحقيق هدف له علاقة بمن تحب؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فاسأل نفسك بعض الأسئلة التي قد تجعلك تتلمس أكثر السُبُل الناجعة والقصيرة لتحقيق هدفك، وذلك من قبيل: ما الذي يثيرني ويمدني بالطاقة ويشعرني أكثر بالحماسة؟ ما هي أكثر الإنجازات التي أفخر بها؟ كيف أريد أن يتذكرني الآخرون؟ ? عيش اللحظة. فلا تؤجل لحظات الفرح والسعادة والمرح إلى يوم آخر تكون فيه حياتك أقل توتراً وأخف أعباءً. فيوم كهذا قد لا يأتي أبداً. وعوضاً عن ذلك، اغتنم كل فرصة تأتيك لعيش لحظات ممتعة، ولا تفوت التلذذ حتى بالمتع الصغيرة ولا تؤجلها. وركز على الأشياء الإيجابية التي تحدث لك في الوقت الراهن، وإياك أن تسجن نفسك في سلبيات الماضي ومآسيه، أو تُثقل على نفسك في القلق الزائد بشأن المستقبل. هشام أحناش عن موقع “mayoclinic.com”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©