الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سوق المدينة الحلبي يحكي التراث السوري العريق

31 ديسمبر 2006 00:40
دبي - الاتحاد: تتواصل فعالية بازارات من العالم في حصد النجاح من كافة رواد شارع السيف المتواجدة فيه، حيث تلقى هذه الفعالية إقبالاً كثيفاً من المتسوقين والمتفرجين المهتمين بالثقافات القديمة والتراث العريق، حيث يتجول كافة الزوار في أشهر البازارات والأسواق التاريخية والتي تضم بازار خان الخليلي من القاهرة، وسوق المدينة من حلب، وسوق سمسرة من صنعاء، وسوق السمارين من مراكش، وبازار شاه من اصفهان، وديلي هات من دلهي في الهند· ويجتذب ''سوق المدينة''، البازار الحلبي القادم من عمق التراث السوري، العديد من المتسوقين العرب والأجانب على حد سواء، حيث يستمتعون فيه بنفحات من تاريخ وسحر الشرق الأوسط القديم، حيث يستوحى تصميمه الخارجي من أسواق حلب النتشرة في الأزقة القديمة لسوق المدينة الذي كان يضم العديد من الأسواق المتنوعة في مكان واحد، وتحفل بضائعه بالمنتجات اليدوية التراثية التي تتراوح بين النحاسيات والفخارياد والألبسة التقليدية، بالإضافة الى الأقمشة المصنوعة يدوياً والمطرزة بالألوان والنقشات السورية التراثية· كما يعرض السوق الزجاجيات الملونة وقطع الأرابيسك التي تصنع على اليد، والتحف والمرايا المذهبة، وكلها بأسعار مناسبة تجتذب كافة أطياف الزوار، بحيث يعد ''سوق المدينة'' الوجهة الأمثل لهواة اقتناء المنتجات التراثية السورية القادمة من آلاف الكيلومترات الى قلب دبي لتشارك زوار مهرجان دبي للتسوق تاريخها العريق· ولعبت أسواق حلب القديمة المعروفة باسم ''سوق المدينة '' دوراً اقتصادياً فائق الأهميّة بين الشّرق والغرب، وعاشت عصرها الذّهبي في القرن السّابع عشر حيث بلغت أوجّ ازدهارها، واعتبرها الرّحّالة الفرنسي ''شوفاجيه'' الذي زارها في ذلك الوقت ، أهمّ نموذج عمراني لمراكز مدن العالم الإسلامي حول البحر الأبيض المتوسّط وفي الشّرق الأوسط· وعلى الرّغم من انتشار الكثير من الأسواق الحديثة في حلب، إلاّ ان الأسواق القديمة لا تزال المركز الرئيسي الذي يرتاده الجميع، وتعتبر هذه الأسواق التي لا تزال تحتفظ بطابعها الشّرقي الأصيل منذ إنشائها في القرن الثّالث عشر ، أطول الأسواق المسقوفة في العالم، إذ يبلغ طولها سبعة كيلومترات، مغطّاة بسقوف حجريّة على شكل عقود، واحتفظت بأرضيّتها الحجريّة، فهي دافئة شتاء وباردة صيفاً، وأهمّ محورٍ فيها يمتدّ من قلعة حلب شرقاً وحتى باب انطاكية غرباً بطول كيلومتر وعرض نصف كيلومتر، وهناك أسواق عديدة موازية لهذا المحور أو متعامدة معه· وفيما يلي أهمّ الأسواق التي يضمها ''سوق المدينة'' الاثري: ويقع في الجهة الشرقية للمدينة، واسمه الأصلي ''سوق الضرب'' حيث كانت تضرب فيه العملة المعدنية في العهد المملوكي وما قبله، وفي رواية خرى انه سُمّي بهذا الاسم لان مضارب البدو كانت تباع فيه· ويضم السوق 71 محلا تجاريا تبيع المنسوجات وحاجيات البدو، ويوجد فيه ضريح وجامع الشيخ معروف الشهيد، ويقع شرقيّه مسجد آخر وهو مسجد سوق الزرب· ويعتبر هذا السوق امتدادا للسوق السابق ولكنه أقصر منه، إذ يضم 53 محلا تتجر بالعباءات (التي تلفظ باللهجة الحلبية: العبي) ومنها أخذ السوق اسمه، كما تباع فيها المنسوجات من مناديل واقمشة وغيرها، ويقع في جهته الجنوبية ضريح وجامع ابن شحنة· وتعتبر هذا السوق تتمّة المحور الرئيسي واسمه التاريخي هو ''سوق الأبارين'' ويختص ببيع التوابل ومشتقاتها، وعلى الرغم من أن تجارة الاقمشة غزت السوق إلا ان معظم محلاته الإثنين والثمانين لا تزال تبيع التوابل ويوجد في بداية السوق من الجهة الجنوبية مسجد صغير اسمه ''مسجد يشبك''· ويمتاز هذا السوق بطوله، ويمتد غرب سوق العطّارين، ومن أصل 86 محلا يضمّها السوق يوجد 79 محلا لبيع الأغذية نت أطعمة مختلفة ومعجنات ومواد أوّلية لصنع الحلويات وفواكه وخضراوات، كما يوجد في السوق متجر واحد لبيع الاقمشة وآخر لبيع الأحذية· ويضم سوق الدهشة 49 محلا تتاجر جميعها بالأقمشة وسبب تسميته يعود إلى أن من كانوا يرتادونه قديما كانت تنتابهم الدهشة وهم يطوفون أرجاءه لروعة الأقمشة المعروضة وتنوعها والتي كانت تُصدَر إلى الشرق والغرب في عهد شهدت فيه حلب ازدهارا تجاريا كبيرا· ويسمى سوق الطرابيشية ايضا بسوق القاوقجية، ويقع على امتداد سوق الدهشة، وكما هو واضح من اسمه فقد كان مختصا بصناعة الطرابيش وبيعها، ولكن بعد اندثار هذه المهنة، حيث لم يعد احد يرتدي الطربوش، تحوّلت محلات السوق وعددها 62 محلا إلى تجارة الأقمشة· ويقع سوق الدراع إلى الجنوب من سوق الطرابيشية، ويضم 59 محلا تمتهن جميعا بيع الأقمشة وخياطتها للرجال، وتتوزّع على جانبي السوق طاولات التفصيل التي يجلس خلفها البائعون-الخياطون ليعملوا بهمّة ونشاط، وهذا المشهد يجعل من يزور السوق يشعر وكأنه دخل مشغل خياطة كبير·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©