عرفة (السعودية) ـ ا·ف·ب: توافد مئات آلاف الحجاج أمس من منى شرق مكة المكرمة الى صعيد عرفة، حيث شهدوا الوقفة الكبرى عند جبل الرحمة، واداء الركن الأعظم من أركان الحج في موكب إيماني مهيب وخشوع وسكينة·
وارتفعت أصوات ألوف مؤلفة من الحجاج بلهجات متعددة شيبا وشبابا نساء ورجالا وهي تردد لبيك اللهم لبيك· لبيك لا شريك لك لبيك· إن الحمد والنعمة لك والملك· لا شريك لك طالبة من الله الرحمة والمغفرة والسلام· وقالت وكالة الأنباء السعودية: إن حركة المرور اتسمت بالانسيابية خلال تصعيد الحجيج رغم الأعداد الهائلة وتعدد المركبات بانواعها ·
وأدى الحجاج أمس صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة بعرفة اقتداء بسنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ووقف الحجاج على صعيد عرفة· ومع غروب الشمس بدأت الجموع نفرتها الى المزدلفة لقضاء الليل أو بعضه هناك قبل التوجه إلى منى اليوم· وكان القسم الأعظم من الحجاج الذين يفوق عددهم مليوني نسمة أمضوا ليلتهم في منى وأدوا صلواتهم فيها، بينما فضَّل قسم آخر من الحجاج القدوم إلى عرفة باعتبار تمضية الليل في منى سنة وليس فرضا ولتفادي الازدحام· وانتشرت في منطقة عرفة (حوالي 12 كلم شرقي مكة) أعداد كبيرة من الحجاج لبس الرجال منهم لباس الاحرام الابيض، أمضى معظمهم ليلتهم في خيام داخل مخيماتهم المقسمة بحسب حجاج كل دولة، أو في خيام بسيطة من البلاستيك أو في الخلاء متدثرين بما توفر من اللباس تجنبا من البرد القارس· كما انتشرت أعداد كثيفة من عناصر الأمن لتسهيل حركة مرور الحافلات والسيارات التي تنقل الحجيج والسهر على أمن الحجاج·
واخذت تظهر منذ بداية مساء امس الأول مئات البسطات التي تبيع الحجاج مختلف احتياجاتهم التموينية والخيام البلاستيكية، بينما نشطت حركة الجهات الخيرية في توزيع وجبات طعام مجانية على الحجيج·
وكان النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) القى في اليوم ذاته الموافق التاسع من ذي الحجة في السنة العاشرة للهجرة (632 ميلادي) خطبة الوداع قبل حوالي شهرين من وفاته· وتم صباح أمس وكما جرت عليه العادة سنويا استبدال كسوة الكعبة المشرفة بكسوة جديدة تزيد قيمتها عن خمسة ملايين دولار·
وسارت الامور حتى الان بدون مشاكل تذكر، لكن الجهات الامنية اضطرت الخميس الى اخلاء عمارة يقطنها 230 حاجا في مكة المكرمة بعد سقوط جزء من سقف إحدى الغرف·
عدد اليوم
