الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مساجد وكنائس تتحول إلى نقاط متقدمة في إدارة معارك حلب

مساجد وكنائس تتحول إلى نقاط متقدمة في إدارة معارك حلب
16 سبتمبر 2012
حلب (أ ف ب) - فقدت المساجد والكنائس التي تمثل النسيج المتنوع للمجموعات الدينية في سوريا، قدسيتها في النزاع الذي تشهده حلب، ثاني كبرى المدن السورية، إذ أنها غالباً ما تكون مستهدفة أو تستخدم لغير غايتها السامية. فقد أطلق مقاتلون معارضون خلال اليومين الماضيين قذائف صاروخية عبر الحائط الخلفي المحيط بكنيسة أرمنية ارثوذكسية في حلب، مع محاولتهم تحقيق تقدم إضافي في حي الميدان، بينما اندلعت أمس الأول، اشتباكات خلال سيطرة الجيش النظامي على مسجد الأنصار القريب منها. وتحولت باحة كنيسة القديس جريجوريوس ساحة معركة، مع مواجهة المقاتلين القادمين من شارع سليمان الحلبي الواقع تحت سيطرتهم، مقاومة من الجيش النظامي المرابض على الجهة المقابلة. وخلال المواجهات، اصيب صهريج مازوت موجود في باحة الكنيسة، مما أدى إلى اندلاع النيران فيه. لكن القتال لم يتوقف في حي الميدان، واستمر طوال الأسبوع الماضي وصولاً إلى مناطق يتحصن فيها المقاتلون المعارضون في حيي بستان الباشا والعرقوب، حيث سيطرت قوات الحرس الجمهوري على مسجد الأنصار. وواجه الحرس الجمهوري رشقات نارية لدى اقتحامه المنطقة المحيطة بالمسجد الذي تحول نقطة تجمع للمعارضة، وتلت ذلك اشتباكات عنيفة وفق مصدر عسكري. وقال شاهد يرتاد المسجد منذ مدة طويلة لفرانس برس “سمعت أن المسجد تضرر وأصيب بالرصاص وتحطم زجاج نوافذه، لكنني لم اتمكن من الذهاب” إلى هناك. وأشار الموظف الحكومي البالغ من العمر 44 عاماً، إلى أن “مقاتلي المعارضة سيطروا بداية على المنطقة وحاولوا اقناع القاطنين فيها بمغادرة منازلهم لاستخدامها كقواعد لهم”. ولفت إلى أن “العرقوب حي فقير، ولم يملك أي من سكانه المال للمغادرة مع عائلته، لذا لجأ المقاتلون إلى المسجد”. وأوضح أن امام المسجد هو نجل شقيق مفتي سوريا “وترك المنطقة منذ أكثر من 20 يوماً بعدما دخلها المقاتلون”. وقتل عدد من المقاتلين المعارضين في الاشتباكات واعتقل آخرون مع سيطرة الجيش النظامي على المسجد والمباني المحيطة به، وهي نقطة استراتيجية للقوات الحكومية لإطلاق هجمات على حي العرقوب الواقع تحت سيطرة المتمردين. وحاولت وحدة أخرى من الحرس الجمهوري اقتحام شارع سليمان الحلبي الذي يفصل بين حيي الميدان وبستان الباشا، لكنها واجهت كثافة نيران من بستان الباشا، وفق المصدر نفسه. ولا يعد القصف والمعارك في محيط الأماكن الدينية أمراً جديداً، وقد تحولت هذه المباني الى مواقع عسكرية استراتيجية في نزاع يحصد أكثر من 100 ضحية يومياً. وقال المتحدث باسم أسقف حلب للأرمن الارثوذكس في اتصال مع فرانس برس إنه لا يعتقد أن الجيش أو المقاتلين المعارضين سيهاجمون الكنيسة عن سابق تصور. وشدد على أن “الشعب السوري لا يقوم بذلك. أياً تكن الجهة التي انتموا إليها، أظهر السوريون دائماً احترامهم للمراكز الدينية، أكانت مساجد أم كنائس”. وقال شانت، وهو أحد سكان حي الميدان، إن “الوضع على الأرض أصبح شديد التوتر، والعديد من السكان نزحوا بعدما سمعوا أصوات الرصاص والانفجارات طوال الليل”. وقالت امرأة مسيحية من الميدان إن “وصول الجيش إلى الحي هدأ من روع السكان وأسهم في الحد من موجة النزوح التي شهدناها الأربعاء والخميس”. لكن أحد القاطنين الآخرين لم يكن مستعداً لاختبار حظه وسط الاشتباكات. وأوضح محمد أثناء هربه مع زوجته وأولادهما الأربعة “قال المسلحون إنهم سيستهدفون المقار الأمنية، وأن على المدنيين المغادرة لئلا يصابوا جراء القصف بالهاون”. وشكلت حلب نقطة ارتكاز منذ 20 يوليو، في القتال ضمن الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وأغلق الحرفيون والميكانيكيون على السواء محالهم في حي الميدان أمس الأول، وأدى القتال إلى شل الاقتصاد المحلي. واستخدمت القوات النظامية رشاشات المروحيات في الهجوم على مركزين للشرطة استولى عليهما مقاتلو المعارضة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي حي هنانو شمال شرق حلب الذي يسيطر عليه المتمردون، تعرض مركز آخر للشرطة لغارات جوية الجمعة والسبت، مع تفضيل القوات النظامية تدميره على حصول المقاتلين على قاعدة جديدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©