الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الـ "sms" تعيد تشكيل العلاقات الاجتماعية

29 ديسمبر 2006 23:47
دبي - علي مرجان: ''ما بقي للعيد غير وقت قصير·· بس قلبي من غلاكم ما قدر·· قال: نرسل ؟ أو أنا قبلك أطير·· قلت: بكره، قال: ما فيني صبر، قلت: ابرسل تهنئة وشوق كبير·· يا عسى أعيادكم كل العمر''· ''بجلس هنا ''بصندوقك الوارد'' وأكتم على نفس موبايلي حتى 30-12-2006 عشان أكون أول شخص يقول لك ''عيد مبارك''· ويقول آخر: مكان القمر خليتك·· ملاك الخير سميتك ·· عزيز وغالي ناديتك ·· بعيد الأضحى هنيتك''· تلك نماذج من رسائل حديثة عبر الهاتف المحمول للتهنئة تعكس فرحة العيد، مثلما تؤكد أن رسائل سحس باتت أحد أهم ملامح احتفالات الأعياد لدى قطاعات عريضة· عيد سعيد بابتسامته العريضة التي غطت ملامحه وهو يقرأ رسالة قصيرة حضرت إليه للتو على هاتفه المحمول، قال: النكتة والطرافة والغرابة شعار عالم الرسائل القصيرة، فهذه الرسالة التي استقبلتها الآن تقول: نهنئكم بعيد الأضحى المبارك ونذكركم بموعد استحمامكم السنوي''·· عاد للاستغراق في الضحك لدقيقة كاملة· ويكمل أحمد عبدالله ويعمل في سوبر ماركت: الرسائل القصيرة هي البطل الخفي في حياة الكثيرين أثناء احتفالاتهم بالأعياد، وينظر إليها البعض باعتبارها وسيلة سريعة ومريحة لإرسال التهاني· ويشير أحمد إلى أن الرسائل القصيرة أصبحت وسيلة للنكات مع قفشات طريفة لم تعد حكراً على المناسبات فقط، وإنما نشأ ما يعرف برسائل المناسبات التي نلجأ إليها لتعبر عن فرحتنا· انتشار متزايد ويضيف: تحولت الرسائل القصيرة بمرور الوقت إلى وسيلة للترفيه على مدار العام، وتحديداً لدى قطاعات الشباب الذين يمثلون شريحة كبيرة من مرسليها ومستقبليها، حيث يتفننون في أشكالها وكيفية كتابتها بأساليب مختلفة· فاطمة العبدولي، طالبة في كلية التقنية جامعة الشارقة، تؤكد على أن الرسالة القصيرة تمثل وسيلة مريحة وسهلة يسعد بها الإنسان، مشيرة إلى أن رسائل التهنئة بالعيد هذا العام اتسمت بمزيد من الطرافة· هشام شلبي ويعمل في شركة خاصة بدبي أكد على البعد الاقتصادي للرسائل القصيرة قائلاً: لا شك أنها وسيلة اقتصادية لتبادل التهاني مع الأصدقاء خصوصاً أولئك الذين يقيمون في مناطق بعيدة، حيث لا تزيد تكلفتها عن ثلاثين فلساً إماراتياً للرسالة الواحدة· ويشير محمد إلى تعدد مضامينها تبعاً للحالة المزاجية والموقف الذي كتبت لأجله، لكنه'' كما يؤكد'' لا يميل إطلاقا إلى الرسائل المبتذلة والتي انتشرت بين بعض الشباب للتهاني بالعيد· تواصل ''باللاسلكي'' بالتأكيد تختلف رسالة التهاني من بلد لآخر، لكن تبقى رائحة العيد وطعم الفرحة يغلف كافة تفاصيلها·· بهذه الكلمات بدأ أحمد جودة مهندس مدني حديثه مؤكداً أن الطرافة في إرسال تهنئة بقدوم الأعياد من خلال الرسائل القصيرة هي تعبير واضح عن طبيعة المرحلة التي يعيشها الشباب، تماماً مثلما يعبر الآباء عن فرحتهم بالعيد من خلال العيدية التي يمنحونها إياها· ويرفض محمود متولي ويعمل في مطعم بدبي الرسائل المبتذلة التي يتبادلها بعض الشباب، موضحاً أنه رغم سطوتها على عقول الكثيرين حول العالم، فإنها باتت بديلاً للزيارات والألفة خلال أيام العيد· ويعتقد محمود أن الرسائل القصيرة لعبت دوراً سلبياً يتعلق بتقلص الزيارات العائلية خلال العيد· ويضيف: من المفترض أن تكون الأعياد موعداً يجتمع فيه الأهل والأصدقاء، ويتبادلون التهاني وجهاً لوجه، ولكن الرسائل القصيرة استطاعت أن تستبدل العلاقات الاجتماعية المباشرة بعلاقات أخرى أبرز سماتها الحياة عبر جهاز لاسلكي· الدكتورة ريمة الصبان أستاذ علم الاجتماع تؤكد أن كل وسائل الاتصال الحديثة دائماً ما تؤثر في العلاقات الاجتماعية، بل وتعيد تشكيلها، مشيرة إلى أن الحاجة الإنسانية إلى التواصل الاجتماعي دائماً ما تفرض نفسها على كل هذه التقنيات· وتضيف: رسائل المعايدات تعطي الفرصة للتواصل مع أكبر عدد من الأشخاص في وقت قصير وبتكلفة بسيطة، فمع هذه الحياة المتغيرة قد لا نملك المتسع الكبير من الوقت لزيارة كل الأهل والأصدقاء، ولكن الرسائل القصيرة تتيح المجال أمامنا للتواصل مع هذا الكم المتزايد من البشر·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©