الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ريم السويدي: الغربة أظهرت قوتي.. وعلمتني ضبط النفس

ريم السويدي: الغربة أظهرت قوتي.. وعلمتني ضبط النفس
9 مارس 2009 00:58
ريم السويدي فتاة إماراتية جعلت العلم أول اهتمامها وأسمى ما ترمو إليه، ولأجل هدفها تحملت الغربة والغياب والوحدة في قارة أستراليا البعيدة ليس فقط عن الوطن بل حتى عن العالم· تقول ريم: أحببت الدراسة منذ صغري ووجدت في المعرفة راحتي، كان طموحي كبيراً ولم أستطع الاكتفاء بشهادة الدبلوم العالي التي حصلت عليها من كلية التقنية العليا بالعين، بل آثرت استكمال دراستي، وكانت الخطوة الأولى هي الحصول على البكالوريوس من جامعة الإمارات ضمن برنامج تعاوني مع كليات التقنية، وبعد ذلك خَطَوْتُ خطوات في مجال العمل والمهنة، لكني لم أستطع الابتعاد طويلاً عن الدراسة فبحثت عن قبول للدراسات العليا في أستراليا وحصلت عليه، مما دعاني للغربة عاماً ونصف العام كي أدرس ماجستير تقنية العلوم البيولوجية في مدينة بريسيبن الأسترالية· تتابع ريم: اخترت أستراليا لأسباب عديدة، أولها أني أعرف المكان، فقد اعتدت زيارة أستراليا مع أهلي، وأعرف كيف أدير أموري فيها، ومع ذلك لم يتركني أهلي في أيامي الأولى؛ لأن والدي ووالدتي وشقيقي سافروا معي ومكثوا معي شهراً كاملاً إلى أن اطمئنوا عليّ وتأكدوا من تلبية كافة احتياجاتي· أول الغربة بعد سفر أهلها عائدين للإمارات بدأت الغربة حقاً، كما تقول ريم: بمجرد أن سافر أهلي شعرت بالحزن العميق، أحسست فعلاً بأن عليّ أن أواجه الحياة للمرة الأولى بدونهم، مرت عليّ بعض الأيام ثقيلة متعبة، لكني بعد أسبوع تقريباً خرجت من عمق الحالة التي عشتها وفكرت في أن أركز في دراستي لأعود بسرعة لأهلي ووطني· خلال فترة الدراسة تعرفت ريم إلى الإماراتييين الذين يعيشون في أستراليا، وتقول: هناك إقبال متزايد على الدراسة في أستراليا بين الإماراتين ربما لقوة جامعاتها وارتفاع المعدل الأمني فيها، فأستراليا بلد متطور ونظيف وآمن، كما أنه شعب ودود متعاون مع الغرباء، وهذا ما جعل أستراليا قبلة جديدة لطلاب العلم من الخليجيين والإماراتيين تحديداً· وتتابع ريم: تعرفت على عدد من الأسر الإماراتية خاصة من أسر الطلبة الذين يدرسون هناك، وعرفت أيضاً الطالبات الإماراتيات اللواتي جئن للدراسة في أستراليا؛ لأني كنت عضوة فاعلة في نادي طلبة الإمارات في أستراليا، وبالتالي كانت مسؤوليتي الاقتراب من الطالبات الجديدات وتفقد أحوالهن ومساعدتهن على التعود والتأقلم مع جو الغربة، دون أن يفقدن القيم والمثل التي تعودنا عليها في الإمارات· حضور في الجامعة تكمل ريم: إدارة الجامعة كانت تهتم بالطلبة المغتربين الذين يدرسون فيها خاصة العرب، فعقدت ذات يوم منتدى طلابياً أسمته باسم عربي هو (K.T صداقة( بغرض إيضاح الصعوبات التي تواجه الطلبة العرب في الجامعة، في محاولة للتواصل معنا ومعرفة مشاكلنا والقيام بحلها، وفي ذاك المؤتمر مثلت الطالبة الخليجية وتحدثت عن تجربتي في أستراليا وعن مشاكل الطالبات الفتيات تحديداً في الجامعات الأسترالية خاصة طالبات البكالوريوس اللواتي يأتين صغاراً للدراسة· علمتني الغربة تتتابع ريم: علمتني الغربة الكثير من الأمور التي كنت أجهلها في نفسي خاصة القوة، فبرغم أني كنت قد عملت لسبع سنوات في عملي قبل أن أسافر، إلا أني لم أعرف قوتي الذاتية إلا في الغربة، فأنا في كل الأحوال كنت أعتمد بطريقة ما على وجود أحد بجواري أهلي أو زميلاتي أو صديقاتي، لكني أعيش الغربة وحيدة دون أن يكون هناك أحد لمعاونتي، وهذا ما أذهلني فقد أدركت أني قادرة بالعزيمة على فعل أشياء كنت أراها خارقة· ضبط النفس تعلمت من الغربة أيضاً الاعتماد على النفس والصبر وضبط الغضب، فأنا كنت عصبية، وأثور لأتفه الأسباب لكني في الغربة عرفت أن الغضب هو أقصر طريق ليرفضك المجتمع·· ومع الوقت أدركت كيف يمكن أن أضبط نفسي، وأعترف أن الغربة أنضجت تفكيري وغيرت نظرتي للناس والآخرين وحتى لوالديّ اللذين أدركت قيمتهما كثيراً لأني أتصل ثلاث أو أربع مرات يومياً بأمي وإخوتي وأخبر أمي عن كل تحركاتي كي يزداد اطمئنانها علي· وتؤكد ريم: وقف إخوتي الشباب وقفة قوية بجواري فهم من شجعني على الدراسة وهم يتواصلون معي بشكل يومي لمعرفة أحوالي ويزورنني بالغربة ليخففوا من وحدتي، وفضلهم عليّ لا يمكن أن أنكره أبداً·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©