الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الفارس الشابّ

الفارس الشابّ
20 سبتمبر 2015 07:51
أبوظبي (الاتحاد) لم يكن الشيخ راشد بن محمد آل مكتوم الذي شيع في موكب جنائزي مهيب، مساء أمس، معروفاً بشغفه بالرياضة فحسب، بل كان قريباً من الناس، متواضعاً، عاشقاً للحياة، كأبيه، متسلحاً بالعزيمة والهمم العالية، مؤمناً بأن العمر سلسلة من التحديات، فجعل من حياته محطات للمواقف الجادة الأصيلة، ونوافذ للأفكار السامية. مواطنون، مقيمون، إعلاميون، سياسيون، رجال أعمال، شكّل لهم خبر وفاته صدمة كبيرة، كان أثرها واضحاً على تعليقاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كانت بصمات الراحل ذي الـ 34 خريفاً الأوضح في الرياضة، باعتباره الفارس الشاب الذي يجري في عروقه حبّ الخيول، وعشقها منذ نعومة أظفاره، كواحد من آل مكتوم الذين عرفوا بفروسيتهم وحبهم لرياضة الآباء والأجداد. تعلم الشيخ راشد، المولود في 12 نوفمبر 1981، بدبي، وتخرّج في مدرسة راشد الخاصة، قبل أن ينتقل إلى أكاديمية سانت هيرست ويتخرج منها عام 2002، فيما تعلم مبادئ الفروسية على يد أبيه، وكان من أشد إخوته انجذاباً وولعاً بها. عمل الشيخ راشد، أكبر أنجال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، من الذكور، وثالث أنجاله من حيث الترتيب بعد الشيختين منال وحصة، طوال سنوات عمره على خدمة الوطن عموماً، والقطاع الرياضي خاصة. أسّس نادي دبي في التسعينيات، وكان بطلاً مرموقاً في ميادين القدرة العالمية، وقاد فرسان الإمارات لأكثر من لقب، كان آخرها لقب بطولة الفردي والفرق والميداليات الذهبية في دورة الألعاب الآسيوية في الدوحة عام 2006، إضافة إلى تميزه في انتقاء سلالات الخيول المميزة وتأهيلها للمشاركة والفوز في أقوى السباقات العالمية للخيول. شاركت خيوله في 159 سباقاً، وحصل على المركز الأول 25 مرة، والثاني 32 مرة، والثالث 13 مرة. عاش الشيخ راشد طفولة سعيدة، فيما أحاطه أبواه كل عطف ورعاية، في أسرة مترابطة، بينما كان إخوته رفاق الطفولة والشباب، الأمر الذي يدركه مدى الحزن العميق الذي عبر عنه أشقاؤه خلال تشييعه. ويرى من يدقق النظر في المشهد الرياضي في دبي، كيف نجح «رحمه الله»، في دعم الواقع الرياضي بالإمارة، من منطلق طباعه العربية الأصيلة، واطلاعه وانفتاحه على الثقافات. كما كان الشيخ راشد شخصية استثنائية استلهمت الرؤى الحكيمة من والده الذي يمتلك شخصيته فاعلة وواسعة التأثير على مستوى الإمارات وعلى المستويين الإقليمي والدولي، فضلاً عن الرؤية الفريدة التي يمتلكها، وما حققه من إنجازات كبرى على شتى الصعد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©