الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الروضة تدرب الطفل على الاستقلالية

الروضة تدرب الطفل على الاستقلالية
23 سبتمبر 2013 21:45

تسجل السنة الأولى في الروضة أهمية في حياة كل طفل، إذ إن الكثير منهم يخشون من هذا المكان الجديد ويصيبهم ما يسمى بقلق الانفصال عن الأم. وهنا تلعب الأمهات دورا في علاج هذا القلق، حيث من المطلوب أن يهيئن أطفالهن نفسيا لاستيعاب هذا الانفصال. ومن المهم أن يعتاد الطفل الاعتماد على نفسه في الأمور الأساسية بحيث يسهل عليه الوجود في الروضة. وهذا الإعداد من الأفضل أن يكون قبل سنة أو أشهر من الدخول إلى الروضة. من المهم تهيئة الطفل قبل دخول الروضة للتخفيف من قلقه خصوصا أنه ينتقل من بيئة إلى أخرى فيها الكثير من الأطفال والوجوه الغريبة. إلى ذلك، تقول علياء قنزول، اختصاصية نفسية، تعمل في وزارة التربية والتعليم، إن التهيئة تصب في مصلحة الأطفال ومن واجب الأم أن تحدث طفلها عن الروضة، وعما فيها من أنشطة تربوية مثل التلوين والتشكيل بالورق والصلصال. وتذكر أنه من الأفضل أن تقوم الأم بزيارة للروضة قبل بدء السنة الدراسية، وتصطحب طفلها مرات عدة ليشاهدها ويعتاد على المكان. سلوك إيجابي تذكر قنزول أنه من المهم أن يتعرف الطفل إلى معلمة الفصل لتبدأ علاقة من التآلف بينهما ولا يشعر بالخوف أثناء وجوده في الروضة، ذلك أن التعليم الذاتي للطفل يعد من أهم الاتجاهات الحديثة في التربية ليكون الطفل مشاركا إيجابيا في عملية التعليم. ولهذا فإن أكثر الأطفال اندماجا هم من جهزتهم أمهاتهم قبل مدة كافية، وهم لا يلتصقون بالأم في مظهر ينم عن القلق. وتورد الاختصاصية في علم النفس أن من المفيد أن يكتشف الطفل خيوط المعرفة بنفسه، وذلك بالتركيز على أسلوب القدوة في التعامل واستعمال أساليب التوجيه والمديح والإقناع. وتقول إن منهج التعليم الذاتي يركز على تنمية القيم الإسلامية ومبادئ الصدق والصراحة وحرية الرأي وخدمة النفس والإنتاج. وإنه لتشكيل طفل اجتماعي لابد من تعويده على ممارسة بعض الأعمال بنفسه وإتاحة الفرصة له عن طريق الأدوات الموجودة من حوله. والتوصل للحلول من خلال التجربة مع مساعدة محدودة من الوالدين والمعلمة. وحول أهمية التعليم الذاتي، تقول قنزول إن الهدف من التعليم الذاتي مساعدة الطفل على تنمية سلوك إيجابي تجاه التعلم، مع ضرورة تشجيعه على تعزيز قدراته على حل المشكلات لضمان دخول هادئ إلى الروضة. ومن المطلوب أن يعتاد الأطفال على الوجود بين الناس في الحدائق ومناطق الألعاب. وذلك لمساعدتهم على تقبل الاندماج والتعرف إلى المحيط مع تقديم التفسيرات المناسبة عن كل ما يحدث. وهذا من شأنه أن يحفر في بال الصغار بشكل أسرع مما لو كانوا يتلقونه على شكل درس في كتاب. وتشير إلى أن الأطفال يصبحون أكثر تقبلا لمرحلة الروضة إذا كانوا قد خاضوا تجربة الحضانة. وهم بذلك يصبحون أكثر تأقلما مع الفترات المبكرة من المرحلة الابتدائية. وكل ما يربى الأطفال عليه هو عامل مفيد لهم ومريح للأسرة والمعلمات. إذ تكمن مهمة مرحلة الروضة في اكتشاف قدرات الطفل وتنمية مواهبه وإعداده نفسيا ليكون مطمئنا في محيطه. شخصية اجتماعية حول أهمية رياض الأطفال، تورد قنزول أن لرياض الأطفال دورا مهما في إذابة جدار القلق لدى الطفل، والتعلم في جو شبيه بالجو الأسري. مع تجهيز ملعب خارجي فيه ألعاب تعمل على تنمية القدرات. كما أن اللعب مع أطفال آخرين له فوائد عدة، منها المساعدة على النمو، وقوة التركيز لديه والقدرة على الملاحظة. وهي من عوامل تكوين شخصية اجتماعية. وتلفت إلى ضرورة أن تكون للمعلم قدرة على التفاعل مع الأطفال وتوجيه الأسئلة المثيرة للتفكير لكسر حاجز القلق، مع أهمية استيعاب أن لكل طفل شخصية مختلفة، والأنشطة التي تناسب طفلا قد لا تناسب الآخر. ومن النصائح التي تقدمها قنزول للأهل؛ عدم التحدث عن المشاكل التي يواجهها الطفل في الروضة بشكل مباشر لأن الأطفال في هذه المرحلة يخافون من ترك بيتهم وأغراضهم وأمهاتهم. ومن الضروري البحث عن أساليب تعزز ثقة الطفل بنفسه، بحيث يكون الأب والأم على ثقة من أن البيئة الجديدة المتمثلة بالحضانة تشكل مكانا آمنا. وأن الطفل متروك بين أيادٍ أمينة، وكأن الروضة بيته الثاني، كما أنه على الأهالي التنبه إلى أن العملية التربوية ليست وحدها المسؤولة عن شخصية الطفل، بالرغم من الواجبات المترتبة عليها. والروضة ليست لتعليم الطفل القراءة والكتابة وإنما بيئة تزوده بالكثير من المهارات الحياتية اللازمة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©