الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

رفع معدلات الفائدة يوقف تدهور الليرة التركية برغم معارضة الحكومة

رفع معدلات الفائدة يوقف تدهور الليرة التركية برغم معارضة الحكومة
29 يناير 2014 22:38
أنقرة (أ ف ب) - تمكن البنك المركزي التركي أمس، مؤقتا على الأقل، من وقف تدهور الليرة التركية، عبر اللجوء إلى رفع كبير معدلات الفائدة، على الرغم من معارضة الحكومة لهذا الإجراء. واثر قرار البنك المركزي، سجل سعر صرف الليرة التركية ارتفاعا كبيرا ليصل إلى نحو 2,20 ليرة للدولار الواحد، وثلاث ليرات لليورو، وذلك غداة قرار البنك المركزي زيادة معدلات الفائدة الأساسية. وعند الساعة السابعة من صباح أمس بلغ سعر الليرة التركية 2,1720 للدولار، و2,9687 لليورو، أي أقل بكثير من الرقمين التاريخيين اللذين سجلتهما الليرة يوم الاثنين (2,39 و3,27 ليرة). وأعلن البنك المركزي التركي، مساء أمس الأول، بعد اجتماع طارئ، زيادة معدلات الفائدة، في محاولة لوقف الهبوط المستمر لسعر صرف الليرة مقابل الدولار واليورو بالرغم من معارضة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الصريحة لهذا الإجراء. ورفع البنك المركزي نسبة الفائدة من يوم إلى آخر من 7,75% إلى 12%، ونسبة الفائدة الأسبوعية من 4,4% إلى 10%، بحسب ما أعلن البنك في بيان. وبرر البنك المركزي قراره بأن «التطورات الداخلية والخارجية الأخيرة أدت إلى تراجع كبير لليرة التركية، وتفاقم واضح للمخاطر». وأضاف أن قراراته ستبقى سارية حتى «حدوث تغير جوهري في توقعات التضخم». وخسرت الليرة التركية أكثر من 10% منذ منتصف 2013. ويأتي قرار البنك المركزي التركي مخالفا لتوصيات الحكومة التي تعارض اللجوء إلى سلاح الفائدة، خشية أن يؤثر ذلك على النمو، وأن يزيد العجز العام المرتفع أساسا في البلاد، والبالغ 7% من الناتج المحلي الإجمالي. وقال دنيز تشيشيك من فينانسبانك في إسطنبول: «أخيرا تم رفع الفوائد، وعاد الوضع إلى طبيعته»، مضيفاً أن «هذا الإجراء أدى إلى ارتياح في الأسواق». وكان أردوغان قد حذر مساء أمس الأول بوضوح من هذا الإجراء قائلا: «سيتحملون مسؤولية كل ما يمكن أن يحصل». وردا على سؤال صباح أمس من شبكة «أن تي في» التلفزيونية رفض وزير ماليته محمد شيمشك الأدلاء بأي تعليق على قرار البنك المركزي من أجل عدم التأثير على «صدقيته». وقال «إذا كانوا اتخذوا هذا القرار، فإنه، أكيد، القرار الصائب» مضيفاً أن «قرار البنك المركزي بدد إلى حد كبير قلق المستثمرين». ومنذ أسابيع، تنتظر الأسواق قراراً حازماً من السلطات النقدية لوضع حد لتدهور العملة الوطنية التي تراجعت بأكثر من 30% منذ منتصف العام 2013، ما يلقي بثقله بشكل متزايد على اقتصاد البلاد. وكانت العملة التركية بلغت مستويات تاريخية صباح الاثنين، على التوالي 2,39 للدولار، و3,27 لليورو. وبعد أن تأثرت بالفعل على غرار عملات البلدان الأخرى الناشئة بتدابير الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي)، زاد تضرر الليرة التركية منذ أكثر من شهر، بسبب تبعات الأزمة السياسية الناجمة عن فضيحة الفساد التي تشوه سمعة النظام الإسلامي المحافظ الحاكم منذ 2002. وعمدت حكومة أردوغان منذ أسابيع إلى طمأنة الأوساط الاقتصادية، مؤكدة أن الأزمة «عابرة». وأقر وزير المالية أمس بأن «مخاوف مرتبطة بعملية سياسية تضع الليرة تحت الضغط»، في إشارة إلى الفضيحة التي تشهدها البلاد، مضيفاً «إذا اتخذنا القرارات الصائبة يمكننا الحد من المخاطر على النمو». وقد أصرت الحكومة حتى الآن على إبقاء توقعاتها للنمو على نسبة 4% لعام 2014، لكن غالبية المحللين قاموا بخفض هذه التوقعات. ويشكل التضخم مصدر قلق آخر للحكومة. فقد راجع محافظ البنك المركزي أرديم باشجي توقعات التضخم، ورفعها من 5,3% إلى 6,6 % في عام 2014، وهي قريبة من توقعات غالبية المحللين. وإذا كان رفع معدلات الفوائد أزال الضغط المباشر عن العملة، فإن تركيا لم تخرج بعد من الأزمة كما يؤكد العديد من المحللين، خاصة مع توقع تشدد جديد للسياسة النقدية الأميركية. وقال نيل شيرينج، المحلل المالي كابيتال ايكونوميكس في لندن: إن «تركيا تبقى في مصاف الدول الناشئة الهشة»، مضيفاً «إذا لم تتبع الحكومة توصيات البنك المركزي، مع تشديد سياستها الضرائبية، والتخلي عن خطاب العدائي، فإن البلاد ستبقى ضعيفة أمام تقلبات الأسواق».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©