أظهرت دراسة نُشرت في العدد الأخير من مجلة «نيوإنجلند جورنال أوف ميدسين» الطبية أن الأطفال المصابين بالربو الذين يتلقون هرمونات الكورتيزون قد ينتهي بهم المطاف أقصر قامةً من أقرانهم. ويشير الباحثون إلى أن أدوية الربو المحتوية على مركبات «سترويد» يمكن أن تجعل نمو الأطفال الذين لم يبلغوا بعد يتباطأ. وقد أشرك الباحثون في هذه الدراسة 943 راشداً كانوا مصابين بربو خفيف عندما كانت أعمارهم تتراوح بين 5 و13 سنةً. وقد اختيروا آنذاك بعشوائية وطُلب من مجموعة منهم تناول أدوية تحوي مركبات الستيرويد وهرمونات الكروتيزون (مثل بيودسونايد وبولمايكورت)، بينما طُلب من آخرين أخذ أدوية لا تحوي مركبات ستيرويد (نيدوكروميل أو تايليد) أو منتجات غُفْل لا تحتوي علي أية عناصر دوائية فعالة.
وكانت الأدوية التي قُدمت لهم عبارة جميعها عن مساحيق جافة تُبخ في الفم مرتين في اليوم لمدة أربع سنوات. وخلال فترة الأربع سنوات تلك، لاحظ الباحثون أن معدل النمو تباطأ لدى الأطفال الذين يتناولون أدوية تحوي مركبات سترويد، خصوصاً أولئك الذين لم يكونوا قد بلغوا بعد. وحرص الباحثون بعد ذلك على قياس أطوالهم على نحو دوري إلى أن بلغت أعمارهم ما معدله 25 سنةً. وسجل الباحثون آنذاك أن أطوال أولئك الذين استخدموا أدوية تحتوي على السترويد كانت تقل عن أطوال من تناولوا أدويةً لا تحويها بقرابة 1,27 سنتيمتر.
ويفيد الباحثون أن الأطفال المصابون بربو مزمن هم الأكثر عرضة لقصر القامة في حال طال تناولهم لأدوية تحتوي على مركبات ستيرويد خلال طفولتهم. ويقول الأطباء إن أدوية الربو تُدخل هرمونات الكورتيزون في تركيبتها لكبح الالتهاب الذي يصيب المريض، ولمساعدته على السيطرة على أعراض الربو، ولتحسين أداء رئتيه. وينتشر مرض الربو في صفوف الأطفال أكثر من غيرهم في مختلف أنحاء العالم، ويُقدر عدد الأطفال المصابين بالربو في الولايات المتحدة الأميركية لوحدها بنحو 25 مليون شخص.
ويقول الباحثون إن الأطفال المشاركين في هذه الدراسة كانوا يتناولون 400 ميكوجرام من دواء البيودسونايد يومياً، لكن الدراسات التالية التي خضعوا لها مذاك أظهرت أن تقليل الجرعة يمكنه الحيلولة دون تأثر الطول. أما عقار نيدوكروميل، فلم يعد متوافراً في صيدليات الولايات المتحدة الأميركية كبخاخ فموي بالمرة. وأفاد الباحثون في خلاصة دراستهم أن آثار هذه الأدوية وفوائدها على مريض الربو لا تقدر بثمن، حتى لو كان هذا الثمن بضع سنتيمترات من طوله، فلا ضير في ذلك ما دامت تجعله يشعر بحال أفضل ويعيش أطول.
عن «لوس أنجلوس تايمز»
عدد اليوم
