السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد ومحمد.. رحلة وفاء عمرها 30 سنة

محمد ومحمد.. رحلة وفاء عمرها 30 سنة
12 أكتوبر 2014 20:55
قصة وفاء نادرة، بطلاها الإماراتي محمد عبدالله شكر الظنحاني والباكستاني محمد زاده، حيث تتواصل بين الرجلين علاقة ود متينة يتجاوز عمرها 30 سنة. فمحمد زاده القادم من قرية دير في يشاور الباكستانية يعمل كسائق خاص لمحمد الظنحاني الموظف الكفيف الذي يعمل منذ 33 سنة على بدالة منطقة الفجيرة التعليمية. ويقول الظنحاني: إن العلاقة التي تربطني بمحمد زاده هي علاقة أخوة وصداقة حميمة، فعندما قدم إلى الدولة كان عمره 25 سنة واليوم عمره 55 سنة، وطوال هذه الفترة لم أسمع منه كلمة أو تصرف يعكر صفو علاقة الود والاحترام المتبادل بيننا، فهو نِعم الأخ والصديق. كما يحرص على أداء مهام عمله كسائق لي بكل أمانة وإخلاص، وبكوني ضريراً وأعمل في مدينة الفجيرة وهي تبعد عن منطقة قدفع التي أقيم بها حوالي عشرين كيلو متراً، لذا فإن الأمر يتطلب حضوري مبكراً إلى مقر العمل، ووجود محمد زاده بجانبي سهل لي هذه المهمة. وعلى الرغم من أنه يرافقني وأنا في طريقي إلى المكتب حتى مقر بدالة منطقة الفجيرة التعليمية في الدور الأول من المبنى التجاري إلا أنه لم يتذمر قط من أداء هذا العمل الإضافي، بل يردد دائماً كلمة أنت أخي، ونحن كذلك نبادله مشاعر الأخوة فلا نعامله كسائق بل كفرد من أفراد الأسرة. موضحاً الظنحاني أن الوفاء بين الناس من أهم الصفات الحميدة بين البشر، وهو من القيم الراسخة في مجتمع دولة الإمارات، وهذا الوفاء لا يعترف بحدود الجغرافيا فربما يكون لديك أخ أو ولد من جلدتك ولا يكون وفياً معك كل هذه السنين. وعن سر هذه العلاقة الأخوية الصافية بين محمد ومحمد، قال الظنحاني: من خلال صفاء السريرة وإحسان الظن بالناس ومعاملتهم معاملة الطيب والاحترام، سوف تكسب ود الناس ويكونون لك عوناً وسنداً في الحياة. أما الباكستاني محمد زاده الذي خضب الشيب لحيته ورأسه فقد عبر عن حبه العميق لأهل الإمارات والذين وصفهم بالطيبين. وقال: قضيت ثلاثين عاماً وأنا في كنف هذه الأسرة الظنحاني، ولم أشعر يوماً بالتفرقة أو عدم الاحترام، متوجهاً بالشكر لهذه الأسرة التي غمرته بكل الاحترام والتقدير طوال هذه السنين. يذكر أن الظنحاني يكمل هذا العام 58 سنة، وكان قد درس في مطلع السبعينيات في مدارس البحرين، على طريقة «برايل» الخاصة بالمكفوفين ومثّل الدولة في أكثر من مؤتمر وندوة ولايزال متمسكاً بوظيفته على بدالة منطقة الفجيرة التعليمية، وعلى الرغم من فقدانه نعمة البصر إلا أنه يقول إن الله عوضه بنعمة الحفظ، فهو يحفظ أكثر من 2000 رقم هاتف. من بينها كافة الأرقام الخاصة بالوزارات والمؤسسات والهيئات والدوائر الحكومية في الدولة، ولا يفكر في ترك العمل، ولديه قناعة تامة بأن الوطن بحاجة إلى سواعد وأفكار كل أبنائه وأنه من خلال هذا العمل يرد بعض الجميل للوطن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©