الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النشاطات التراثية ترسخ القيم الوطنية والعادات الأصيلة في نفوس الأجيال

النشاطات التراثية ترسخ القيم الوطنية والعادات الأصيلة في نفوس الأجيال
13 أكتوبر 2014 01:32
التراث في الإمارات يجتاز بوابات السنين، ويرافق الأرواح التي توارثته، ليتألق أكثر في كل عام لأن سياسة الدولة تحثه على البقاء وعلى مرافقة المسافرين من خلال المعارض أو المشاركات الخارجية، وأيضاً مع كل مواطن يغادر للسياحة أو لزيارة الآخرين في أوطانهم، والتراث مدلل بعيون الجدات الساهرات على تنميته، وهن المدافعات عنه وسط تيارات التغريب، فالغالبية هنا تنتخب الموروث لتعيد صياغته عاماً بعد عام، لأجل أن يبقى كما هو ولكن مع أثوابه الأصيلة المتطورة. إلى ذلك، تقول فاطمة سبيعان، مديرة مركز التنمية الأسرية التابع للمجلس الأعلى للأسرة، إن «التراث جزء من حياة الشعوب، وهو في المنطقة الشرقية وخاصة في دبا الحصن جزء من الحياة اليومية، ويبرز في كل شيء بدءا من الأدوات أو الأزياء أو الموروث الشعبي الشفهي وحتى في العادات»، مشيرة إلى أنه عندما تعمل جهة على احتضان حفظة التراث، فإن ذلك يعني أنها ترغب في تطوير الحرف وفي الوقت ذاته تعمل على إيصال معلومات هؤلاء الخبراء للأجيال، بهدف ربط كل ذلك بالجانب الوطني، لأن من يحافظ عليه إنما يمارس وطنيته وهويته. وتضيف «عبر حياتنا اليومية وعن طريق البرامج التي يتم تنفيذها نعمل على إزالة الاختلاطات السلبية التي يمكن أن تأتي من العادات الدخيلة، وكل النشاطات التراثية إنما هي جهود لأجل زرع القيم الوطنية والعادات الأصيلة في الأجيال»، لافتة إلى أن الفعاليات تعد إحدى آليات إبراز صور الهوية سلوكياً وتراثياً، بالتعاون مع الجهات التي تعمل على الحفاظ على الموروث». وتوضح سبيعان أن «مدينة دبا الحصن تتفاعل مع كل ماله علاقة بالأصالة والموروث، الذي يعكس الهوية، وتتهيأ الأمهات والجدات للمشاركة إلى جانب الفتيات، عندما توضع خطط وبرامج للدورات أو للفعاليات والأنشطة، لأن الإنسان رغم حب الوصول إلى أعلى درجات العلم، إلا أن أصالته تدفعه نحو التمسك بكل ماله علاقة بالماضي»، مضيفة «لدينا هذه الروح التي تتطلع دوما نحو المستقبل، مع الحفاظ على الهوية والعادات والتقاليد التي إن زالت زالت الشعوب». وتكمل «الجزء الباطن للهوية يقول إن القناعة الشخصية الكامنة في فكر كل إماراتي بالقيم الإسلامية والعربية الأصلية، تحث على الاحترام الفائق للغير وذلك انعكاس لاحترام الإنسان لذاته، وأيضاً عدم التدخل في شؤون الآخرين، ولذلك عندما تأتي أية فعالية تراثية فإنها بمثابة تجديد الولاء للموروث، ولإبقاء الأجيال في الإمارات متمسكة بهويتها»، مشددة أنها لم تنسلخ عن المحافظة على التراث والعادات والتقاليد. وترى سبيعان «ضرورة أن نأخذ كل ما هو جديد وأن نتقنه ونطوره، فنحن من أكثر الدول العربية حفاظا على هويتنا، سواء في الزي الوطني أو ممارسة العادات»، مشيرة إلى أن هناك شعوباً استبدلت أزياءها الوطنية بالنمط الغربي، لكن تطور أبناء الإمارات من حيث القيم التي تعبر عن الأصالة، مع استمرارهم في ممارسة ارتداء الزي الوطني، وممارسة العادات الأصيلة يعد جزءاً من إنجازات الدولة. وتؤكد «لا نريد أن نفرط في ما ورثناه ورغم إن سياسة الدولة تركز على التعليم والتطوير في التنمية البشرية، إلا أن الغالبية لا تزال تحافظ على الأصالة وتستخدم التراث مثل المرآة التي تعكس الصور الجميلة، سواء للموطنين أنفسهم أو للمقيم أو الزائر وحتى للشعوب الأخرى».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©