الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عثمان سعدي يسرد تفاصيل الريف الجزائري

28 ديسمبر 2006 00:29
الجزائر- حسين محمد: صدر مؤخرا عن منشورات ''دار الأمة'' الجزائرية رواية بعنون ''وشم على الصدر'' للكاتب الجزائري الدكتور عثمان سعدي وتقع الرواية في 244 صفحة· تقع أحداث الرواية بقرية ''ثازبنت'' بولاية ''تبسة'' شرق الجزائر، حيث يبدي الشيخ ''عمار'' قدرة فائقة على مقاومة القانون الفرنسي الصادر سنة 1870 بهدف تكسير النظام العشائري ودفع الفلاحين إلى بيع أراضيهم، ويدير الشيخ عمّار شؤون عشيرته بحكمة وذكاء، كما ينجب عدة أبناء يقومون بمساعدته في الفلاحة وتربية الماشية والتجارة، إلا أنه قرر توجيه أحد أطفاله للعلم وحده ليصبح عالما مرموقاً بالقرية، ويتوسم الشيخ عمار في طفله ''بلقاسم'' سمات الفطنة والذكاء، فيختاره دون إخوته ويلقنه بعض سور القرآن بنفسه، ثم أرسله إلى معلم بالقرية فأتم عنده بلقاسم حفظ القرآن فبعثه إلى مدينة تبسة لتعلم النحو والصرف والفقه في إحدى الزوايا، تمهيدا لإرساله إلى جامعة الزيتونة بتونس حينما يشبّ، لكن الوالد سرعان ما يكتشف مدى سطحية ''العلوم'' المقدمة في الزاوية فيعيد ابنه إلى القرية ويكلفه ببيع الأغنام، فتفنن بلقاسم في تجارته ويحقق أرباحا كبيرة، مما أقنع أباه بأن له موهبةً تجارية فذة فأسند له قيادة قافلة كبيرة تتكون من50 جملا· وفي هذه الرواية يروي المؤلف جزءا يسيرا من سيرته الذاتية في هذه الرواية وهي فترة طفولته والباقي معروف عن عثمان سعدي الذي واصل دراسته في جامعات القاهرة وبغداد والجزائر وحاز الدكتوراه وتولى مناصب عديدة في السبعينات وألف كتباً فكرية عديدة لقيت صيتاً واسعاً ونال عنها جائزة الفكر العربي بدبي العام الماضي· وبرغم أن الكاتب لم يكتب قبل ''وشم على الصدر'' إلا رواية ومجموعة قصصية وهو مشهور أكثر بكتبه الفكرية اللغوية، إلا أنه أبدى قدرة حكائيةً كبيرة، فهو يشدّ القارئ إليه شدّا بأسلوب سردي شيق فلا يترك الرواية حتى يكملها· ومع ذلك، فإن إفراط الكاتب في وصف مختلف مظاهر الحياة الريفية قد يحدّ من انتشارها؛ فالأكلات والمنسوجات والملابس ومختلف المظاهر الريفية التي يصفها غير معروفة لدى الكثير من السكان الجزائريين الآن، كما يقع الكاتب أحيانا في فخّ التقريرية والخطاب الأيديولوجي المباشر حينما يتحدث عن ليل الاستعمار الطويل وبراعة الأساليب التي لجأ إليها الجزائريون في الريف لمقاومته والاحتفاظ بهويتهم العربية الإسلامية من المسخ والطمس الفرنسيين ومنها تقديس العلم والحرص على تعليم أبنائهم القرآن واللغة العربية برغم الحظر الاستعماري وشدة فقرهم وخصاصتهم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©