الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هيلاري... النجم الخافت

25 فبراير 2008 00:29
لقد بدأت سلفاً أشتاق إلى ''هيلاري كلينتون''، وليس لهذا الشوق صلة بضحكتها العصبية نوعاً ما أو بطريقة لبسها، أو بانفعالاتها المميزة أثناء المواكب الشعبية، وكأنها إحدى طالبات الرقص الحديثات، بل الذي أعنيه بهذا الشوق أن ''هيلاري'' قد أفل نجمها سريعاً خلال حملة السباق الانتخابي الرئاسي في مرحلتها التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الديمقراطي، وذلك نتيجة خسارتها 11 جولة انتخابية على التوالي أمام منافسها ''باراك أوباما''، ويرتبط شعوري هذا إزاءها، بمعاناتي الخاصة من أعراض ما قبل الحنين، وللحقيقة فإن وجودها حولي، يبعث فيّ شيئاً من الشعور بالراحة والاطمئنان، فكم كنت أتمنى لو أن عالمنا قد عجّ بالمزيد من أمثالها، ممن يبلغ بهم الاهتمام بأدق التفاصيل إلى حد الهوس، وأولئك القادرون على ترتيب الفوضى التي يحدثها أمثالنا، وتراهم لا يملون أو يكلون من العمل الشاق المضني، القائم على الخطط المفصلة المدروسة، والخالي من المزاح والدعابة، والهادف إلى بلوغ غاياته القصوى إلى حد الكمال· وليس أدل على هذا من خطتها الخاصة بالرعاية الصحية، التي جرى الحوار حولها حتى قبيل بدء العملية الانتخابية· ثم هل أدل على كل هذه السمات في شخصيتها أكثر من حقيقة أنها بدت أكثر جمالاً خلال هذه الحملة الانتخابية، على رغم تقدم سنها؟ وإذا ما كان منافسوها وخصومها داخل حزبها قد أخذوا عليها تصويتها لصالح قرار شن الحرب على العراق، أليس من الواجب القول إن ذلك قد حدث في وقت انفتحت فيه شهية غالبية الأميركيين لشن الحرب؟ الملاحظ هنا في حالتها ومأساة تراجعها الانتخابي، أن الأميركيين ربما كانوا أكثر تديناً وانغماساً في العمل مما نعتقد، غير أن هذه الحقائق ليست مما نرويه عن أنفسنا كشعب في قصصنا اليومية المتداولة، بدلاً من ذلك، فإن الشائع عنا حبنا للمغامرة وميلنا لإحراز النجاح على أشرعة المرح والأمل وحب التغيير والجديد· وفي تاريخنا وأدبنا الكثير مما يدل على انتصارنا على الكادحين والجادين في عملهم، من شاكلة ''هيلاري كلينتون'' التي تقدمت إلى المنابر وهي تعرض على جمهور الناخبين من ولاية لأخرى، تجربتها السياسية الممتدة لخمسة وثلاثين عاماً، وتعلن لهم استعدادها للتصدي لمهامها الرئاسية منذ اليوم الأول لوصولها إلى البيت الأبيض في حال فوزها بثقتهم وأصواتهم· فليست هيلاري بالحالة الوحيدة ولا الأولى أو الأخيرة التي يهزم فيها تاريخنا وجمهورنا مثل هذه الشخصيات، وإذا ما التفت أي واحد منا إلى زملاء دراسته الذين تخرّج معهم في شتى المدارس والكليات والجامعات، سوف يجد أن أكثرهم شكوى ومعاناة وعدم رضا عن أوضاعهم الوظيفية والاقتصادية، هم الأكثر كدحاً وجدية ومثابرة في دراستهم، أولئك الذين يعملون الآن بمهن المحاسبة والمحاماة والطب والهندسة ويشغلون المناصب الإدارية القيادية الوسيطة، بل حتى من التحق منهم بعضوية مجلس الشيوخ من ولاية نيويورك· وفيما أذكر فقد كنت أذرع صالة فندق ''بيلاجايو'' بولاية ''نيفادا'' ليلة انتخابات الحزب الديمقراطي فيها، فأبصرت ''هيلاري كلينتون'' وهي داخلة إلى المكان برفقة عدد من حراسها الشخصيين فجأة، فقدمت لها نفسي ثم سألتها عما إذا كانت هذه المعركة الأكثر ضجيجاً؟ فضحكت وامتنعت عن الإجابة على سؤالي؛ وما أن انتهت تلك المعركة بهزيمتها وغمرتها عدسات الهواتف النقالة التي التقطت لها آلاف الصور التذكارية، حتى سكنتني تلك الضحكة ولم تبرح ذاكرتي مطلقاً· وحينها أدركت أنها ضحكة من أدرك أنه أفنى نفسه في العمل والكد في تحقيق الأهداف التي يريد، ولكن دون جدوى أو طائل! جويل شتاين كاتبة ومحللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©