الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصادرة المزارع··· خطة موجابي لإفشال تقاسم السلطة

مصادرة المزارع··· خطة موجابي لإفشال تقاسم السلطة
8 مارس 2009 04:53
أقام الشبان مخيمهم في جزء ظليل من مزرعة ''إيثردج'' في الوقت الذي كان يتم فيه تنصيب حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في زيمبابوي الشهر الماضي· وقالوا إنهم يمثلون سيناتوراً يسعى منذ عامين لأخذ الملكية رغم حكم المحكمة بأن للعائلة الحق في الاحتفاظ بها· غير أن استهداف مزرعة ''إيثردج''، حيث قام محتلون غير مسلحين بحرث أحد الحقول والتسكع بآخر، ليس سوى جزء من محاولات تكثفت مؤخراً من قبل أصدقاء الرئيس روبرت موجابي لمصادرة ما تبقى من الأراضي المملوكة للبيض في زيمبابوي، كما تقول منظمات تمثل المزارعين· ويحذر بعض المسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين الغربيين من أنها تُظهر هشاشة، ولاجدوى -ربما- من اتفاق اقتسام السلطة بين موجابي، الذي يحكم زيمبابوي منذ 29 عاماً، وزعيم المعارضة مورجان تسفانجيراي· وكان تسفانجيراي قد طالب الأسبوع الماضي بوقف مصادرة المزارع واعتبرها أمراً غير قانوني؛ ولكن موجابي تعهد، في الحفل الذي أقيم بمناسبة عيد ميلاه الخامس والثمانين في وقت لاحق، بأن إعادة توزيع الأراضي، التي وصفها بأنها علاج للامساواة الاجتماعية ويستفيد منها عادة أنصار النخبة، ستتواصل إلى أن يرحل جميع البيض· وتقول منظمات المزارعين إن عمليات الاقتحام الأخيرة كانت في معظمها غير عنيفة، خلافاً لعمليات الاقتحام والمصادرة التي استهدف مزارع البيض عام 2000 حين ضربت مليشيات الحزب الحاكم عدداً من المزارعين البيض وقتلتهم، وتسببت في نزوح عشرات الآلاف من عمال المزارع، إضافة إلى تدمير القطاع الزراعي في البلاد، كما يقول خبراء اقتصاديون· لكن ما هي الأسباب التي تقف وراء الجهود الرامية لمصادرة الأراضي؟ أمر غير واضح، غير أن المزارع ''بيتر إيثردج'' يرى أملًا في حضور المحتلين إلى مزرعته ويعتبره مؤشراً على الخوف الذي يسود بين حلفاء موجابي من أن تقدم الحكومة الجديدة قريباً على وضع حد لأعمال النهب التي يقومون بها· ويقول ''إيثردج''، وهو رجل في الثامنة والثلاثين من عمره لا تفارق السجارة فمه: ''قال لي أحد الأصدقاء إن هذه آخر ركلات حصان بصدد الاحتضار··· وذاك هو بالضبط واقع الحال''· غير أن آخرين، ومن بينهم مسؤولون حكوميون ومزارعون ودبلوماسيون غربيون، يرون أن عمليات الاستيلاء على المزارع لا تؤشر على الخوف، وإنما على التحدي، وهي خطوة من قبل المتشددين داخل حزب ''موجابي'' من أجل إفساد وإفشال اتفاق اقتسام السلطة الذي لا يريدونه، رغم أن نجاحه يُعد في نظر الكثيرين أمراً أساسياً حتى يتغلب البلد على مشاكله الاقتصادية والجوع والكوليرا· وفي هذا الإطار يقول مسؤول من حزب تسفانجيراي، ''حركة التغيير الديمقراطي'': ''ثمة أشخاص لا تهمهم هذه التسوية الشاملة··· ويريدون تغير اتجاه العملية أو إزاغتها عن سكتها''· والواقع أن ثمة عدداً من المؤشرات التي ظهرت مؤخراً، وتشير إلى أن التحالف يقوم على أسس هشة· فالأسبوع الماضي على سبيل المثال عقد تسفانجيراي مؤتمراً صحفياً انتقد فيه ما سماها ''قوى موازية'' والتحدي الواضح لاتفاق اقتسام السلطة، متهماً موجابي بنكث وعده بإطلاق سراح العشرات من نشطاء المعارضة المسجونين· ومع ذلك، يشدد حزب تسفانجيراي على أنه ملتزم بالبقاء في التحالف حيث يقول المتحدث باسم الحزب نيلسون كاميصا: ''على المرء أن يحارب باستمرار''· والواقع أن حزب حركة ''التغيير الديمقراطي''، أحرز بعض التقدم؛ حيث تمكن وزير المالية تسفانجيراي من جمع المال لدفع 100 دولار (بالعملة الأجنبية) للموظفين عن شهر فبراير، مما دفع العديد من المعلمين، الذين كانوا يخوضون إضراباً منذ عام تقريباً، للعودة إلى العمل· غير أنه من غير الواضح ما إن كانت الحكومة ستستطيع الاستمرار في دفع أجور الموظفين· ففي مؤتمر إقليمي الأسبوع الماضي، طلب تسفانجيراي ملياري دولار من المساعدات، ولكنه لم يحصل على غير وعد بأن البلدان الأعضاء ستحاول المساعدة، في حين تلتزم البلدان الغربية بعدم رفع العقوبات أو منح مساعدات التنمية إلى أن ترى أدلة على اقتسام السلطة وعودة الديمقراطية وحكم القانون· وعليه، من المستبعد أن تتدفق المساعدات المالية على البلاد بينما تتواصل مصادرة المزارع، وهي حقيقة اعترف بها تسفانجيراي الأسبوع الماضي قائلاً إن عمليات الاستيلاء على الأراضي ''تضعف قدرتنا على إعادة إحياء قطاعنا الزراعي واستعادة ثقة المستثمر''، مضيفاً أنه أصدر توجيهاته لوزيري الشؤون الداخلية واحد من حزبه والثاني من حزب موجابي- لملاحقة مرتكبي تلك الأعمال· غير أن المرتكبين، حسب منظمات المزارعين، هم من حلفاء موجابي الذين سعوا خلال الأسابيع الأخيرة إلى الاستيلاء على 77 على الأقل من المزارع الـ300 التي يمتلكها البيض حالياً، بعد أن كانت تناهز 4300 مزرعة عام ،2000 وذلك حسب اتحاد المزارعين التجاريين· ورداً على هذه الأعمال، قام معظم ملاك المزارع برفع دعاوى قضائية إلى المحاكم ضد عمليات مصادرة الأراضي في زيمبابوي، والتي حكمت محكمة من مجموعة بلدان جنوب أفريقيا للتنمية مؤخراً بأنها غير قانونية وذات دوافع عرقية· لكن الحكومة الزيمبابوية أعلنت فور صدور الحكم أنه سيتم تجاهله، في حين وصف موجابي المحكمة الأسبوع الماضي بـ''الوحش''· ويقول ديون ثيرون، نائب رئيس اتحاد المزارعين التجاريين ''إن النظام القديم لا يريد التغيير··· إذا جاء المال إلى البلاد، فإن ذلك سيُحدث التغيير· وبالتالي، فكل ما عليهم أن يفعلوا هو خلق الفوضى حتى لا يأتي المال· وهم حالياً مازالوا في مقعد السائق''· كارن بروليارد - زيمبابوي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©