السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

4 قتلى و45 جريحاً برصاص قوات الأمن في صنعاء

4 قتلى و45 جريحاً برصاص قوات الأمن في صنعاء
14 سبتمبر 2012
عقيل الحلالي (صنعاء)- سقط 4 قتلى و45 جريحا امس عندما أطلق جنود يمنيون الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع، على متظاهرين اقتحموا السفارة الأميركية في صنعاء احتجاجا على الفيلم المسيء للإسلام. بينما قدم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اعتذاره إلى واشنطن وشكل لجنة للتحقيق في الاعتداء. وكان المئات من اليمنيين تجمعوا بالقرب من السفارة الأميركية الواقعة في حي سعوان شمال شرق العاصمة للتنديد بالفيلم المسيء للإسلام. وقال إبراهيم المصري (19 عاما) الذي كان يتظاهر أمام السفارة الأميركية لـ”الاتحاد””لن نسكت على الإساءات للمقدسات الدينية”. وهتف المتظاهرون “إلا رسول الله”، و”بالروح بالدم نفديك يا رسول الله”. فيما رفع بعضهم لافتات كتب عليها “لا سفير ولا سفارة”، في إشارة إلى مطالب بطرد السفير الأميركي وإغلاق السفارة في صنعاء. وتمكن المحتجون من اجتياز الحواجز الأمنية عند محيط السفارة الأميركية، وصولا إلى البوابة الرئيسية للسفارة حيث أضرموا النيران في إطارات تالفة ورشقوا السفارة بالحجارة. وقال متظاهرون “اجتزنا الحواجز الأمنية ووصلنا إلى البوابة الرئيسية دون أن تعترضنا قوات الأمن اليمنية المكلفة بحماية السفارة الأميركية”. وأقدم متظاهرون يحملون هراوات على تحطيم نوافذ مكاتب الأمن الداخلي للسفارة، فيما استطاع آخرون تسلق البوابة الرئيسية والوصول إلى فناء السفارة، حيث أضرموا النيران في عدد من السيارات المركونة. وأنزل متظاهر علم الولايات المتحدة من على سارية فوق البوابة الرئيسية للسفارة، ورفع علما أبيض كتب عليه بخط أسود “لا إله إلا الله محمد رسول الله”. وبث التلفزيون اليمني، مشاهد للمئات من المحتجين داخل فناء السفارة، وهم يحطمون عشرات السيارات التابعة للدبلوماسيين الأميركيين ويضرمون النار في بعضها، إضافة إلى قيام بعضهم بنهب وتخريب محتويات مكاتب الأمن الداخلي ومعدات خاصة بالسفارة. ثم تدخلت قوات الأمن المكلفة بحماية السفارة لتفريق المحتجين وطردهم من داخل السفارة بإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع واستخدام خراطيم المياه. وأبلغ مسؤول رفيع بوزارة الصحة اليمنية “الاتحاد” بأن حصيلة ضحايا حادثة اقتحام السفارة الأميركية بلغت 4 قتلى و35 جريحا بالرصاص الحي، إضافة إلى تسجيل عشر حالات إغماء، جراء استخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع. لكن متحدثا باسم السفارة الأميركية قال لـ”الاتحاد” “ليس لدينا أي معلومات بسقوط قتلى في صفوف المحتجين”، مضيفا أن كافة أفراد طاقم السفارة في أمان وأنه لم يصب أحد بجروح. وقالت السفارة اليمنية في واشنطن إن صنعاء ستفي بالالتزامات الدولية بضمان سلامة الدبلوماسيين وستكثف وجودها الأمني حول كل البعثات الأجنبية. وأضافت في بيان إن قوات الأمن اليمنية استعادت الأمن بالسفارة الأميركية، التي تم تعزيزها بجنود وعربات عسكرية تابعة لقوات مكافحة الشغب وقوات الأمن المركزي، خصوصا في ظل أنباء عن اعتزام محتجين معارضين للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بتسيير مسيرات ضخمة إلى السفارة اليوم الجمعة. وأغلقت الشرطة اليمنية كافة الطرق الرئيسية المؤدية إلى مبنى السفارة الأميركية، ومنعت السيارات والمارة من المرور. وأبدى مصدر يمني في السفارة الأميركية بصنعاء استغرابه إزاء تمكن المتظاهرين من اقتحام السفارة، التي قال إنها محصنة جدا، ملمحاً إلى تقصير طاقم الأمن الداخلي للسفارة، وهم يمنيون تم تدريبهم من قبل خبراء أميركيين، في اتخاذ إجراءات سريعة لمنع عملية الاقتحام، خصوصا في ظل دعوات بالتظاهر لـ”نصرة الرسول” أطلقها رجال دين وجماعات يمنية. إلى ذلك، أعرب الرئيس اليمني عن بالغ أسفه إزاء ما تعرضت له السفارة الأميركية في صنعاء، من اعتداء غاشم. ووصف المحتجين الذين اقتحموا السفارة الأميركية بأنهم جماعات غوغائية لا تعي ولا تدرك المخططات البعيدة المرامي من قبل القوى الصهيونية خصوصا التي قامت بتأليف ونشر فيلم مسيء للرسول الكريم. وذكر أن هذه الجماعات استغلت عدم الاستعدادات الأمنية اللازمة، التي جاءت في ظروف الانقسامات في صفوف الأمن جراء الأزمة السياسية التي نشبت مطلع العام 2011”، وقال “إن هذه المخططات المعادية للسلام والوئام تهدف إلى الإضرار بعلاقة بلاده مع الولايات المتحدة، محذرا من أن الاعتداء على مبنى السفارة الأميركية سينعكس سلبا على العلاقات الطيبة بين اليمن وشعب الولايات المتحدة”. وقدم هادي اعتذاره الشخصي للرئيس الأميركي بعن اقتحام السفارة الأميركية في صنعاء، مؤكدا أنه يتابع الوضع عن كثب. وذكرت وكالة “سبأ”، أن الرئيس اليمني أمر بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات اقتحام السفارة الأميركية، والعمل على المعاقبة الرادعة للمسيئين والمتسببين في ذلك. من جهتها، اعتبرت لجنة الشؤون العسكرية المكلفة بإنهاء الانقسام الحاصل داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية اقتحام السفارة الأميركية بأنه عمل إرهابي تخريبي مدان. ودعت الجميع إلى التقيد بضوابط وأسس الحياة الديمقراطية السلمية، والكف عن الإضرار بالدولة ومؤسساتها وبعلاقاتها مع الآخرين”، مشيرة إلى أن لدى قوات الأمن المكلفة بالحماية تعليمات صريحة بالتعامل الصارم مع أي شكل من أشكال العنف والتدمير والتخريب. ودعت الحكومة اليمنية الانتقالية المحتجين الغاضبين إلى عدم تحميل الحكومة الأميركية المسؤولية عن هذا الفيلم المسيء للرسول الكريم، مطالبة في الوقت ذاته واشنطن باتخاذ إجراءات ضد منتجي الفيلم، في إطار القوانين والمواثيق الوطنية والدولية التي تجرم الأفعال التي من شأنها إثارة الفتن على أساس العرق أو اللون أو الدين. وقال في بيان “إن حادثة اقتحام السفارة الأميركية أمر مؤسف ومرفوض من جموع الشعب اليمني، مؤكدة مسؤوليتها الكاملة في توفير الإجراءات الأمنية الضرورية لحماية كافة السفارات والبعثات الدبلوماسية اليمن باعتبار ان ذلك واجب ديني وأخلاقي قبل أن يكون مسؤولية وطنية. وأعرب البيان عن ثقة صنعاء بأن هذا الحادث لن يؤثر على العلاقات الاستراتيجية المتميزة التي تربط بين اليمن والولايات المتحدة الأميركية قيادة وحكومة وشعبا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©