السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حزب الاستقلال.. الحصان الأسود!

12 أكتوبر 2014 00:00
يتوقع أن يخرج الناخبون بأعداد كبيرة لتأييد حزب الاستقلال البريطاني في منطقة «كلاكتون أون سي» الواقعة على الساحل الجنوبي الشرقي. وقد تصاعدت شعبية حزب الاستقلال هذا العام مع تزايد الدعوات المطالبة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ويعتقد أن الحزب سيفوز بأول مقعد في البرلمان في الانتخابات في «كلاكتون أون سي». وتحقيق فوز في الانتخابات سيمثل مرحلة محورية أخرى في رحلة الحزب من هامش الخوف من الأجانب إلى قلب الخطاب السياسي البريطاني الذي أصبح فيه كحصان أسود جامح بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية الأوروبية في مايو وهي أول مرة منذ أكثر من قرن يفوز فيها حزب غير العمال أو المحافظين في انتخابات على امتداد البلاد. وعلى رغم أن الفوز بمقعد واحد في مجلس العموم المؤلف من 650 عضواً، لن يجعل من حزب الاستقلال قوة في البرلمان، إلا أن الوضع هنا في «كلاكتون» يعكس دينامكية سياسية أوسع نطاقاً قد تتسبب في مشكلة كبيرة لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في الوقت الذي يسعى فيه لفترة ولاية أخرى مدتها خمسة أعوام في مايو المقبل. ويعتقد «ماثيو جودوين» وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة نوتنجهام ومؤلف كتاب يرصد تاريخ حزب الاستقلال أنه «من الممكن أو قد يقول البعض من المرجح أن يكبد حزب الاستقلال ديفيد كاميرون والمحافظين خسارة في الانتخابات العامة المقبلة». وهذا يرجع إلى أن حزب الاستقلال قد يسحب أصوات اليمين ويضيع على المحافظين مقاعد كان من المقرر أن يفوزوا بها. وحتى لو فاز الحزب بعدد قليل فحسب من المقاعد، فإن نصيبه من الأصوات سيقترب من حزب العمال ويساعد في وصول إيد ميليباند زعيم حزب العمال إلى منصب رئاسة الوزراء على رغم أن غالبية كبيرة من الناخبين لا تفضل ميليباند وتراه غير مؤهل للمنصب. وكاميرون على دراية بالخطر ولذا يسعى إلى تحذير البريطانيين من نيجل فاراج تاجر البضائع السابق الذي حول حزب الاستقلال بقوة شخصيته إلى ظاهرة شعبوية. وفي كلمة في المؤتمر السنوي لحزب المحافظين الأسبوع الماضي، حذر كاميرون أنصار الحزب من أنهم قد لا يجدون مفراً من التعامل مع نيجل فاراج وإيد مليباند. ولكن هذا التحذير ليس له إلا القليل من الأثر هنا في «كلاكتون» حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن مرشح حزب الاستقلال يحظى بتقدم لا تراجع فيه قبل التصويت. ويضاف إلى هذا أن مرشح حزب الاستقلال كان من حزب المحافظين قبل شهر واحد فحسب. وكان دوجلاس كارسويل نائباً برلمانياً عن هذه المنطقة الساحلية على مدار العقد الماضي. ولكنه انشق عن حزب المحافظين في نهاية أغسطس قائلاً إنه فقد الثقة في قدرة كاميرون على الوفاء بوعوده بما في ذلك تنظيم استفتاء للناخبين البريطانيين بشأن العضوية في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2017. ويخوض كارسويل البالغ من العمر 43 عاماً الانتخابات باعتباره معارضاً متمرداً على الحزب. وأثناء استراحة في حملته الانتخابية الأسبوع الماضي، قال كارسويل إن «الوقت قد حان لفتح ملف ابتزاز أصحاب المصالح الخاصة فيما يعرف بالسياسة». وعندما سئل عن دعوة كاميرون الناخبين لاتخاذ خيار براجماتي من أجل إبعاد حزب العمال عن السلطة وصفها كارسويل بأنها «أرستقراطية واستعلائية ومتعجرفة». وأضاف قائلاً «إنها تجسد كل شيء خطأ في حياتنا السياسية». وقد أصابت رسالة كارسويل المعارضة للطبقة الحاكمة وتراً حساساً عند الجمهور. وفي الشهر الماضي فحسب صوتت أقلية كبيرة تصل 45 في المئة من الاسكتلنديين في صالح الانفصال عن المملكة المتحدة، وخسرت الاستفتاء لصالح استمرار الوحدة. وسبب النتيجة أقرب إلى احتقار الناخبين للطبقة السياسية في لندن، بسبب الاعتزاز بالقومية الاسكتلندية. والمنطقة الساحلية في جنوب شرق إنجلترا التي يمثلها كارسويل تحتقر بشكل خاص بعض وجوه الصفوة السياسية للبلاد. وعلى رغم المكاسب في إجمالي الناتج المحلي البريطاني، فإن الاقتصاد هنا متعثر مع ركود في مستويات الأجور وارتفاع في الأسعار كما يفتقر السكان الأكبر سناً والأقل تعليماً إلى المهارات التي تمكنهم من الحصول على وظائف أعلى أجراً. ويعتقد بيتر كيلنر رئيس شركة إجراء استطلاعات الرأي «يوجوف»، أن هناك أشخاصا «يشعرون بأن بريطانيا الحديثة أسقطتهم من حسابها». وبالنسبة لكثير من أمثال هؤلاء فإن المشكلة ليست من السياسيين في لندن بل سياسة الحدود المفتوحة للاتحاد الأوروبي التي سمحت لملايين الأشخاص بالتدفق إلى بريطانيا على مدار العقد الماضي بمن في ذلك أشخاص من شرق وجنوب أوروبا من البلدان المتعثرة اقتصادياً. ولا تكاد تظهر قضية الهجرة في خطاب حملة مرشح حزب الاستقلال الانتخابية وهو لا يناقشها إلا عندما يطرحها آخرون. وأكد على ضرورة عدم إلقاء اللوم على «الأغراب من الخارج في إخفاقات سياسيينا من الداخل». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©