الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصامتون أكثر نفوذاً في مفاوضات العمل

25 فبراير 2008 00:19
ظلت المؤسسات اليابانية مهيمنة على قطاع الصناعات الإلكترونية وغيره عالمياً حتى خلال ركودها الاقتصادي في تسعينات القرن العشرين، ولذا فإن هذا النجاح كان وسيظل لسنوات عديدة محوراً لاهتمامات الكثير من الباحثين في البلدان المتقدمة والنامية على حد السواء· وهنا تجدر الإشارة إلى أهمية العمل في حياة كل ياباني، فهم يحبون أن يصفوا أنفسهم بقولهم: ''إذا كان العالم يلهو، فاليابان تعمل''، فثقافة تقديس العمل مدى الحياة مشهورة عند اليابانيين لدرجة أن 60% ممن وصلوا لسن الستين وهو سن التقاعد الإلزامي في الوظائف الحكومية، يتجهون إلى الشركات والمؤسسات الخاصة التي توظف المتقاعدين· وتركز الشركات اليابانية على النواحي الإنسانية أكثر من العلاقات الوظيفية، فإذا كانت الشركات الغربية تنظر إلى الأفراد باعتبارهم أدوات لشغل وظائف شاغرة داخل الهيكل التنظيمي، فإننا نجد العكس هو السائد في اليابان حيث يحصل الأفراد على اهتمام أكثر وينظر للشركة في المقام الأول والأخير على أنها مجموعة من الأفراد تجمعهم علاقات إنسانية واحدة بدلاً من كونها مجموعة من المباني أو الخرائط التنظيمية· وتبدأ ساعات العمل في معظم الشركات الحكومية والخاصة في اليابان في تمام الساعة التاسعة صباحاً وتنتهي الساعة الخامسة مساء· وعادة ما تكون الاجتماعات الصباحية في الساعة العاشرة صباحاً أو ما بعدها، في حين تبدأ الاجتماعات المسائية من الساعة الواحدة والنصف ظهراً وما بعدها، وغالباً ما تستغرق الاجتماعات مع الجهات اليابانية الكثير من الوقت، حيث قد تمتد ودون مبالغة لأكثر من خمس ساعات· وعند عقد الاجتماع مع الفريق الياباني درجت العادة أن يضم الفريق الياباني كافة إدارات الشركة حتى يكون الجميع على دراية بكافة الأمور، ولمعرفة من هو أعلى مرتبة على طاولة الاجتماعات، راقب من هو الأكبر سناً والأكثر صمتاً بين الحاضرين، حيث في العادة ما يدع الرئيس من هم أصغر منصباً يتحدثون، لئلا يواجه احتمال الانتقاد· وأثناء الاجتماع يفضل استخدام عدد من الوسائل البصرية لعرض المادة كبرنامج ''الباور بوينت'' لعمق تأثير مثل هذه التكنولوجيا على اليابانيين بشكل عام· وعند الرغبة بتقديم أفكار مبتكرة يجب الابتعاد عن أسلوب فرض الشيء، واستخدام الأسلوب التدريجي مع شرح مفصل لكل نقطة حتى يتم القبول، وعادة ما يأتي جواب الموافقة بعد عدة أسابيع أو حتى شهور· فخلافاً لما هو موجود في الغرب حيث يتخذ القرار في المستويات العليا، فإن جميع الأفراد في اليابان يشتركون في عمل الإدارة بمناقشة المشاريع واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها، فقبل أن تشرع الشركة في تنفيذ مشاريعها يقوم العاملون بدراسة المشروع بصورة كاملة حتى بدون أن يعرفوا رأي الإدارة فيه، فيبحثون في المشاكل التي قد تعيق تنفيذ المشروع وطرق معالجتها حتى يبدأوا بالعمل بعد أن يحيطوا بالمشروع إحاطة تامة وكاملة·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©