السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شركات الإنتاج تراهن على أرباح المبيعات والفنانون يرفضون الاحتكار

شركات الإنتاج تراهن على أرباح المبيعات والفنانون يرفضون الاحتكار
26 سبتمبر 2011 23:46
تأثر سوق الكاسيت والسي دي في الوطن العربي بعوامل عدة، كان أهمها انتشار وسائل الاتصالات والتكنولوجيا الحديثة، خاصة الإنترنت بمواقعه الاجتماعية المختلفة، والتي باتت وسيلة لتسريب وعرض أغاني المطربين، قبل عرضها على الفضائيات بنظام “السينجل”، وهذا التأثر أدى أيضا إلى ضعف الشركات المنتجة، حيث بدا التذمر واضحاً على أغلب الفنانين من طريقة تعامل شركات الإنتاج معهم.. وشاهدنا في الأونة الأخيرة انسحابات كثيرة من جانب الفنانين، بعد فسخ العقودات معهم وتجاهل شركات الإنتاج لهم، وتأخر نزول ألبوماتهم للأسواق. وكان آخر انفصال تم بالتراضي لحسين الجسمي، بعد أن أعلن مساء أمس عن فسخه لعقده مع شركة روتانا. (أبوظبي) - منذ فتره ليست ببعيدة أنهت شركة كبرى عقود عدد كبير من الفنانين لعدم تحقيق مبيعات لألبوماتهم التي تم طرحها بالأسواق، واتجهت معظم تلك الشركات للاعتماد على الحفلات التي يتقاسم ريعها مع الفنان، حيث بات دخل إحياء الحفلات العامة أو الخاصة أهم بكثير من إنتاج عدد من الألبومات.. حتى أن معظم شركات الإنتاج باتت تدلل وتهتم بالفنانين الأكثر طلباً في الحفلات الخارجية وتتجاهل الآخرين، “حتى وإن كان هؤلاء من الأسماء الكبيرة”، فعدم وجود حفلات كفيل باستبعاد الشركات لهم، كما أصبحت أغلب الشركات تماطل في تجديد العقود مع هؤلاء الفنانين، ما أدى إلى حالة تذمر وخوف من معظم الفنانين الشباب، الذين اضطروا للإنتاج الخاص وطرح أغانيهم بنظام “السينجل” لجس نبض الجمهور قبل طرحها في ألبوم، لأن أغلب الألبومات تعتمد في توزيعها على الأغنية الناجحة، كما اتجه أغلب الفنانين إلى إنتاج ألبوماتهم على نفقتهم الخاصة، ومن ثم يسندون التوزيع فقط إلى شركات التوزيع. الأغاني “السينجل” ويقول أحد مسؤولي شركات الإنتاج: السبب الرئيسي وراء ضعف سوق الكاسيت هو وجود الكم الهائل من الفضائيات والإذاعات العربية، والتي تعتمد على الأغاني في برامجها وفقراتها بشكل رئيسي، والتي شجعت الفنان على تسجيل بعض الأغاني “السينجل” وإرسالها لهذه المحطات، ثم يقوم بتسويقها عن طريق الفيديو كليب، فالأغاني المنفردة لا تكلف الكثير سواء في الوقت أو المادة، بالإضافة إلى أن طرح الأغاني بشكل منوع يساعد المشاهد والمستمع على الاستمتاع بأكبر باقة من الأغاني، من دون أي تكاليف، أو الاضطرار لشراء شريط لأحد المطربين. فكثره هذه المحطات الفضائية والإذاعية أعطت نوعاً من التنويع لدى المستمعين، فمن خلال تلك المحطات أصبح المشاهد يقتني أغاني منوعة وكوكتيلات غنائية مميزة، يحصل عليها من هذه المحطات أو الإنترنت. الحفلات الغنائية أما مراد يوسف، متعهد فني، فيقول: السبب الرئيسي وراء هبوط أسهم أشرطة الكاسيت والسي دي بالأسواق، هو كثرة الحفلات الغنائية والقنوات الفضائية، فهي أصبحت تقدم كل شيء وبشكل مصور، والفنان أصبح يعتمد على دخل الحفلات الفنية أكثر من الألبومات، لذلك لم يعد يعير اهتماماً بإصدار ألبوم من عدمه، بالإضافة إلى أن عدداً كبيراً من الفنانين لم ينتج شريطاً أو سي دي منذ فترات كبيرة، لمعرفتهم مسبقا بأن الأغنية المصورة والحفلات تدر عليه مردوداً مادياً أكبر وأسرع من الأشرطة. شروط تعجيزية وفي حوار سابق تحدثت أريام عن معاناتها مع إحدى شركات الإنتاج، حيث قالت إن الشركة المنتجة أخلت بالاتفاق المبرم بيننا من الناحية التسويقية، وأضافت أنها اضطرت في آخر شريط لها أن تسوقه بنفسها لأن الشركة المنتجة لم تهتم به، لذا اعتمدت على علاقاتي الشخصية في تسويقه. وعن أسباب هذا الإهمال قالت أريام: تعود الأسباب إلى العلاقة الطيبة التي تجمعني بالشركة المنتجة، ما جعلها تتجاهل بعض بنود العقد، على الرغم من أنني كنت الوحيدة من بين مطربي الإمارات، التي تنتمي لهذه الشركة. وعن عدم اتفاقها مع أي شركة لإنتاج ألبوماتها قالت: أصبحت الشركات تضع شروطاً تعجيزية، فمثلاً تجبر الفنان على الاحتكار الفني لسنوات عديدة، كما تضع شروطاً جزائية لا ترضي الفنان ولا تكون في صالحه. الأغاني «الضاربة» ويضيف محمد أحمد، بائع بأحد محلات الأشرطة: أصبح المشتري يبحث عن “السي دي” المنوع الذي يضم أكثر من أغنية لأكثر من فنان، وهذا النوع من السيديهات أو الأشرطة لا تأتينا من شركات التوزيع، بل نعدها نحن في المحل من خلال تسجيل الأغاني “الضاربة”، ومن ثم نضع عليها ورقة تحمل عناوين الأغاني فهذا النوع من السيديهات يباع بشكل أفضل من النسخ الأصلية، ومن الأساس نحن نعتمد على تسويق هذه الأشرطة والسيديهات أكثر لأن ربحنا فيها أكبر، وأغلب من يشترى هذه السيديهات هم من يسافرون براً بشكل دائم، فهم أكثر الناس حرصاً على هذه السيديهات لتنوعها، ولعدم وجود بث إذاعي في المناطق النائية. المواقع الإلكترونية ويلفت ناصر خطاب أحد عشاق الأغاني الخاصة بالمطربين الشباب إلى أن انتشار الأغاني المنفردة للفنان تفقد القيمة الأساسية للسي دي أو الألبوم، فمن الطبيعي عند انتشار أغاني المطرب قبل نزولها للأسواق عبر المواقع الإلكترونية أو الحفلات تؤثر على المبيعات، بالإضافة إلى أن أكثر السيارات الحديثة، أصبحت تضم عدداً من التقنيات التي تجعل المرء يستغني عن الأشرطة والسيديهات. أرفض الاحتكار تقول المطربة بلقيس أحمد فتحي عن عدم ارتباطها مع أي شركة إنتاج: إنها ترفض الاحتكار غير المبرر، فمن هذا المنطلق اعتمدت على الأغاني “السينجل”، وربما تفكر فيما بعد في إنتاج سي دي من إنتاجها الخاص، لأنها تعتمد على صوتها وحسن اختيار أغانيها، والتي تلاقي استحسان الجمهور، بعيداً عن استغلال شركات الإنتاج، والتي من المفترض أن تبحث عن الفنان الجيد وليس العكس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©