الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قراء «الاتحاد» يناقشون أسباب تدني سلم القيم لدى أبنائنا

قراء «الاتحاد» يناقشون أسباب تدني سلم القيم لدى أبنائنا
27 سبتمبر 2011 14:08
أثارت الكاتبة عائشة سلطان في زاويتها «أبجديات»، التي نشرت بتاريخ الحادي والعشرين من أغسطس الماضي، قضية في غاية الخطورة، حول تدني سلم القيم عند أطفالنا شاركت الكاتبة قراءها الغوص في حقل من الألغام لابد وأن ينفجر إذا ترك الأمر على ما هو عليه؛ وبين دور الإعلام ودور الأسرة احتار رواد موقعنا الإلكتروني في تحديد المسؤول الأول عن هذا الخلل الذي بعد تحديد الأطراف الحقيقيين المسؤولين عنه يعد الخطوة الأولى في علاج الحالة. (أبوظبي) -كلها عوامل وأسباب ضاربة في البنيان التربوي للطفل العربي والمسلم في وقتنا الحالي، لعلها الجملة السابقة هي الأكثر صراحة ومباشرة في كل ما تناولته الكاتبة عائشة سلطان في عمودي «من هو المسؤول الأول؟» حول تدني سلم القيم عند أطفالنا، لأنها تؤكد كما اتفق زوار موقعنا على الاختلاف التام بشأن تحديد المسؤول الأول عن الدرجة التي وصل لها أطفالنا من تدني أخلاقي ينبئ بانفجار مشكلة قيم أخلاقية في مجتمعاتنا مستقبلا. البنيان التربوي أثارت الكاتبة، حواراً تلفزيونياً حول شؤون الطفل، تناول أطرافه الحديث عن تدني سلم القيم عند الطفل، وورد في مقالها «أن أحد ضيوف الحوار يرى أن المربيات وبقية خدم المنازل مسؤولون بشكل كبير عن تدني سلم القيم عند الأطفال في دول الخليج، وهم السبب في اضمحلال اللغة العربية تحديداً»، فيما قال آخر: إن التلفزيون الذي يحتل مساحة كبيرة من حياة الأطفال تسبب في تبلدهم ذهنياً وعدم قدرتهم على التفكير السليم واكتشاف العالم الذي يعيشون فيه، وبالتالي العجز عن تأسيس علاقات صحيحة معه بسبب هذا الاستلاب أمام سطوة الصورة والفيلم الكرتوني وكل الناتج الثقافي الذي يقدم للأطفال والمراهقين». وذهبت الكاتبة في رؤيتها إلى أبعد من ذلك، فكتبت أنها «لا تختلف أبداً في أن هذه العوامل وغيرها تضرب مباشرة في البنيان التربوي للطفل العربي والمسلم في وقتنا الحالي إذا تركت بشوائبها وآفاتها دون تنقية أو فلترة، غير أن كل تلك العوامل لم تكن لتستلب عقل وتركيز الطفل لو لم تجد تلك المساحة خالية في حياة الطفل. وفي رأيها أن انسحاب الأب من حياة ابنه تحت مختلف الحجج والذرائع فتح الباب للاحتلال التلفزيوني، وانسحاب الأم مكن المربية والسائق والشغالة من الاستحواذ على عاطفة الأبناء، بعد أن صارت غرفة الخدامة في البيت المكان المفضل للأطفال». لم تكتف الكاتبة بتحميل الأسرة المسؤولية الأولى، ولكنها أيضا تطرقت في زاويتها إلى دور المؤسسات التربوية الأخرى في تركها المجال في توجيه مضامين الرسالة الإعلامية المحفزة لوعي الأطفال وتكوينهم النفسي والذهني والأخلاقي لمؤسسات هدفها تجاري بحت. وترمي سلطان في نهاية عمودها «من المسؤول الأول؟» الكرة في ملعب الدولة والمجتمع اللذان تركا الإعلام التجاري يستلب وعينا ووعي أطفالنا، بعد أن تخلى كلاهما اللذين عن تمويل وسائل إعلام عمومية تلعب دورا فاعلا في تعزيز الوعي الاجتماعي والفردي معاً. إعلام بارد شارك المتصفح سالم المعمري برأيه، وإن بدا قاسيا، إلا أنه أيد رأي الكاتبة تماما، بل وذهب إلى الدعوة مباشرة إلى إعادة تفعيل دور الدول، فكتب يقول «بالفعل، كثير من تلك المظاهر يعود إلى رفع الدولة يدها عن أدوات التوجيه الفاعلة كالإعلام بحجة تحريره، وكذلك بحجج أخرى كالخصخصة والحرية، لم تعد علينا إلا بالويل والبلاء، فلا نحن استطعنا أن ننافس الإعلام التجاري الترفيهي والدليل تراجع عائدتنا المالية الإعلامية، ولا حافظنا على رسالتنا الإعلامية المجتمعية. ففشلنا في الهدفين. أنا مع دور حيوي وقوي ومراقب للدولة على وسائل الإعلام، ولا أعتقد أننا بحاجة لسنوات أطول لمعرفة ما صنعه بنا تحرير الإعلام، فالمنشأ واضح، وخامة الأخيال الحالية لا تحتاج لتلسكوب لاكتشاف قيمها». على عكس رأي الكاتبة تماما، ذهبت «رانيا عزت» إلى اتجاه آخر، فقالت «أي إعلام ستملكه وتوجهه الحكومة هو إعلام بارد، ولا يمكن أن يواكب متطلبات المشاهد المعاصر الذي يبحث عن الجديد والمثير، الإعلام الترفيهي الذي يحمل رسالة لم يعد موجودا، قدرة الإعلام على ترفيه جمهوره هو المعيار الوحيد لنجاحه، فلا أحد يفكر في رسالة ولا في محتوى، الأهم هو زيادة عدد المشاهدين، وزيادة الفترات الإعلانية، أما موضوع رسالة وعي المجتمع فهو مسؤولية الفرد نفسه بالإضافة إلى مؤسسات أخرى ليس من بينها الإعلام». أما محمد الشامي، المتخصص في الشأن التربوي -كما عرف نفسه- فأشار في مشاركته، إلى ما يحقق التوازن بين الرأيين السابقين، وذلك بتأكيده على إمكانية تطوير أدوات الإعلام المعاصر بما يخدم قيم المجتمع، بل بالعكس تماما -حسب رأيه- أن أدوات الترفيه الإعلامية الجديدة إنما وجدت لتمكين رسائل يحتاجها المجتمع ولكن بصور أكثر تشويقا «فلا يمكن أن يسير الإعلام بكل ما يحتويه بدون رسالة، بل هناك رسالة موجهة يشتغل عليها جيدا صاحب المؤسسة الإعلامية، فحتى تمييع وعي المجتمع وأفراده واستلاب الأطفال وتتفيه سلم قيمهم رسالة، وإن اختلفنا حول محتواها السلبي، إلا أنها تبقى رسالة، وكل ما على الإعلام الهادف، أن يطوع أدواته لتحقيق رسالته الواعية. وهذا ما يتوافق مع رأي سلطان، إذ إنه لا يمكننا كأفراد في المجتمع أن نتخلى عن مسؤوليتنا بحجة أن الإعلام أصبح تجاريا، وتبقى علينا مسؤولية حيوية سواء عن طريق مؤسساتنا التشريعية وكذلك الاجتماعية في إصلاح هذا الخلل». دور حيوي المتصفحة «عائشة محمد» كتبت في اتجاه الدور الحيوي للأسرة، فقالت «أوافقك الرأي في كل ما تفضلت به أستاذة عائشة، فمسؤولية الأهل تجاه أبنائهم تقلصت مع وجود المغريات التي تدخل بيوتنا وتلهي الأبناء، ولكن ما زلت أرى خيرا في الأم المواطنة، بعد تعليمها وزيادة وعيها، بالرغم من انشغالها سواء بالوظيفة أو بمتطلبات البيت والزوج، إنني متفائلة بحسن تربية الأهل وتوجيههم». وتدعو المتصفحة إلى أهمية وجود حوار دائم مع الأطفال، وأهمية أن نفسر لهم كل ما يجول في عقولهم الصغيرة، فلا يعقل أن نعزلهم عن العالم الخارجي ونمنعهم من كل ما نبغضه من ظواهر سلبية حسب اعتقادنا ومفاهيمنا القديمة، مع الأخذ في الاعتبار أهمية التركيز على هويتنا وديننا وتقاليدنا وحب وطننا والانتماء له. الأسرة الكبيرة أما المتصفح «محمد» فهو يقدم رؤية مختلفة تماما لقضية تدني سلم القيم لدى أطفالنا، ويرى أن العودة لفكرة الأسرة الكبيرة هو الحل والضمان لأبنائنا من الضياع، وفي مشاركته الذي عنونها بـ«من المسؤول والحل المقترح!»، يقول «إذا كان الأب أو الأم في بداية حياتهما الزوجية يضعان العقبات أمام أهل أحد الطرفين أوكلاهما، لعدم الإقامة معهم، فكيف يكون مصير الأبناء والبنات، غير ضياع وضعف دراسي وسلوك وعادات غريبة وانحراف وانجراف وراء مربية أو سائق». ويضيف محمد «هناك حلول كثيرة قد تقترح من أناس كثيرون منهم من يصيب ومنهم من يخطأ، ولكن وحسب رأيه أن الحل الأمثل في جمع الأسر والتخلص من الصعاب والقوانين والأنظمة التي لا تهتم بالترابط والتلاحم والتعاطف والتواد؛ وعلى الشباب أن يضعوا أولوية للأهل من الجانبين فلا تقول ما يهمني أهله وقرابته ولا يقول ما يهمني أهلها ولا أمها ولا عشيرتها ولا فصلها، أوكما قيل بالأثر العرق دساس فلهذه الأمور الحياتية المستقبلة يتطلب تعميم وإلزام الأولوية للترابط الأسري ليقلل من تبعثر الأبناء».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©