السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ألف مسلم... وألف مسيحي

25 سبتمبر 2011 23:30
استضافت كنيسة "نورثوود" بكيلر، بولاية تكساس الأميركية يوم 18 سبتمبر الجـاري لقـاءً اجتمـع فيـه ألـف مسلم وألـف مسيحـي معاً للحوار والتفاهم بهدف تمتين علاقات التعايش والتعاون. وذلك لأن "الأمل الوحيد الذي نملكه لتخفيف حدة مخاوفنا من المسلمين، والشيء الوحيد الذي يأمرنا الدين أن نفعله هو المحبة، وهذا يتم من خلال إشراك الآخرين والتعايش والتسامح معهم"، بحسب قول بوب روبرتس الابن، القسيس الرئيس في كنيسة "نورثوود". وتواجه الولايات المتحدة الآن قضايا عميقة تتعلق بالفقر والتعليم والعدالة الاجتماعية لا يمكن حلها فقط من خلال البرامج والسياسات الحكومية وحدها. بل يتعين على المتدينين أن يلتقوا معاً للمساهمة في التوصل إلى حلول لمشاكلنا المشتركة. وبالذات، يتعين على الكنائس المسيحية الإنجيلية في الولايات المتحدة أن تتعامل وتتواصل مع أتباع الديانات الأخرى، وأن تنخرط عن رضا وبنشاط معهم في حوار جاد حتى يتسنى لها التعاون مع بقية النسيج الديني والاجتماعي لإيجاد حلول للمشاكل المطروحة على مجتمعنا. ومن خلال مواردنا يستطيع المسلمون والإنجيليون التأثير على مجتمعنا بأسلوب مؤثر وقوي. وقد بدأت الديانتان حملة على المستوى العام يعمل من خلالها المسلمون والمسيحيون معاً من أجل إنجاز مشاريع تعود بالفائدة على المجتمع. وعلى سبيل المثال، فقد قامت ثلاث مجموعات صغيرة متعددة الديانات تعمل في مجال إعادة تأهيل البيوت، مكونة من خمسة مسلمين وخمسة مسيحيين وخمسة يهود في كل منها، بالعمل على تحسين ظروف بيوت سكان يقطنون قرب كل تجمع ديني، وقامت كل مجموعة بإصلاح بيوت العائلات المحتاجة وطلائها وتنظيم حدائقها. والحال أن "هدف التجمعات العابرة للديانات هو تخليص أنفسنا من الجهل بالآخرين والعمل معاً من أجل الصالح العام"، يقول أزهر عزيز نائب رئيس الجمعية الإسلامية لشمال أميركا. وكذلك احتشد مئات الأشخاص من كافة الديانات والطبقات الاجتماعية في نوفمبر 2010 في كنيسة "نورثوود" للحوار حول مواضيع مثل التسامح الديني والمسؤولية الاجتماعية. وكان الهدف من هذه الحوارات والتجمعات الدينية عبر الأديان، كسر الحواجز المنظورة، ودفع الجميع لرؤية الأمور المشتركة بين الديانتين. وقد بدأ المؤمنون المسلمون والمسيحيون يفهمون أن الفرق في الدين قد لا يعني بالضرورة فروقاً في القيم. وفي كلتا الديانتين أسس تحث على التسامح الديني والروابط الأسرية القوية. وإذا تمكّن المواطن الأميركي العادي من فهم هذه النقطة بالذات، أي نواحي الالتقاء الموجودة بين الديانتين، فقد يستطيع الخروج بشعور متجدد من التسامح الديني، لأن القيم المشتركة بين الديانتين ستزودنا بالرغبة في حوار مفتوح حول الكيفية التي يمكننا بها دعم مواردنا للمساعدة على تجاوز المشاكل الاجتماعية، وللتغلب على كافة أشكال الاحتقان في العلاقات الدينية بين مكونات مجتمعنا. ومن هنا تأتي أهمية تشجيع جميع المتدينين في بلادنا على أن يكونوا جزءاً من العمل لخدمة الصالح العام، بأن يقفوا معاً من أجل دفع عجلة التغيير نحو الأحسن، ولتكريس قيم التسامح والتعاون والتعايش في مجتمعاتنا. وذلك لأن المسؤولية الاجتماعية تقتضي بذل جهود مشتركة لتحقيق حزمة أهداف مشتركة ليس أقلها: تحسين ظروف مجتمعنا، وتقوية نسيجه من جميع النواحي الدينية والثقافية. ولاشك أن المشاريع المشتركة الحالية، وتلك المخطط لها في المستقبل، من قبل الديانتين، ستتيح للمواطن العادي الانخراط بأسلوب مثمر ومنتج في خدمة مجتمعه، وفي جعل التدين عموماً مظهراً من مظاهر التضامن الاجتماعي والانتماء الوطني. آرثر إل سميث عضو في كنيسة «نورثوود» ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©