الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الأعراس الجماعية العلاج الأمثل لمشاكل الديون والبذخ وتأخر الزواج

الأعراس الجماعية العلاج الأمثل لمشاكل الديون والبذخ وتأخر الزواج
11 أكتوبر 2014 15:21
في تظاهرات اجتماعية بهيجة يتواصل تنظيم الأعراس الجماعية في مختلف مناطق الدولة، برعاية من شيوخ القبائل، ومختلف الجمعيات والمؤسسات الوطنية، وبتنظيم من مؤسسة صندوق الزواج، ورؤية مواكب الأعراس الجماعية في مشهد مفرح واحداً تلو الآخر تدل على تمسك أفراد المجتمع بعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة وقيمهم النبيلة، وتنظم مؤسسة صندوق الزواج الأعراس الجماعية والتي من خلالها يتم تزويج أعداد كبيرة من الشباب، بهدف تكوين أسر تنعم بالاستقرار والطمأنينة. وقد ساهمت ثقافة الأعراس الجماعية في تعزيز مبدأ تخفيض تكاليف الزواج. استطلاع: منى الحمودي وآمنة الكتبي قال عبدالله السعدي أحد المشاركين في الأفراح الجماعية، إن حفلات الأعراس الجماعية تقلل أعباء وتكاليف الزواج بدرجة كبيرة، ولها أبعاد اجتماعية إيجابية عديدة، فهي تجسد روح التعاون المشترك، وترسخ قيم التكافل في المجتمع وتشكل أيضاً فرصة لالتقاء أبناء القبائل للاحتفال وسط مظاهر من السعادة والألفة والتلاحم، كما يعتبر تنظيم الأعراس الجماعية، باباً مهماً لتوفير آلاف الدراهم، والمساعدة في تكوين أسر جديدة متماسكة ومستقرة بعيداً عن الديون، حيث إن هذه الأعراس تعمل على توعية الشباب بالتفكير الصحيح حول إقامة حفلات الزفاف والابتعاد عن البذخ والإسراف للهروب من الديون التي يتحملها العريس في بداية حياته. وأضاف: أن الشخص يستمر في ادخار مبالغ كبيرة من أجل حفل الزفاف، وقد يدخر ما يقارب 300 ألف درهم، ويقترض من البنك من أجل ليلة واحدة، ومن ثم تبدأ رحلة الديون لديه ويبدأ بتسديد ما اقترضه، بل يوجد هناك من يترك عمله وينتقل لعمل آخر يقع في منطقة بعيدة عن عائلته، وذلك من أجل راتب أعلى يستطيع من خلاله تسديد القرض للبنك، وكل ذلك بسبب حفل الزفاف. حيث يضطر العريس إلى حجز قاعتين لحفل الزفاف واحدة للرجال وأخرى للسيدات، ما يعني تكاليف إضافية للزواج. اعتزاز وثقة أكد نبيل آل علي أن المشاركة في الأعراس الجماعية اعتزاز لجميع العرسان، وتحظى الأعراس الجماعية بحجم كبير من اهتمام الدولة والمؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، باعتبار أنها أفضل مساند للشباب، وتوفر عليهم الكثير من التكاليف الباهظة، وتواجه الإسراف والتبذير في حفلات الزواج المنفردة، والابتعاد عن الاقتراض من البنوك وتحمل الديون لسنوات طويلة، كما أنها حلاً مناسباً لتقليل نسبة العنوسة، وتشجيع الشباب على الزواج، والقضاء على الفكرة المنتشرة بين الشباب بربط الديون بالزواج بسبب تكاليف حفلات الزواج المرتفعة. وأضاف آل علي أن تأخر سن الزواج للشباب وارتفاع نسبة العنوسة بين الفتيات بسبب التكلفة العالية للأعراس والأعباء المادية والقروض التي يتحملها الشاب بعد الزواج، حيث إن الأسعار الخيالية لقاعات الأفراح هي أحد العوائق التي تواجه الشباب المقبلين على الزفاف، والشاب الذي يقبل بتحمل أعباء الزواج يجد نفسه غارقاً بالديون بعد إتمام الزواج، مما يؤثر على نفسيته بشكل كبير وعلى سير حياته، حيث يبدأ سعر حجز القاعة الواحدة بـ 50 ألف درهم، ومع إضافة قاعة للسيدات تتراوح التكلفة بين 100 و500 ألف درهم. لذلك يجب التخلي عن مظاهر الإسراف والبذخ في حفلات الأعراس والتي لها النصيب الأكبر من تكاليف الزواج. مناسبة اجتماعية مهمة يرى سعيد محمد أن الأعراس الجماعية تساهم في التوفير على الشباب المقبلين على الزواج، وهي مناسبة اجتماعية مهمة في الوقت الحالي تميز أبناء الوطن وتظهر مدى قوة الترابط الاجتماعي بين مختلف قبائل وشباب الوطن، وتشجع المواطنين على الزواج بمواطنات، كما أن فكرة وجود الأعراس الجماعية هو مواكبة للتحديات وتخفيف للأعباء المالية الكبيرة التي يتحملها الشاب في بداية حياته الزوجية، وقد تتسبب الديون والالتزامات المادية في الخلافات بين الزوجين في السنوات الأولى للزواج، وقد تصل بهم إلى الطلاق. وأضاف «شاركت في العرس الجماعي للرجال وهو ما ساعد كثيراً في التقليل من تكاليف الزفاف، ولكن تكاليف حفل الزفاف للنساء كانت مرتفعة»، مشيراً إلى أن ارتفاع تكلفة حفلات الزواج يتسبب في العنوسة بسبب زواج الشباب من أجنبيات، وهو أمر يتطلب تضافر جميع أفراد المجتمع لتغيير بعض العـادات بتخفيض تكاليف الأعراس، وقبول فكــرة الأعراس الجماعية، ويجب أن يكون للإعلام بجميـع وسائله دور في التشجيع على المشاركة بالأعراس الجماعية، وتوعية الشباب بالمخاطر الاجتماعية التي يواجهها المجتمع بسبب ارتفاع نسبة العنوسة والزواج من الأجنبيات وتأخر سن الزواج. وقال سعيد محمد، إن عادات وتقاليد الأعراس تختلف بين فترة وأخرى بتغير أسلوب العيش ونمط المجتمع والثقافة، وهنالك تغييرات كبيرة تسببت في المبالغة في تكاليف الأعراس، خصوصاً في حفلات الزفات، محذراً من ظاهرة البذخ والإسراف في الأعراس، وأنه يجب تغيير ثقافة أفراد المجتمع للحد من التقليد الأعمى للغير، وضرورة التوعية بخطورة مشكلة التباهي الذي يتم من قبل أهالي العروسين للظهور بمظهر خادع أمام الحضور. تجربة نسائية تقول زينب علي: إن زواجها تم في أحد الأعراس الجماعية للنساء في الفجيرة، وكان رغماً عنها في بداية الأمر، ولكنها تقبلت الفكرة بعد أن رأت التنظيم والاهتمام الذي حظيت به كل عروس على حدة، وحول عدم تقبل النساء لفكرة الزواج الجماعي النسائي، أوضحت زينب أن أسباب الرفض لفكرة الزواج الجماعي هي صعوبة إيجاد تاريخ موحد لإقامة عرس في يوم واحد يناسب الجميع، إضافة إلى أن بعض العائلات لا تتقبل فكرة الزواج الجماعي لعدم توفر الخصوصية ووجود عدد كبير من الغرباء، بالرغم من فوائد الأعراس الجماعية في التخفيف من معاناة الشباب، وتشجيعهم على الزواج لا سيما ذوي الدخل المحدود، وهي أحد أنسب الحلول للتغلب على التكلفة المادية العالية للزواج وحفلات العرس، والقضاء على العنوسة التي زادت نسبتها في المجتمع بسبب تكاليف الزواج المرتفعة. وتقول آمنة محمد: إنها تزوجت في العرس الجماعي النسائي الأول الذي أقيم في إمارة الفجيرة، وأن مشاركتها في هذا العرس ساهمت بشكل كبير في استقرار حياتها الزوجية، حيث إن زوجها لم يتجه للاقتراض ودفع مبالغ طائلة لحفل الزفاف. مشيرة إلى أن حفلات الزواج الجماعي هي الحل الأمثل لتخفيف التكاليف عن كاهل الشباب وتشجيعهم على الزواج من المواطنات. وقالت نهلة عبد الله يبقى الرداء الأبيض والبشت الأسود حلم كل فتاة وشاب، وتبقى الرغبة في التميز والاحتفاء بهذه المناسبة بشكل شخصي دون الإدراك والوعي بأهمية إدارة الميزانية، مهما كانت التكاليف وعقبات القروض رافضين فكرة الزواج الجماعي بسبب قلة الوعي وضعف الثقافة في بعض الأسر. وأوضحت أن هناك تحفظاً من البعض على الأعراس الجماعية، بحجة أن العريس يقيم حفل عرس للنساء عقب عرس الرجال الجماعي، وبالتالي يتكلَّف الكثير مادياً، ومع ذلك فالأعراس الجماعية بمثابة رسالة إلى كل بيت وأب وأم وشاب وفتاة بضرورة الحد من الإنفاق، ومن المصاريف الباهظة التي تنفق على الأعراس. وأكدت أن الأم الواعية تهمها سعادة ابنتها أولاً وأخيراً، والزواج الجماعي ليس مدخلاً للفشل وعدم الاستقرار، وهو فكرة جيدة لحل مشاكل الراغبين في الزواج وبناء أسرة سعيدة، ولكن لا بد أن يكون الأمر مدروساً، وأن المتقدم لا بد أن يكون مسؤولاً وقادراً على تحمل تكاليف المعيشة وفتح البيت بعد الزواج. وقال عاطف الرئيسي: يجب أن نشجع الشباب على الأقبال والمشاركة في الأفراح الجماعية ولا بد من توعيتهم بالإيجابيات من خلال وسائل الإعلام، مع تنمية ثقافة ترشيد الإنفاق والابتعاد عن البذخ والمظاهر الكذابة. وقال: لا ننكر أن هناك فئة تقبل على الزواج الجماعي، عدا قلة تلجأ إلى إقامة أعراس أبنائها وبناتها بمفردها، مراعاة للعادات القديمة، وإن كانت الأعراس الجماعية تسهم في تقريب المواطنين من بعضهم بعضاً، وتقضي على المظهرية والتباهي وغيرها من السلوكيات الخاطئة. وقال إبراهيم البلوشي يرجع السبب الرئيسي لعزوف الشباب عن الزواج الجماعي إلى الرغبة في التميز والانفراد في عرس خاص ليبقى هو محط الأنظار وهو صاحب الحفل، وأن يكون سيد تلك الليلة ونجمها، أو لأنه يود دعوة أكبر عدد ممكن من الأهل والأصدقاء. ويرى أن الأعراس الجماعية حل للديون التي تقع على كاهل الزوج وتخفيف للمصاريف التي ينفقها على قاعة الحفل والولائم، وتجنبه اللجوء إلى البنوك، بالإضافة إلى أنها تهدي النفس سكينة وطمأنينة واستقراراً، خصوصاً وأن جميع الترتيبات الخاصة بالحفل ومتطلباته، من مسؤولية الجهة الراعية. إيجابيات كثيرة وأوضح أن للأعراس الجماعية إيجابيات كثيرة، وولاة الأمر وقيادات الدولة تشجع عليها، وتدعو إلى الحد من البذخ والتبذير، وقد تطورت ثقافة الأعراس الجماعية حالياً، وأصبحت تنظم على مستوى الدولة أعراس يدعمها صندوق الزواج، وأصحاب السمو الحكام، وعلى هامش الأعراس تنظم محاضرات للشباب المقبلين على الزواج، لإعلامهم بأهمية بناء أسرة سعيدة متماسكة. وعن أسباب امتناع البعض عن المشاركة في الأعراس الجماعية قال عناية الله عبد الباري: النظرة لفكرة الزواج الجماعي هي أحد أسباب عزوف الشباب، رغم أن الأعراس الجماعية خطوة تعكس التوجه للحدّ من التبذير والتكاليف المادية العالية التي يتحملها صاحب المناسبة، انطلاقاً من مبدأ أن الأسرة المستقرة الخالية من الديون تعتبر الركيزة الأولى لبناء مجتمع مستقر ومتماسك وآمن. 6 أعراس جماعية بمشاركة 372 عريساً في 2013 بلغ عدد الأعراس الجماعية التي نظمها الصندوق خلال عام 2013 ستة أعراس جماعية، شارك فيها 372 عريساً، أقيمت في مختلف إمارات الدولة، حيث أقيم العرس الأول في دبي بمناسبة ذكرى تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مقاليد الحكم في الإمارة، في 4 يناير 2013 وضم 64 عريساً، وأقيم العرس الجماعي الثاني في دبي، بمناسبة ذكرى تولي سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولاية العهد بإمارة دبي، في الرابع من فبراير بمشاركة 24 عريساً. إضافة إلى العرس الذي نظمته بلدية العين بمشاركة 63 شاباً في العاشر من مارس، وعرس أبوظبي وأفراح آل نهيان بزفاف الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، وزايد بن سعيد بن زايد آل نهيان ومشاركة 98 عريساً مواطناً حفل الزفاف، وزفاف سمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان، بمشاركة 70 عريساً في الأول من أبريل، وعرس الهوية تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بمشاركة 53 عريساً. تغيير ثقافة المجتمع ذكر سيف محمد أن هناك تقبلاً من بعض العائلات في الدولة لفكرة الأعراس الجماعية الرجالية والنسائية، بينما الجانب الآخر لا يتقبل هذه الفكرة رغبةً منهم في إقامة حفل زفاف منفصل، تتخلله مظاهر البذخ والبهرجة والإسراف، كما يخشى البعـض مـن النظر إليهم على أنهم دون المستوى، لـذلك يفضلون إقامة حفلات زواج تكون محط أنظار الجميع للمفاخرة والتباهي. الرغبة في التميز!! قالت فاطمة السجواني الأخصائية النفسية إن الرغبة في التميز في ليلة العمر هو أحد الأسباب الرئيسية لعزوف بعض الشباب والفتيات عن الزواج الجماعي وعدم تقبل فكرة هذا النوع من الزواج. وأضافت أن فكرة الزواج الجماعي فكرة ممتازة للتخفيف من التكاليف الثقيلة والباهظة على عاتق المتزوج، وقد نجحت هذه التجربة في الإمارات بتنظيم صندوق الزواج، بمساهمة جهات مختلفة بهدف نشر ثقافة التكاتف بين أفراد المجتمع، والحد من المظاهر السلبية التي باتت تشكل عبئاً على الشباب، وتجعلهم يعزفون عن الزواج. زواج خالٍ من الديون أوضحت الدكتورة مريم الشبيبي، اختصاصية أسرية واجتماعية، أنه يجب على الشريكين أن يكون لديهما خطة استثمار طويل الأمد، من خلال زواج خالٍ من القروض والديون، والتفكير في بناء أسرة متماسكة، وعدم الالتفات إلى المبالغة في حفل الزواج الذي غالباً ما يكون لسويعات تمضي سريعاً، مخلفة وراءها مبالغاً طائلة. وقالت الشبيبي: «إن الأعراس الجماعية تساهم في زرع قيم التضامن وعدم الإسراف في نفوس الشباب والفتيات المشاركين في الزواج الجماعي، في ظل ارتفاع المهور التي باتت ظاهرة منتشرة بشكل كبير، لذا مثلت حفلات الزواج الجماعي صورة من صور المساهمة الفعالة في زواج الشباب والفتيات باعتبارها تقدم حلاً عصرياً لمشكلة ارتفاع نفقات الزواج»، لافتة إلى أن للأسرة دوراً كبيراً في تقبل الفكرة وتنفيذها، كما نلاحظ أن هناك قبائل كثيرة تعمل بالزواج الجماعي الذي يساهم بشكل كبير في التخفيف عن كاهل الزوجين. مؤكدة أن الزواج الجماعي شيء مفيد ومجزٍ، ويبني مجتمعاً متماسكاً خالياً من الديون والقروض. أرقام 126 عرساً جماعياً.. استفاد منها 6956 عريساً أقيم العرس الجماعي الأول بدعوة من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة يوم الأحد الموافق 24 - 6 - 1990 .. وضم أربعين عريساً وعروسة في متنزه الجزيرة بالشارقة. ونظمت بعد ذلك مؤسسة صندوق الزواج العرس الجماعي الأول للشباب من أبناء الإمارات في دبا الحصن في الثالث من شهر يوليو 1996م، بعد ست سنوات تقريباً من إنشاء صندوق الزواج، لتتوالى بعدها الأعراس الجماعية في مختلف إمارات الدولة، وبلغ عدد الأعراس الجماعية منذ أول عرس جماعي نظمته مؤسسة صندوق الزواج عام 1998 في إمارة الشارقة في مدينة دبا الحصن، حتى آخر عرس نظم في المؤسسة خلال 2013، بلغ 126 عرساً جماعياً، واستفاد من الأعراس الجماعية 6956 مشاركاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©