السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ميزان قوى الإنترنت يميل لصالح آسيا

ميزان قوى الإنترنت يميل لصالح آسيا
10 أكتوبر 2014 22:35
على الرغم من هيمنة وداي السيليكون الأميركي على قطاع الإنترنت، إلا أن الطرح الأولي العام الأخير لشركة علي بابا الصينية، يوضح مدى النشاط الكبير الذي تحول ناحية آسيا. وببدء هذه المؤسسة الصينية العاملة في مجال التجارة الإلكترونية في التداول، يرتفع نصيب الشركات الآسيوية ضمن قائمة أكبر 10 شركات للإنترنت في العالم، من اثنتين في 2004، إلى 4 حالياً. وتقدر القيمة الإجمالية لكل من علي بابا وتن سنت وبايدو وجي دي، بنحو 426 مليار دولار، مع الوضع في الاعتبار القيمة السوقية لعلي بابا بنحو 165 مليار دولار، بالمقارنة مع القيمة السوقية لكل من جوجل وفيس بوك وإي بي وأمازون، عند 797 مليار دولار. ويذكر أن 26 شركة مستقرة في الصين واليابان وكوريا الجنوبية، تحولت إلى عامة خلال العام الحالي حتى الآن، حيث نجحت في جمع نحو 4,45 مليار دولار. ومن المنتظر أن تضيف علي بابا نحو 25 مليار دولار لإجمالي القيمة السوقية في آسيا، بينما جمعت 21 شركة للإنترنت في أميركا عبر عمليات طرح أولي عام خلال العام الجاري، نحو 3,2 مليار دولار وتسع في المملكة المتحدة نحو 4,7 مليار دولار. ولتوضيح ما إذا تحول مركز قوة الإنترنت صوب آسيا، يقول جيم بريار، واحد من أنجح مستثمري المشاريع، وأول الذين راهنوا على نجاح فيس بوك، موضحاً :«عند التفكير في أكبر سبع شركات للإنترنت في العالم بعد سبع سنوات من الآن، ينبغي التفكير في جوجل وفيس بوك وتن سنت وبايدو وأبل وعلي بابا وأمازون». وضخ جيم مع شركائه الصينيين نحو ملياري دولار في شركات للإنترنت تعمل في الصين منذ 2004. سوق الأسهم وتعتبر سوق الأسهم مقياساً مهماً لمدى سرعة وحجم الانتعاش الذي حققته شركات الإنترنت الآسيوية على الصعيد العالمي، وذلك لحد كبير بفضل عمليات النمو القوي في آسيا. ويعيش نحو 45% من مستخدمي الإنترنت المقدر عددهم بنحو 3 مليار شخص، في قارة آسيا، وفقاً للاتحاد الدولي للاتصالات السلكية واللاسلكية وكالة تقنية المعلومات التابعة للأمم المتحدة. ويستخدم أكثر من 500 مليون شخص في الصين الهواتف المحمولة لتصفح الإنترنت. ومن المتوقع أن يناهز عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، نحو مليار نسمة بنهاية السنة الحالية، أي ما يقارب خمسة أضعاف المستخدمين في أميركا الشمالية. ويقول جوزيف شين، المدير التنفيذي لشبكة رن رن للتواصل الاجتماعي، البالغة قيمتها نحو 1,2 مليار دولار: «من المؤكد استفادة شركات الإنترنت الكبيرة من حجم السوق الصينية. وعلى الرغم من أن التقنية لا تختلف، لكن عند تطبيقها في الصين تصبح قيمتها أكبر». الاختلافات اللغوية وتعززت جاذبية آسيا للإنترنت من خلال الاختلافات اللغوية في بلدان مثل كوريا وقوانين الرقابة في الصين التي أدت إلى ابتعاد الشركات الأجنبية. وعلى النقيض، تفتقر حتى شركات الإنترنت الأكثر ذكاء في المنطقة التي عادة ما يقل حضورها في أميركا، للرغبة أو للقوة لمنافسة الأسماء الراسخة مثل جوجل خارج حدود القارة الأسيوية. كما يُنظر لابتكارات هذه الشركات بمثابة الأكثر عملية بدلاً من رائدة. وعلى سبيل المثال، يساعد تطبيق شركة تن سنت المعروف باسم وي شات الفوري على الهواتف المحمولة بمستخدمين يقدر عددهم بنحو 440 مليون في الصين والمُستخدم أيضاً كمنصة لبيع ألعاب الفيديو، الشركة على جني عائدات أكثر من واتسآب بعدد مستخدميه المقدر بنحو 600 مليون. وتخطط الشركة الآن لاستغلال الموقع في عمليات تتجاوز الدردشة مثل، بيع تذاكر الطيران وكصندوق لأسواق المال أو كوسيلة لتسديد أقساط العقارات. كما قام الموقع بتركيب نحو 10 ألف ماكينة لبيع المشروبات والمأكولات السريعة في مناطق مختلفة من البلاد، لتتم عمليات البيع من خلال شفرة على الهاتف المحمول عبر حساب في تن سنت. ويتضمن توسع الشركة خارج الحدود الصينية لحد كبير في تطبيق وي شات، الذي تم تحميل نحو أكثر من 100 مليون نسخة منه في الخارج. وتتميز هذه التقنية حتى الآن بالربحية، حيث حققت الشركة ربحاً بنسبة قدرها 32% خلال الربع الثاني من العام الجاري، مقارنة مع 27% لفيس بوك، و21% لشركة جوجل. وتقدر القيمة السوقية لأسهم تن سنت بنحو 148 مليار دولار، مقارنة مع 194 مليار لفيس بوك. وبلغت عائدات تطبيق لاين الياباني للرسائل النصية في السنة الماضية، نحو 323 مليون دولار من الألعاب على الهواتف المحمولة والإعلانات، أي ما فاق عائدات واتسآب بنحو 16 ضعفاً. وربما يرغم النجاح بعض أقوى الشركات الآسيوية للإنترنت، على المزيد من الطموح في مناطق أخرى، حيث تملك مثلاً شركة لاين مستخدمين في الخارج أكثر من في داخل موطنها اليابان، والتي تتطلع إلى زيادة نموها في الخارج قبل دخول الشركات الأجنبية لليابان. وتخطط الشركة لطرح أولي عام في نيويورك أو طوكيو. التوسع الخارجي ويعتزم راكوتن، أكبر موقع للتسوق الإلكتروني في اليابان، التوسع في دول أخرى، ما دعاه لفرض أن تكون اللغة الإنجليزية المستخدمة في الاجتماعات والخطابات منذ 2012. وأعلن الموقع مؤخراً عن نيته شراء إيبيتس الأميركي مقابل مليار دولار، خاصة وأنه يخطط لزيادة مبيعاته خارج اليابان بنحو 50%، بالمقارنة مع النسبة الحالية عند 10% فقط. ويستحوذ موقع بايدو الصيني، على نحو 79% من نشاط البحث في البلاد، بيد أنه يفتقر إلى النشاط القوي في الخارج. ولم يجد الموقع الإقبال المطلوب في اليابان. كما طرح بايدو محرك بحث للبرازيل في يوليو الماضي، في وقت يفكر فيه للتوسع في كل من مصر وتايلاند. وفي مؤشر على تزايد رغبته في سيلكون فالي، قام الموقع بإنفاق نحو 300 مليون دولار لإنشاء مركز لأبحاث الذكاء الاصطناعي هناك. وفي غضون ذلك، اشترى موقع تن سنت، حصصاً في اثنتين من الشركات الأميركية الكبيرة لإنتاج الألعاب، كجزء من سعيه لجلب الألعاب المشهورة داخل الصين. وسبع عمليات استحواذ لشركات إنترنت من واقع أكبر عشرة من حيث القيمة تمت خلال العام الحالي، كانت من نصيب شركات آسيوية، حيث أنفقت علي بابا وتن سنت ما يتجاوز مجموعه 11 مليار دولار. وأعلن جاك ما، المدير التنفيذي لعلي بابا، عن توجه الشركة بالتوسع في الأسواق الأميركية والأوروبية. وجاء في رسالة بعث بها للمستثمرين :«عملنا على قياس أنفسنا في العقد الماضي، من خلال حجم التغيير الذي أحدثناه في الصين، أما في المستقبل، فإن قياسنا سيكون من منطلق التطور الذي نجلبه للعالم». وشكلت عائدات مواقع علي بابا في الصين خلال آخر ربع، 85% من عائدات الشركة الكلية المقدرة بنحو 2,5 مليار دولار. وأطلقت الشركة في يونيو الماضي موقع تسوق اسمه 11 مين، يتوافر حالياً فقط للعملاء الذين يسجلون الدخول أولاً للحصول على دعوة. وخضع قطاع الإنترنت لتغيير كبير خلال العقد الماضي في آسيا وفي الصين على وجه الخصوص، التي شهدت في البداية عدداً قليلاً من الشركات الناشئة الواعدة، وأخرى عديدة تحاول نسخ شركات الإنترنت الأميركية. أما الآن، لا يرضى صغار رواد الأعمال في آسيا بمقارنتهم بنظرائهم في أميركا، خاصة أن أكبر الشركات الاستثمارية في أميركا، تسعى للحصول على حصص في شركات الإنترنت القائمة والمقترحة في آسيا. نقلاً عن: وول ستريت جورنال
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©