السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الصيدة بلندن» تستخدم الابتسامة في كشف ظواهر سلبية بالمجتمع

«الصيدة بلندن» تستخدم الابتسامة في كشف ظواهر سلبية بالمجتمع
10 أكتوبر 2014 22:10
مسرحية «الصيدة بلندن»، قدمت عرضها أمس الأول الخميس وأمس الجمعة على مسرح شاطئ الراحة، من تأليف محمد جلكسي وإخراج بدر المحارب، شارك في أدائها أكثر من 20 فنانا بين ممثل وموسيقي، وقد تألق الفنان طارق العلي في دور «شليويح» وهو مواطن سافر إلى لندن في مهمة أوضحتها أحداث المسرحية، وهناك يواجه معاملة لم يكن يتوقعها في تلك العاصمة الغريبة. تناول العرض بعض المشكلات الاجتماعية المحلية مع لمسات من قضايا سياسية، ضمن مشاهد من معاناة الشباب العربي والخليجي في إطار كوميدي، يتطرق إلى الفساد المالي والإداري وتجري معالجته في عرض كوميدي ساخر يظهر براعة العلي الذي قام بدور البطولة إضافة إلى نجاح كل الفنانين المشاركين، وكل منهم قدم دوره بمهنية فنية عالية. بداية العرض وقد شارك في هذا العمل الضخم الذي استمر عرضه حوالي ثلاث ساعات أمام جمهور محتشد امتلأت به مدرجات المسرح كل من فناني المسرح والدراما الكويتية أحمد السلمان، محمد الصيرفي، سعود الشويعي، أمل عباس وفرحان العلي. وعبدالله بهمن، سماح غندور، الفنانة مارتينا. فرحان العلي، شاهين الشاهين، خالد المظفر، أيوب الشطي، دنيا غسان، سلطان العلي، علي محسن بدوره الجميل بوبي، إضافة إلى شخصيات أخرى أسهمت في استكمال هذا العرض الجميل الذي نظمته «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة». وجاء عرض «الصيدة بلندن»، من فصلين، وبدأت برفع الستار عن مكتب إداري وعدد من الموظفين بينهم شخص مقنّع كأنه يرمز إلى المشكلة الخفية التي تدور حولها أحداث المسرحية. وبدأ عدد من الموظفين بالدخول على أنغام موسيقى تعبيرية، راح خالد يفتش بالأوراق وآمال تترنم بمقطع من أغنية ناظم الغزالي «حياك بابا حياك. . » وهي تشكو بأن لها 66 سنة في الوظيفة وهي تعطي دون أن تأخذ شيئا. ثم يدخل بطل العرض طارق سائلاً عن المدير الذي حاول أن يراه أكثر من مرة لكنه لم يجده. ويدخل المدير وابنه الذي يعمل نائبا له دون أن يعرفهما طارق الذي يجلس على كرسي المدير ويبدأ بتوجيه انتقاداته للشخص الذي يستلم وظيفة مدير وينصب كل همه على الاحتفاظ بكرسيه، مشيرا إلى كثرة الاجتماعات التي لا تؤدي إلى فائدة أو جدوى. ونظرا لأن الكوميديا تعتمد على الحركة، كما تعتمد على الكلمة الساخرة، يحاول المدير أن يبعد الضيف عن كرسيه دون أن يتمكن من ذلك، لأنه لا يعرف أن هذا هو المدير. ظواهر سلبية ويتابع طارق العلي حديثه، من خلال دوره، عن مختلف المظاهر السلبية التي لا تعجبه في المجتمع، ومنها اهتمام المرأة بمكياجها وتلوين شعرها والمبالغة في ارتداء مجوهراتها خلال سفرها إلى لندن، وتطرق في حديثة بسخرية إلى عادات بعض الحريم وكيف ينتقدن بعضهن، بينما يتبادل الشباب عبارات المزاح حول البنات، كما تناول النقد طريقة تناول الطعام عند بعض الشابات. وهكذا يستمر الفصل الأول وهم ينتظرون قدوم المخبر وهم لا يعرفونه، حتى إن كل واحد منهم يشك بأن الآخر هو المخبر المنتظر. وفي ختام المشهد يكشف المدير عن شخصيته وتعجبه شخصية الضيف فيكلفه بمهمة السفر إلى لندن من أجل «إحضار الديب من ديله». ثم يبدأ الفصل الثاني في مكانين مختلفين، مقهى وناد ليلي، وهنا يواجه طارق نماذج مختلفة من الشخصيات العربية الموجودة في لندن، سواء للدراسة والعمل أو السياحة، ونشاهد مواقف مختلفة ومفارقات مضحكة ولقطات فنية ساخرة، منها ما هو رياضي ومنها الخلط في لغة الحديث بين العربية والإنجليزية. وأطرف المشاهد تلك المرأة العربية السائحة وهي بكامل مجوهراتها وحقيبتها المنتفخة بالمال، وهذا ما يغري متصيدي الفرص من النشالين واللصوص. وينتهي العرض بدخول آمال عباس لتقلد أم كلثوم بحمل منديلها وترديد مقطع من أغنية «أنت عمري»، دون أن يلتفت لها في صالة الديسكو أحد. وهنا يكتشف الجميع أن الديب موجود بينهم في لندن. ولكن صاحب الموفد يفشل بالمهمة ولا يحصل حتى على «ديل الديب». المسرح لم يتراجع وقبل العرض، التقينا الفنان طارق العلي، وحدثنا عن واقع المسرح وأهميته، قائلا: «المسرح لم يتراجع وهو موجود دائما ويستطيع أن يتناول جميع القضايا التي تمر بها الدول والمجتمعات الآن، مثل مناقشة الطائفية، أو الدكتاتورية، في بعض دول العالم، يناقش أوضاعا اجتماعية سياسية واقتصادية، حتى يمكن أن يعرج على أمور دينية، ضمن المسموح به، من أمور فيها اختلاف كالمذاهب، وهذه يجب أن نشير لها لأن مثل هذه القضايا مهمة عند الناس وتشغل تفكيرهم». ويتابع العلي مؤكدا: «المسرح لم يتراجع وأنا ضد هذه المقولة، بل أرى حالياً أنه يعيش في الحالة التي يمر بها المجتمع، فالمسرح توعوي وناقد للمجتمع، أيضا هناك اجتهادات لدى بعض الشباب حيث يجددون في أعمال مسرحية، إضافة إلى الاهتمام بالمسرح المدرسي. فوق القانون عن هذا العمل الجديد «الصيدة بلندن» يوضح العلي قائلا: إن هذا العمل يختلف عما قبله فهو يلقي الضوء على واقع نعيشه، فهو يكشف الناس الذين يعتبرون أنفسهم فوق القانون، حيث نسمع عنهم وعن «سرقاتهم» ولكن لم نسمع عن أحد منهم خضع للمساءلة، لم نعرف اسما لهؤلاء المتنفذين، فقط نراهم دوماً ولا نرى أحدا منهم وجه له اتهام مباشر. لذا فإن المسرحية تتحدث عن واقع مؤلم يقدم بشكل ساخر، وأعتقد أنها كسرت القاعدة وكشفت الكثير من هذا الواقع، ونتمنى أن تكون قد أعجبت الجمهور.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©