السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأسئلة المحرجة حق مشروع للأبناء

الأسئلة المحرجة حق مشروع للأبناء
11 أكتوبر 2014 01:37
تجمع دراسات على أن الأسئلة المفرطة لدى الأطفال في مراحل نموهم الأولى تدل على ذكاء واضح. وأنه كلما كانت استفساراتهم محرجة، وجب على ذويهم الإجابة عنها بأسلوب محبب يتناسب مع قدراتهم الاستيعابية. معادلة ضبابية أمام هذه المعادلة الضبابية التي تحتار في تطبيقها شريحة كبيرة من الأهالي تندرج عدة احتمالات. ولكل منها تداعيات تنعكس سلبا أو إيجابا على شخصية الأبناء، إذ إنه من جهة قد تكون الأسئلة غير متوقعة إلى درجة صادمة، يقابلها رد فعل أولي برفض هذا الكلام أو باعتباره لا يتناسب مع سن الطفل. وغالبا يشار إلى الأطفال بعدم معاودة طرح هذه الأسئلة في المستقبل لأنها معيبة. ومن جهة أخرى يتحفظ علم النفس الاجتماعي على هذا النوع من الإجابات القامعة التي تؤدي مع الوقت إلى زعزعة الثقة بالآباء. غير أنه لا يمكن إنكار حقيقة ثابتة مفادها أنه ليس من السهل دائما إيجاد الكلام الملائم الذي يقنع الطفل ويخمد فضوله من دون الوقوع بالكذب ولو عن غير قصد. وأسوأ صورة يمكن أن يكوّنها الأبناء عن ذويهم أنهم يكذبون وأنهم ليسوا المرجعية للحصول على توضيح لاستفساراتهم. وهنا يخسر الأهل مصداقيتهم ويفتحون المجال لمصادر أخرى لتتدخل وتجيب بطريقتها عن الأسئلة الحساسة. وما لا يرغب به الآباء، أن يشاركهم رفاق السوء أو الإنترنت أو أفلام اليوتيوب في رسم شخصية أبنائهم. لأن الطفل الذي لا يحصل على توضيح يرضيه من أهله، لن يتوقف عن البحث حتى يجد الجواب الأقرب إلى الحقيقة. تدقيق وإقناع يتحدث الدكتور محمد رمضان، رئيس قسم علم النفس في أكاديمية شرطة دبي، عن خطورة تفوه الأبوين بمعلومات كاذبة أمام الأطفال وخصوصا عندما يطرحون عليهما الأسئلة المباشرة. وعندها لا بد من التحلي بالوعي الكافي لصياغة العبارات المناسبة التي لا تخدش الحياء، وفي الوقت نفسه لا تضع الأبناء في حيرة من إجابات غير منطقية ولا تمت إلى الواقع بصلة. ويذكر أنه من غير المقبول أن يتعامل الأهل مع الأبناء على أنهم لا يفهمون ما يقال لهم، أو أنهم سوف يرضون بأي إجابة أو أنهم سوف يقتنعون بأي رد ولن يبحثوا في أماكن أخرى. ويقول: إن الطفل هو مرآة الأب والأم، وهو الذي يعلمهما الصدق، لأن أي إجابة خاطئة سوف يفضحها المجتمع. فالطفل لا يهدأ باله إلا إذا تمت إجابته بموضوعية بغض النظر عن الأسلوب المتبع في إقناعه. وعندها لن يشعر بالحاجة إلى التدقيق في الأمر والتأكد من المعلومة خارج نطاق الأسرة، سواء من الأصدقاء في المدرسة أو في النادي أو حتى من متاهات الإنترنت. ويشرح أن الطفل أكثر ما يسأل أمه، وهي إذا كذبت عليه سوف تترسخ في ذهنه قناعة باطنية بأن النساء يكذبن. في حين أن صورة الأم يجب أن تكون ناصعة والأكثر صدقا، ويجب أن تكون المصدر الأول للحصول على كل ما يريده الطفل من توضيحات، إذ إن توضيح الأمور الغامضة يصب دائما في مصلحة الطفل، مع أهمية تربيته على احترام خصوصية الكبار وعدم الخوض في تفاصيل قد لا تكون ملائمة لسنه لكنه سوف يفهمها عندما ينضج. ويؤكد الدكتور رمضان على مسألة مهمة تتمثل في منح الطفل هامشا من الشعور بالأمان عند الإجابة على تساؤلاته المحرجة، وأن يستغرق الحوار زمنا لا بأس به بحيث يكتفي من الجزء الذي يسمعه وإن لم يكن يشكل الحقيقة كاملة. تبادل الخبرات في المقابل لا بد من الاعتراف بأن الأهالي ليسوا جميعا على مستوى واحد من الوعي، وأن لكل منهم أسلوبه في التربية والذي قد لا يخطط له أصلا. ومن الأهمية بمكان أن يتبادل الآباء خبراتهم في مجال التعامل مع الأبناء وأن يتشاوروا فيما بينهم بالوسائل التي تؤتي نفعا في تكوين شخصيات متزنة لجيل واعد. وتقول أميرة أبو الحسن، وهي أم لولدين وبنت، إنها تفاديا للوقوع في موقف من الاستجواب غير المحبب مع أبنائها، فهي تتبع أسلوب المبادرة في شرح الأمور الغامضة. وتذكر أنها تتقاسم مع زوجها الحديث في الأمور التي تستفز مخيلة صغارهما، وذلك منذ بلوغهم سن السابعة. وهي تفعل ذلك عن قناعة بأن الطفل من حقه أن يتعرف إلى الكثير من الحقائق بما يتناسب مع تطور مراحله العمرية. وتذكر منى الشيخ، أنها غالبا لا تجيب على الأسئلة الفضولية لابنها الوحيد، بهدف عدم تعويده على التدخل فيما لا يعنيه. وهي تترك شرح الأمور الحساسة للمدرسة حيث تتضح الأمور للأطفال بطريقة علمية. وترى أن الأولاد يختلفون عن البنات عندما يكون الحديث عن الفرق بين الإناث والذكور، لذلك يكون من الأفضل أن يجيب الأب عن تساؤلات الأولاد والأم عن تساؤلات البنات، وإلا فلتترك هذه الاستفسارات لحصص العلوم والتربية في المدرسة، وهذا ما تتبعه. كبسة زر ينظر أحمد المنهالي، وهو أب لـ3 أولاد وبنتين، إلى الأمور بكثير من الانسيابية. ويقول إنه من البديهي أن يتعرض الأهل لمثل هذه الأسئلة المحرجة لأن الأبناء لن يجدوا في البداية من يسألونه عن هواجسهم. ومن المفيد أن يستغل الآباء هذه الفرصة الجوهرية ليكسبوا أبناءهم ويضعونهم على السكة التي يريدونها لهم. ويرى أنه لم تعد هناك أسئلة صعبة في زمن التطور التكنولوجي، وما لا يشرحه الأهل بموضوعية ووضوح يمكن أن يحصل عليه الطفل بكبسة زر. وعن نفسه فهو يتفق مع زوجته على تبادل الأدوار فيما يتعلق بتوضيح كل ما يخطر في بال أبنائهم ولكن بشكل ودي يرضي فضولهم ولا يشتت انتباههم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©