الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عصبية الأم تقطع أوتار التواصل الأسري مع الأبناء

عصبية الأم تقطع أوتار التواصل الأسري مع الأبناء
20 سبتمبر 2013 21:03
أبوظبي (الاتحاد) - حذرت دراسة تربوية من تعامل بعض الأمهات مع أولادهن، بطريقة تسيطر عليها العصبية في الحياة اليومية، ونبهت إلى الالتزام بالحوار الأسري، وبناء العلاقة بين الأم وأولادها على أساس التفاهم، وأن تسعى لأن يعتادوا على ذلك من الصغر، عبر الجلسات العائلية التي تزيد قدر التفاهم بين أفراد البيت الواحد. وأوضحت الدراسة التي أعدها الباحث التربوي حسين عبدالمنعم أن كثيراً من الأمهات، خاصة العاملات، تضطر الواحدة منهن إلى محاولة السيطرة على زمام أمور البيت أثناء حياتها اليومية مع أولادها، ولا تسمح كثيراً بالحوار، نظراً لضيق وقتها بعد نهاية دوامها في مقابل كثرة الأعباء التي تواجهها في البيت، حتى مع وجود خادمة أو أكثر. واستندت الدراسة إلى أمثلة من الواقع عبر عينات عشوائية، أظهرت أن الأم التي يغلب عليها طابع العصبية في التعامل مع أبنائها، تجدهم «خاصة بمرحلة المراهقة» يميلون إلى تعمد ارتكاب الأخطاء، لأنهم تعودوا منها العقاب إما برفع صوتها أو باتهامهم المستمر أنهم على خطأ، وحتى وإن تطور الأمر أحياناً إلى العقاب البدني أو الحرمان، وبالتالي يحدث لديهم حالة من عدم اللامبالاة، لأنهم ألفوا هذا العقاب، وأصبح بالنسبة لهم أمراً لا يخيفهم. كما ساقت الدراسة أمثلة أخرى، كشفت عن إصابة هؤلاء الأمهات بالأمراض المرتبطة بمسألة الأعصاب وضغط الدم أو على الأقل تعرضها للإصابة بصداع مزمن يضطر بعضهن إلى مراجعة العيادات الصحية، كما كشفت عن حالات عنف متعمد بين الإخوة الصغار، ومحاولة أحدهم تقليد الأم، في محاولة السيطرة على الآخرين، وبالتالي يحدث بينهم الكثير من المشاجرات التي تدفع الأم إلى التدخل لحلها بطريقتها الخاصة. وتطرقت الدراسة إلى غياب دور الأب، في أغلب البيوت التي تكثر فيها عصبية الأم، موضحة أنه إما يكون منشغلاً في عمله أو مل من طريقة الأم وعدم التفاتها إلى ما يتحدث عنه، فيتخذ ركناً بعيداً في بيته أو يبحث عن الهدوء خارجه، لكن الدراسة انتقدت دور هذا الأب ووصفته بالسلبي، وطالبته بالتدخل، والقيام بدور إيجابي، والتوصل إلى حل مع الأم، بإيجاد حوار أسري مع الأبناء، وتوزيع المهام داخل البيت، لينشغل الأبناء ويقل شجارهم، بالإضافة إلى ضرورة حضهم على متابعة دروسهم، وبالتالي يقل الضغط على ربة المنزل، ويتولد لديها شعور تلقائي بأن كل فرد يعيش تحت جدران المنزل، يؤدي دوره، وعلي الجميع التعاون ومساعدة الآخر، من دون اللجوء إلى العنف أو العصبية. واقترحت على الأم زيادة مساحة العلاقة بينها وبين الأبناء، وعدم التعامل معهم على أنهم صغار لا يقدرون على تحمل المسؤولية، وأن كل ما يصدر عنهم من سلوكيات، تصنفه على أنه خطأً يحتاج إلى تعديل، لأن هذا الأمر يجعل من الأبناء شخصيات مهزوزة الثقة، لأنها تعرف مسبقاً أن ما ستقدم على فعله، محكوم عليه بالخطأ. وأوصت الأم العاملة بتوزيع أوقاتها، وعدم الخلط بين المهام، خاصة في حال أنها تعمل بوظيفة صعبة، ودعتها إلى تنظيم وقتها، وتدريب نفسها على نسيان أمورها العملية بمجرد الخروج من باب مكتبها، بالإضافة إلى عدم التحدث عن تلك المهام داخل البيت، وألا تجعل عملها يأخذ من وقتها بعد انتهاء فترة الدوام الرسمية، وشددت الدراسة على خروج الأسرة إلى الأماكن المفتوحة وقضاء بعض الأوقات، ومشاركة الأبناء في اللعب بالحدائق أو المتنزهات العامة، بجانب ممارسة الرياضة، لأنها تقلل الكثير من ضغوط الحياة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©