أكد الرئيس الأميركي باراك اوباما أن بلاده ستواصل مع شركائها في التحالف الدولي استهداف تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق وسوريا، مقراً في الوقت نفسه أن المهمة ستكون صعبة، وأن هذه المسألة لن تحل بين ليلة وضحاها، ومعتبرا في ختام اجتماع في «البنتاجون» مع قادة القوات المسلحة «أن الخبر السار هو وجود توافق واسع في المنطقة، وأيضا بشكل أوسع في العالم أجمع على أن تنظيم داعش يمثل تهديدا للسلام العالمي، ويجب التصدي له».
إلى ذلك، وإذ أظهر استطلاع جديد للرأي أجرته شبكة «سي بي إس» إن 51 % من الأميركيين غير راضين عن تعامل إدارة أوباما مع خطر «داعش» في العراق وسوريا مقابل 40 % من المؤيدين و9 % قالوا إنهم لا يستطيعون تحديد موقفهم.
قال وزير الخارجية جون كيري، «إن تقدم مسلحي التنظيم في مدينة عين العرب (كوباني) السورية الحدودية مع تركيا مأساة، لكن لن تغير استراتيجية الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة على الأمد الطويل».
وقال كيري عشية لقائه المرتقب مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في 14 أكتوبر في باريس لبحث النزاع في سوريا «كوباني مأساة لأنها تجسد شرور داعش، لكن ذلك لا علاقة له بالاستراتيجية، أو الإجراءات الكاملة لما يحدث ردا على التنظيم.
وأضاف «لم يبق أمامنا سوى بضعة أسابيع لبناء التحالف، وما زال يجري توزيع المهام، والهدف الرئيسي لهذا المجهود هو إتاحة المجال للعراق حتى تكتمل حكومته ويبدأ الهجوم المضاد».
وأضاف «إن بلدات أخرى على الأرجح ضعيفة أمام تقدم داعش بينما الجهود التي تقودها الولايات المتحدة في المنطقة ستستغرق أسابيع واشهرا لتعمل».
إلى ذلك، اعتبر خبراء عسكريون أن تحقيق نجاح عسكري حاسم ضد «داعش» يحتاج على الأقل إلى قوات برية أميركية ولو محدودة يمكنها تحديد الأهداف التي يجب استهدافها من الجو، لأن هذا الدور لا تستطيع طائرات الاستطلاع والأقمار الصناعية القيام به وحدها.
بينما رأى مسؤولون آخرون أن تركيز حملة التحالف ما زال على العراق، وأن الهدف من الضربات الجوية في سوريا هو إضعاف «داعش» في بادئ الأمر، ثم تدميرها كلية في نهاية المطاف على المدى البعيد في كلا البلدين.
وقال المتحدث باسم «البنتاجون» الأميرال البحري جون كيربي، «إن ثمة حدوداً لما يمكن أن تحققه الضربات الجوية في سوريا قبل أن تتمكن قوات المعارضة السورية المعتدلة المدعومة من الغرب من اكتساب القوة الكافية لصد داعش»، وأضاف « ليست لدينا الآن قوة على الأرض في سوريا نستطيع العمل معها، وسيتطلب الأمر وقتا قبل نشر قوة برية في سوريا مدربة تدريبا أميركياً»، لافتا إلى أن الجيش سيحتاج إلى نحو خمسة أشهر لإتمام عملية تجميع وفرز أعضاء المعارضة الذين سيشاركون في برنامج التدريب الأميركي».
وقال كيربي «نعرف أن داعش سيواصل الاستيلاء على الأراضي، وسيستمرون في الاستيلاء على قرى وبلدات ومدن، لذا فعندما نصل إلى هناك، ونقول إنه سيكون صراعا طويلا، وسيكون صعبا، وعندما نستيقظ هنا ونقول إن القوة الجوية لن تكون كافية لحسم الأمر، فنحن نعني هذا حقا».
بينما قال باك ماكيون رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي «إن الأدلة تتزايد على أن نهج (العراق أولا) المتركز على الضربات الجوية لا يضعف تنظيم داعش، فهم يستخدمون الملاذ السوري من كوباني إلى بغداد لتحقيق مكاسب».
وقال سونر كاجابتاي من برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، «إن مقاتلي التنظيم سيسيطرون في حالة سقوط كوباني على أكثر من نصف حدود سوريا التي تمتد لمسافة 820 كيلومترا مع تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، والتي قد تواجه أيضا المزيد من الاضطرابات المدنية بسبب عدم تدخلها.
وأضاف «أن أي انتصار للتنظيم في كوباني قد يؤدي إلى تعرض الأكراد لأعمال وحشية على نطاق أوسع على الأرض، وتابع «إذا سقطت كوباني، فإن الصور التي سترد من هناك ستكون مروعة للغاية.
.
سيكون رد الفعل العالمي أقوى بكل تأكيد».
وقال اللفتنانت جنرال المتقاعد جيمس دوبيك الذي أشرف على تدريب القوات العراقية، خلال إدارة الرئيس السابق جورج بوش «نحن نقتصر على ما هو قابل للتحقيق من الجو (في سوريا)، ويجب علينا القبول بأننا سنتعرض لانتكاسات من حين لآخر إلى أن نتمكن من تنفيذ عملية جوية-برية ملائمة».
بينما حذر كريستوفر هارمر وهو طيار سابق، ويعمل الآن محللا في معهد دراسات الحرب من أن تنظيم «داعش» سيعتمد حتى ذلك الحين على تكتيكات لتفادي استهدافه بسهولة من الجو، وقال «القوة الجوية جيدة للغاية في ضرب الأهداف الثابتة، مثل جسر أو مصفاة»، وأضاف «المشكلة التي واجهتها الاستراتيجية حتى الآن هي أن لديك مجموعة من الطائرات التي تحلق في مهام ضد مجموعة من الأفراد المتناثرين وقوات مشاة صغيرة، ومن الواضح أنها ليست فعالة للغاية».
عدد اليوم
