بغداد- ''أ ب'': بات مشروع الكتلة السياسية الجديدة المقترح والمدعوم من واشنطن، على مفترق الطرق أمس بعد أن أكد المرجع الأعلى الشيعي علي السيستاني ''أن وحدة الشيعة هي الأعلى والأسمى''·
وكان أعضاء من الائتلاف العراقي الموحد الذي يتوفر على أكبر كتلة نيابية في البرلمان العراقي، قد اجتمعوا لاستمزاج رأي المرجعية الشيعية العليا بالنجف التي تقاطروا عليها منذ أيام، ويسعى أعضاء في الائتلاف الشيعي الموحد منذ مدة لتشكيل تحالف جديد يضم الأكراد ومجموعات سنية بما يمكن من استبعاد الزعيم الشيعي المثير للجدل مقتدى الصدر الذي يلقي كثيرون على ميليشيا ''جيش المهدي'' التابعة له مسؤولية العنف الطائفي الذي يمزق البلاد· وأكد مشرعون حضروا الاجتماع أن السيستاني الذي لا يشغل منصبا رسميا لكنه يتمتع بنفوذ مطلق وسط الشيعية، قد رفض أي مشروع من شأنه أن يبث الفرقة بين الشيعة، وقال النائب البارز علي الأديب الذي ينتمي لحزب الدعوة ''السيستاني دعم موقفنا بوقوفه موقفا سلبيا من فكرة الكتلة السياسية الجديدة'' مطابقا لموقف ''الدعوة'' الذي يرفض المشروع·
من جهته قال الحسن السنيد احد اعضاء حزب الدعوة الذي ينتمي المالكي اليه: إنه تبلغ أن عقبات تحبط قيام الحلف المقترح، لأن المرجع السيستاني يرفض دعمه مبينا بقوله: ''سنعمل على تقوية الائتلاف العراقي الموحد·
ويقول مراقبون أن موقف السيستاني سيزيد من احباط جهود الادارة الأميركية التي تسعى لاقناع الساسة العراقيين بنبذ المصالح الطائفية والعمل سويا من أجل الوحدة الوطنية، ويعتمد رئيس الوزراء العراقي لحد بعيد على دعم الصدر الذي قاطع ممثلو كتلته المؤلفة من 30 نائبا وستة وزراء، الحكومة والبرلمان احتجاجا على لقاء المالكي بالرئيس بوش في عمان نهاية نوفمبر الماضي·
وتعكس مقاطعة التيار الصدري الخلافات العميقة بين المجموعات المكونة للكتلة الشيعية في البرلمان، حيث أخذ كثير من النواب يعبرون عن استيائهم من تكتيكات الصدر التصادمية، ويعتقد أن السيستاني نفسه محبط من الصدر بسبب مغامراته ضد القوات الأميركية التي جلبت الدمار لمدينة النجف، وعقب لقائهم بالسيستاني زار نواب الائتلاف الشيعي مقتدى الصدر الذي أكد مقربون منه موافقته على فك المقاطعة وعودة نوابه الى جلسات البرلمان والحكومة وتحدثت انباء عن تمسكه بشرط انسحاب القوات الاجنبية قبل انهاء المقاطعة ·
عدد اليوم
