السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التجربة والخلاصة

التجربة والخلاصة
11 فبراير 2017 23:13
لم تستأثر دولة الإمارات عبر تاريخها بالخير لنفسها، ولم تفكر في إنشاء مجتمعها التنموي خارج إطار الأمة العربية، لكنها دائماً وأبداً تمتلك اليد السخية التي تحث على البناء وتعمل من أجل أن تعيش غيرها من الدول في نماء وازدهار، وهو منطق بنبع من الإحساس العميق بقيمة الإنسان، وأنه يستحق أن ينعم بما وهب الله الأرض من خيرات، وقد عاشت المنطقة العربية في رحاب حضارات عريقة أثرت في تاريخ الأمم والشعوب، وساهمت في بناء لبنات راسخة في الحضارات الجديدة. واليوم الإمارات بقيمها وتقاليدها ومشاركتها الحيوية للهم العربي، وحرصها على أن تستعيد الأمة العربية حيويتها الحضارية وعافيتها الاقتصادية، تترجم ما انطبعت عليه من قيم إنسانية نادرة، إذ تتطلع إلى حوار عربي تنموي يساعد المنطقة العربية في صياغة مستقبلها في ظل الموارد الكبيرة التي تمتلكها هذه الدولة، وقد عبر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن طبيعة تغيير المسارات المستقبلية للوضع العربي التنموي من خلال القمة العالمية للحكومات في دورتها الخامسة، والتي تخصص في دورتها الحالية لمناقشة إمكانية استئناف المنطقة لحضارتها، والحقيقة أن المنطقة العربية تحتاج إلى هذا الحوار الشفاف الذي قد يغير مجرى الوضع الإنمائي فيها في ظل استنزاف الموارد العربية، أو ضياعها وتشتتها، أو التغافل عنها، أو عدم القدرة على استثمارها في الوضع الراهن. وأعتقد أن الوقت ملائم جداً للخوض في هذا الحديث إذ إن عالمنا العربي- الذي يمتلك ثروات كبيرة وكثيرة، وقدرات بشرية فذة أضاءت في مناطق كثيرة من العالم- يمضي في طريق والعالم المتقدم يمضي في طريق آخر، ودولة الإمارات استثمرت في كل شيء، في العقول أولاً، وفي كل الموارد المتاحة، ليس هذا فحسب بل إنها اتجهت نحو الابتكار، واحتضنت الأفكار والمشروعات التي من شأنها أن تصنع مجداً حقيقياً، لذا استطاعت أن تقفز خارج الحدود، وتحظى بهذا الاحترام والتقدير بين الأمم، لكن نبل قيادتها الرشيدة، وحرصها على أن تنتعش الأمة العربية، وتستعيد ذاكرتها الحضارية هو الذي سيولد هذا الحوار الحضاري، ويمد هذه الشعوب الغالية علينا جميعاً بالوصفة الغنية التي عمقتها التجربة الحياتية، لكي تعود إلى طريق التنمية الصحيح، ما يولد في النهاية مبادرات تعيد تشغيل الطاقات، وتستثمر في قطاعات كثيرة، لترتقي الأمة العربية من خلال استحداث معايير تنموية جديدة، وهذه التطلعات لا تأتي من فراغ، فالإمارات تمتلك منظومة ذكية في إدارة خدماتها، وتعمل للمستقبل، وتتمنى للشعوب العربية الخير والازدهار والبناء بما يجعل هذا الوطن الكبير أشد تماسكاً، بحيث يستفيد من جميع موارده، وها هو عام الخير يولد لدينا جميعاً أفكاراً من أجل سعادة الآخرين. إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يقدم رؤيته لاستئناف الحضارة في المنطقة العربية بما يمتلك من ثقافة وفكر وتجارب عميقة في الإدارة والحكم والتنمية بوجه عام، وقد أشار سموه عبر تغريداته، إلى أن لدبي والإمارات تجربة عالمية بأيادٍ عربية، وعبّر عن إيمانه بأهمية استئناف الحضارة، وبإمكانية تكرار هذه التجربة في المنطقة، ويقول سموه «لي تجربة شخصية في القيادة والحكم والإدارة، يطالبني العديد من المحبين بسردها ووضع خلاصتها أمام المسؤولين في العالم العربي لاستئناف الحضارة». هذه الروح التي يتحلى بها سموه تعبر عن تجربة قيادية ورؤية عميقة من الممكن أن تسهم في تغيير العرب نظرتهم للمستقبل. محمد عمر الهاشمي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©