الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهرجان دبي السينمائي الدولي··· نافذة عالمية للإمارات

مهرجان دبي السينمائي الدولي··· نافذة عالمية للإمارات
24 ديسمبر 2006 00:33
دبي- محمد الحلواجي: دبي المدينة التي لا يهدأ فيها نبض الحياة العصرية، اختارت أن تتوج تألقها في نهاية عام ،2006 بمهرجانها الدولي السينمائي في دورته الثالثة، فصنعت بحق عرسا سينمائيا استقطب نخبة من أبرز نجوم السينما العالمية بتميز ونجاح عال على مستوى الإعداد والتنظيم، لتشق طريقها في عالم الفن السابع وتصل بخطى ثابتة للمراتب المرموقة التي تحتلها العواصم الفنية العالمية في أرض الفن السابع· عندما أطلقت دبي فكرة المهرجان في ،2004 دهش الكثيرون، وساورهم الشك العميق وقالوا في أنفسهم وبصوت بالكاد أن يكون مسموعاً: هل ستنجح دبي؟ أين دبي وأين السينما؟ فهذا العالم يحتاج إلى أرضية قائمة على صناعة سينمائية راسخة· لكن دبي بحجم ذلك التحدي الذي فاق التوقعات، وهاهي تكرس تظاهرة سينمائية عالمية يفخر بها الإماراتيون والخليجيون والعرب كافة· ألق المهر الذهبي ' سبع ليال وسبعة نهارات وأكثر من 150 فيلما رصدت لها جوائز المهر الذهبية والفضية والبرونزية إضافة لجوائز مالية تجاوزت المليون درهم وتبدّل فيها الحائط الرابع في جدران دور سينما دبي، من شاشة صغيرة أو حائط وهمي، إلى نافذة تطل منها الأفكار والرؤى والتطلعات الإنسانية القادمة من كل آفاق الأرض، لتحول دبي إلى خلية نحل فنية وورشة ثقافية ووجهة سياحية لا تتنافس إلى مع أقصى درجات الرقي والجمال، فرغم حداثة عمره مقارنة بالمهرجانات العربية والدولية العريقة، فإن مهرجان دبي السينمائي الدولي أثبت وخلال سنتين فقط قدرته في الاستحواذ على الاهتمام الإعلامي واستقطاب أطياف متعددة من السينمائيين الكبار والنقاد وعشاق الفن السابع· كتاب السيناريو الإماراتيون في هذا العرس السينمائي يقف السيد عبد الحميد جمعة رئيس المهرجان ليؤكد: ''في السنة الثالثة من عمر المهرجان أضفنا زخما جديدا من خلال استحداث مسابقة الأفلام العربية احتفاء وتقديرا للجهود السينمائية العربية العاملة في ظروف صعبة وإمكانيات إنتاجية هشة وضعيفة· كما استحدثتا مسابقة تحتضن كتاب السيناريو الإماراتيين وتدفعهم في اتجاه الاهتمام والحراك والتعامل الجدي مع هذا الفن الهام والأساسي والمفتقد أيضا في الوعي السينمائي المحلي والعربي بشكل عام· وأعتقد أن مثل هذه المسابقات سوف تشجع صناع السينما الإماراتيين على التواصل المستمر مع المهرجان وتقديم أفلام نوعية وراقية يمكن لها أن تشارك في الدورات القادمة لمهرجان دبي والمهرجانات العربية والدولية الأخرى· بالإضافة إلى ذلك قامت إدارة المهرجان بزيادة أيامه كي تستوعب الكم الكبير من الأفلام المعروضة في الفعاليات الرئيسية والعروض المصاحبة والثانوية، والجديد أيضا تخصيصنا لحدث مستقل يتعلق بسينما الطفل والتجمع التداولي للسينمائيين العرب والمحليين والأجانب للتواصل والاستفادة وتبادل الخبرات الفنية والإبداعية والفكرية''· الارتقاء بالسينما العربية ويضيف جمعة بواقعية فيقول: نحن نكمل دور المهرجانات العربية الأخرى العريقة مثل القاهرة وقرطاج ومراكش، فكل تلك المهرجانات تصب في النهاية في صالح السينما العربية والارتقاء بها، والمنافسة هي ظاهرة صحية لا خوف منها، فهي تدفع كل مهرجان نحو التميز وتطوير الأدوات والخروج بصيغ مختلفة ومبتكرة لكسب السمعة الجيدة والصيت العالمي الذي يروج في النهاية للمكان الذي نشأ فيه المهرجان· ولا ننسى أن المنافسة مطلوبة بحد ذاتها لخدمة صناع السينما العرب، ووضع خيارات متعددة أمامهم للحصول على أكبر قدر من الاستفادة المعرفية والإعلامية''· مكسب الشباب الإماراتي مسعود أمر الله آل علي وجه سينمائي إماراتي معروف كرس جهده ووقته وأحلامه منذ سنوات طويلة كي يشهد الواقع السينمائي الإماراتي والخليجي حراكا يبعث الدفء في روحه، ومسعود الذي اختير مديرا فنيا لبرنامج العروض العربية في مهرجان دبي السينمائي الدولي ومنسقا عاما لمسابقة الأفلام العربية يرى أن ''كل خطوة في الواقع السينمائي الإماراتي مكسب للشباب السينمائي الإماراتي الذي سينضج ويستفيد بلا شك من احتكاكه المباشر بالنجوم والطواقم الفنية السينمائية التي يستقطبها مهرجان دبي''· سوق بوليوود أما السيدة ''شيفاني بانديا'' المدير الإداري للمهرجان فرأت أن '' برنامج المهرجان في دورته الثالثة يعد انعكاسا للبيئات الثقافية المتعددة في دبي، حيث تضم مئات الجنسيات من مختلف أنحاء العالم وخاصة شبه القارة الهندية، لتصبح الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي أحد أكبر الأسواق التي تستقطب ما تنتجه السينما الهندية، مساهمة في ذلك برفد عائدات شباك تذاكر بوليوود بشكل كبير''· سطوة السينما العالمية حضرت هوليوود بتشكيلة هامة من الأفلام مثل ''هوليوود لاند'' الذي دارت أحداثه حول الانتحار الغامض للنجم التلفزيوني ''جورج ريفز'' الذي تألق في دور سوبرمان على مدى بضع سنين· وفيلم ''القرار لكم'' الذي ينتقد الهستيريا التي تجتاح هوليوود كلما اقترب موعد إعلان جوائز الأوسكار· في حين يكشف فيلم ''بلاد الوجبات السريعة'' مخاطر الهامبرجر والبطاطس المقلية· أما فيلم ''الباليهات الروسية'' فيروي قصة الولادة الثانية لفرقة ''دياجيليف'' الروسية الشهيرة لرقص الباليه· واختتمت هوليوود أفلامها في هذا القسم بفيلم ''الفرح القديم'' الذي يدور حول رحلة لإعادة تجديد صداقة قديمة واكتشاف متغيرات العالم· أما حضور السينما الأخرى فتمثل في إيران من خلال فيلم ''زيمستان/ جاء الشتاء'' الذي يشكل قصيدة بصرية حول البؤس واليأس· بينما تمثلت الأرجنتين بفيلم ''إيل كوستوديو/الوصي''· ومن روسيا فيلم ''أوستروف/ الجزيرة''، ورومانيا فيلم ''فوست ساون آفوست/ الساعة 12,08 شرقي بوخارست''· أضواء على المحظورات تألقت الأفلام الوثائقية في المهرجان بمجموعة رائعة من الأفلام التي تتناول أشد القضايا المعاصرة إلحاحاً، عبر أفلام مستقلة تسلط الأضواء بجرأة على الكثير من المحظورات وتكشف حقائق وأسرار غير معروفة للمشاهدين مثل فيلم ''بلادي، بلادي'' الذي قدمته المخرجة الشجاعة ''لورا بواتراس'' والتي أمضت 8 أشهر في العراق· كما قدم المخرج ''آندرو بيريندز'' رؤية أخرى للمشهد العراقي بعد الغزو الأميركي، في فيلمه المتميز ''دم أخي'' متناولا الموضوع من وجهة نظر مختلفة نادراً ما عالجها الآخرون· أما فيلم ''شارع الشهداء'' للمخرجة الكندية ''شيللي سيويل''، فاستعرض إمكانيات التعايش الهشة بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين· كما يشرح فيلم ''خبزنا اليومي'' لنيكولاس جيرهالتر''، أشهر مخرجي الأفلام الوثائقية المعاصرين في أوروبا، الرحلة الزراعية والصناعية المعقدة التي يقطعها الطعام الذي نسد به رمقنا كل يوم بطريقة إبداعية مبتكرة· الفائزون بجوائز المهر الذهبي والفضي والبرونزي في ختام مهرجان دبي السينمائي الدولي أعلنت أسماء الفائزين في مسابقة الأفلام، وشملت جوائز المهر الذهبي والفضي والبرونزي لفئات الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، والأفلام التسجيلية· بالإضافة إلى جوائز مسابقة سيناريو الأفلام القصيرة والمخصصة لكتاب السيناريو الإماراتيين، إلى جانب إعلان الشخصية السينمائية الواعدة من بين صناع السينما الإماراتيين، وفاز فيها وليد الشحي وجائزتها 50 ألف درهم· فاز بجائزة المهر الذهبية لفئة الأفلام الروائية الطويلة فيلم ''بركات'' للمخرجة جميلة صحراوي من الجزائر وقيمتها 50 ألف دولار· وبجائزة المهر الفضية لنفس الفئة فيلم ''فلافل'' للمخرج ميشيل كمون من لبنان وجائزته 40 ألف دولار· وفاز بجائزة المهر البرونزية فيلم ''عليش البحر'' للمخرج المغربي حكيم بالعباس وجائزته 30 ألف دولار· وقام بتسليم جوائز المهر لفئة الأفلام الروائية الطويلة المخرج العالمي أوليفر ستون ورضا بيهي من لجنة التحكيم· وفي فئة الفيلم القصير حاز فيلم ''تمنى'' للمخرجة الفسلطينية شيرين دعبيس على جائزة المهر الذهبي وقيمتها 30 ألف دولار· وفاز فيلم ''صابت فلوس'' للمخرج التونسي أنس الأسود بالجائزة الفضية وقيمتها 20 ألف دولار· كذلك فاز فيلم ''السكت'' بالبرونزية للمخرج الفلسطيني سامح زعبي وقيمتها 10 آلاف دولار· وفي فئة الفيلم الوثائقي فاز بجائزة المهر الذهبية فيلم ''في اتش كحلوشة'' للمخرج التونسي نجيب بالقاضي وقيمتها 40 ألف دولار· وفاز فيلم أمينة للمخرجة اليمنية خديجة السلامي بجائزة المهر الفضية وقيمتها 30 ألف دولار· وفاز فيلم ''أنا التي تحمل الزهور إلى قبرها'' لكل من المخرجة السورية هالة العبدالله والمخرج عمار البيك من سوريا بجائزة قيمتها 20 ألف دولار· وفي مسابقة كتاب السيناريو الإماراتيين فاز سيناريو ''تمباك'' لكاتب السيناريو الإماراتي محمد حسن أحمد بجائزة 50 ألف درهم، تلاه في المركز الثاني سيناريو فيلم ''ياتينا'' للسيناريست يوسف إبراهيم وجائزته 40 ألف درهم· وفاز بجائزة المركز الثالث سيناريو ''الغرشة'' للسيناريست أحمد سالمين وجائزته 30 ألف درهم· وقام بتسليم جائزة السينمائي الواعد والأفلام القصيرة خالد البدور ممثلا للجنة التحكيم، ومسعود آل علي المدير الفني للأفلام العربية بالمهرجان والمنسق العام لجوائز المهر·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©