السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإبراهيمي يزور دمشق غداً ويلتقي الأسد والمعارضة

الإبراهيمي يزور دمشق غداً ويلتقي الأسد والمعارضة
12 سبتمبر 2012
عواصم (الاتحاد، وكالات) - أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، أن المبعوث الأممي العربي الجديد إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي سيتباحث مع الرئيس بشار الأسد خلال زيارته المرتقبة لدمشق ، مشدداً على أن “الأوضاع التي لا تحتمل” يجب أن تنتهي وأن “على الجانبين أن يوقفا العنف”، مشيراً إلى تفهمه لشعور البعض بالإحباط بسبب شلل مجلس الأمن في التعامل مع الأزمة السورية المتفاقمة. وفيما رجح دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن يصل الإبراهيمي لدمشق غداً الخميس، اكتفى أحمد فوزي المتحدث باسمه بالقول إن الأول سيوجه إلى العاصمة السورية خلال أيام مبيناً أنه سيجري لقاءات أيضاً مع مسؤولين حكوميين آخرين وممثلين كبار للمعارضة إضافة إلى رموز للمجتمع المدني. ووسط تحركات دبلوماسية مكثفة تشهدها القاهرة من أطراف إقليمية وغربية، أعلنت الجامعة العربية أن اجتماعاً ثلاثياً بشأن الأزمة السورية سيعقد اليوم بمقر الأمانة العامة يضم نبيل العربي أمين عام الجامعة والإبراهيمي وحمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا، وذلك لبحث أبعاد مهمة الموفد المشترك والتصور الجديد الذي ستنطلق منه في ظل المستجدات والتطورات الحالية بتلك البلاد المضطربة. وبالتوازي، أعلن قصر الاليزيه في باريس أمس أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند استقبل رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري وبحث معه خصوصا الأزمة السورية وتطرقا إلى المبادرات المقبلة داخل مجموعة “أصدقاء الشعب السوري” وكذلك في إطار الاجتماع المقبل للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أواخر سبتمبر الحالي. وغداة إعلان العميد مناف طلاس أرفع ضباط ينشق عن جيش الرئيس بشار الأسد، أن أجهزة الاستخبارات الفرنسية تولت اخراجه من سوريا، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن بلاده ساعدت عدداً من الشخصيات العسكرية السورية على الانشقاق، مشدداً على أن باريس لا تقدم أسلحة للمعارضة السورية وذلك التزاماً بالحظر الأوروبي المفروض على دمشق. وفي عمان، بحث العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مع نائب وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز أمس، التطورات المتسارعة على الساحة السورية، مؤكداً بحسب بيان للديوان الملكي “دعم بلاده لايجاد حل سياسي للأزمة المتصاعدة بما يحافظ على وحدة سوريا وتماسك شعبها ويضع حداً للعنف وإراقة الدماء”. من جهة أخرى، حذرت كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي من أن الصراع في سوريا وصل إلى “مأزق خطير للغاية” كون كلا طرفي النزاع مقتنع بأن الحرب تصب في مصلحته، وحثت المجتمع الدولي وأيضاً المعارضة السورية على إظهار وحدتهم. بينما انتقد زعيم التكتل الليبرالي في البرلمان الأوروبي جاي فيرهوفشتات آشتون بقوله “أعتقد يا سيدة أشتون أن نهجكم غير واقعي على الإطلاق.. إذا كان الديمقراطيات الغربية لا تتحمل مسؤولياتها، فسيتحملها تلقائياً المحاربون متطرفون” حاثاً دول الاتحاد على التدخل في سوريا لحماية المدنيين وخصوصاً من خلال فرض حظر جوي يستهدف الطيران الحربي التابع للأسد. وفي القاهرة أيضاً، أفاد دبلوماسي رفيع أمس، أن مصر والسعودية وتركيا وإيران (الرباعية الإقليمية) ستواصل مشاوراتها للوصول إلى حل للأزمة في سوريا بعد محادثات في القاهرة، بينما ذكرت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية أن طهران أحد حلفاء الأسد القليلين اقترحت توسيع الرباعية لتضم دولتين أخريين هما العراق وفنزويلا. ورداً على لقاء القاهرة الرباعي أمس الأول، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو في مؤتمر صحفي “إن ارادت إيران الإسهام في الاستقرار الإقليمي، هناك عدد من الامور يجب أن تقوم بها أولاً”، مضيفاً “يجب أن تكشف بدقة طبيعة برنامجها النووي، كما يجب أن تحترم قرارات مجلس الأمن الدولي وقرارات مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية”. من ناحيته، قال المساعد الإعلامي لرئيس هيئة الأركان الإيرانية مسعود جزائري إن مسار الحرب في سوريا التي تخوض “حرباً كبيرة تشنها أميركا ودول أوروبية ودول من الجوار” بحب قوله، يقترب من نهايته لصالح الحكومة والشعب. كما شهدت القاهرة أيضاً مباحثات أجراها وزير الخارجية البريطاني وليام هيج الذي وصل إلى العاصمة المصرية الليلة قبل الماضية، تناولت من بين موضوعات أخرى، الأزمة سوريا وتفاقم حدة العنف. وقال الوزير البريطاني في بيان بعد اجتماع عقده مع الرئيس المصري محمد مرسي أمس إن لندن والقاهرة “تعملان في شكل وثيق على قضايا رئيسية في السياسة الدولية، مثل الوضع المرعب الذي يسود سوريا”. ورحب هيج “بالتصريحات القوية للرئيس مرسي حول سوريا” خلال قمة دول عدم الانحياز في طهران والتي أدان فيها نظام بشار الأسد “الظالم”. ودعت موسكو إلى وقف فوري لكل أعمال العنف داعية أطراف النزاع إلى وقف إطلاق النار، وأدانت ما وصفته بـ”الهجمات الإرهابية التي راح ضحيتها أناس أبرياء، بحسب ما نقلت وكالة “ريا نوفوستي” عن بيان للخارجية الروسية. وقال بان كي مون في مؤتمر صحفي بالعاصمة السويسرية برن أمس إن “الإبراهيمي سيعقد قريباً اجتماعاً مع السلطات السورية بما في ذلك مع الرئيس الأسد، وهو سبق أن أجرى اتصالات مع جهات معنية رئيسية” بهذا الملف، دون أن يكشف تفاصيل حول الزيارة المنتظرة. وبدوره أكد المتحدث باسم الإبراهيمي تصريحات كي مون، موضحاً أن الموفد الجديد سيلتقي أيضاً مسؤولين في المعارضة السورية. وقال أحمد فوزي في القاهرة أمس، إن “الإبراهيمي سيتوجه إلى دمشق خلال الأيام المقبلة”. وأضاف “سيلتقي الأسد ومسؤولين رسميين آخرين كباراً، ومسؤولين كباراً في المعارضة إضافة إلى ممثلين للمجتمع المدني”. وتوقع دبلوماسيون في المنظمة الدولية أن يصل الإبراهيمي إلى غداً الخميس. وشدد كي مون بقوله “رغم إننا ربما نشعر بالإحباط والانزعاج من عدم قدرتنا على التعامل مع الوضع في سوريا التي وصلت فيها الأوضاع إلى درجة لا تحتمل..يجب أن لا نبالغ في التشاؤم حيال قوة والتزام المجتمع الدولي وخصوصاً المنظمات الدولية”. ودعا أمين عام الأمم المتحدة “جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى إظهار عقلانية في تحمل مسؤولية مشتركة حيال ما يجري من انتهاكات للحقوق والكرامة البشرية”. وقال بان كي مون “على الدول التي قد يكون لها تأثير على الطرفين ممارسة” ذلك التأثير ويجب أن تعمل من أجل “التوصل إلى حل سياسي يعكس التطلعات الحقيقية للشعب السوري”. وتولى الإبراهيمي منصب المبعوث الأممي العربي إلى سوريا خلفاً لسلفه كوفي عنان الذي استقال بسبب انقسامات في مجلس الأمن حول معالجة الأزمة التي تشهدها سوريا منذ 18 شهراً. وأقر الإبراهيمي الذي وصل القاهرة الأحد الماضي، بأن مهمته “صعبة للغاية”، محذراً من توقع حدوث “معجزات” رغم تعهده ببذل كل ما هو ممكن لخدمة الشعب السوري الذي اعتبره هو السيد الأول والأخير. غير إن التوقعات بأن يحقق الإبراهيمي نجاحاً أكبر من الذي حققه عنان ضعيفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©