الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهرجان وهران السينمائي الدولي الرابع يشهد مشاركات خليجية متميزة

مهرجان وهران السينمائي الدولي الرابع يشهد مشاركات خليجية متميزة
19 ديسمبر 2010 19:50
تعتبر مدينة وهران الجميلة المحاطة بالبحر والجبل العاصمة الثانية في الجزائر، وهي احتفلت مساء الخميس الفائت بالمهرجان الدولي الرابع للفيلم العربي، الذي يمتد من 16 إلى 23 ديسمبر2010، برعاية كريمة من فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، وتنظيم من وزارة الثقافة الجزائرية. تتضمن الدورة الرابعة العديد من الفقرات هي: المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة (13 فيلما) والقصيرة (21 فيلما)، وتكريم لنخبة من الوجوه الفنية، بالإضافة إلى ندوتين: الأولى حول “النقد السينمائي في الوطن العربي”، والثانية حول موضوع “الموسيقى التصويرية في السينما”، كما يحتفي المهرجان بالسينما الخليجية من خلال نافذة تطل على عدد من الأعمال المميزة. مسير ومصير بحضور عدد كبير من المخرجين والممثلين والإعلاميين تم الافتتاح بفيلم “الخارجون عن القانون” للمخرج الجزائري رشيد بوشارب، يحكي الفيلم قصة ثلاثة إخوة مروا بثلاثة مصائر ومسار كفاح واحد، تربطهم علاقة حب عاصفة نحو أمهم ووطنهم: تجند الكبير مسعود في الحرب الهند الصينية، وتدرب على التقنيات العسكرية واكتشف معها كفاح الفيتناميين. أما الأخ الثاني، عبد القادر، فقد ناضل في الحركة السرية وذلك بحكم ثقافتة ووعيه السياسي. في حين أخذ سعيد أمه إلى باريس، لتقيم في حي من الصفيح، ثم انضم إلى الأوساط المهمشة في حي بيغال ليصبح من أثريائه. لكن عند اندلاع حرب التحرير الوطنية، وقد كانت العائلة في باريس حينها، يقوم عبد القادر، المسؤول في فيدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني، بإقناع أخويه ليلتحقا به في المعركة من أجل الاستقلال، فيواجهوا معا جهازا قمعيا كبيرا حيث تظهر المنظمة السرية “اليد الحمراء”، مستقلة في البداية، ثم تخترقها المخابرات الفرنسية وتستغلها. يظهر الفيلم تضامن بعض الشخصيات الفرنسية مع كفاحهم، وقد شارك فيلم الافتتاح لمهرجان وهران من قبل في المنافسة الرسمية في مهرجان كان 2010، وسوف يوزع على قاعات السينما في الجزائر وفرنسا في 22 من الشهر القادم. تكريم المبدعين جرى بعد ذلك تكريم ثلاثة وجوه عربية بارزة في الفن السابع، وهم الفنان الراحل المرحوم العربي زكال والفنانتان: الجزائرية شافية بوذراع، والكويتية حياة الفهد التي اتصلت بالهاتف شاكرة القائمين على تنظيم المهرجان، وقدمت اعتذارها عن الحضور لأسباب خارجة عن إرادتها بسبب مرض شقيقتها. في صباح اليوم الثاني من المهرجان تم عرض عدد من الأفلام القصيرة، منها “سولو” للمخرج علي الجابري من الإمارات، وتحكي قصة الفيلم عن الحزن الذي يصيب الفنان حين لا يجد من يعترف بفنه، والبطل فنان يحب الموسيقى لكنه غير قادر على تحقيق طموحه وشغفه بالموسيقى بسبب عدم الفهم الذي يتلقاه من الجمهور. ومن ليبيا قدم المخرج صالح غودر فيلما يحكي معاناة عائلة من شدة الفقر، ويتمثل في عدم قدرة العائلة على شراء أحذية لأطفالها مما يضطرها إلى فكرة اقتسام (المشاركة) إنها دراما تتمحور حول نتائج الحرب وانعكاساتها على الأبرياء. وجاءت قصة فيلم الكندرجي”السكافي” للمخرج عهد كامل من السعودية، إذ يعود صابر الاسكافي العراقي إلى بيته بعد أسره من قبل قوات الاحتلال لمدة عامين. لكن، وبالرغم من لقائه بنضال زوجته وبمحمود ابنه وعمره خمس سنوات، إلا أن ما أصابه من الأسر ظل يؤثر على حياته. فلسطين كانت هناك من فلسطين ومدينة القدس كانت قصة فيلم “الدرس الأول”، وهو من سيناريو وإخراج وتمثيل الفنانة المتميزة عرين العمري، العمل يتحدث عن سلمى التي تعاني قسوة الحياة بسبب الاحتلال فتقرر أن تسافر إلى باريس لإكمال دراستها وتبدأ حياة جديدة، لكن في الدرس الأول لها تقع خلال الدرس الأول في الجامعة أسئلة محورية: من أنا؟ من أين جئت؟ ما يعني بلدي بالنسبة لي؟ وقد جرت كل هذه التساؤلات عندما أشارت على الخريطة عن موقع بلدها فلسطين وعاصمته القدس. ومن تونس قدم المخرج الشاب أمين شيبوب عمله “هوس” حيث ينتقل هادي وهو شاب في عقده الثالث إلى شقة قديمة، بعدها يكتشف أن حياته بدأت تتغير رأسا على عقب. خيال خليجي أما في عروض الفيلم الطويل فقد شهد اليوم الأول فيلم “عقارب الساعة” من قطر للمخرج خليفة المريخي، وهو عمل جميل تناول فيه الأسطورة التي تعود إلى بداية القرن العشرين وتقع في قرية صيادين في شمال قطر. إنها قصة رجل يدعى عتيق بن بارود، نجا من غرق سفينة بصحبة رضيع نائم بداخل صندوق. يربي عتيق الطفل سعد حتى يكبر الصبي ويكتشف بعد ثلاثين سنة العلاقة السرية التي كان أبوه يقيمها مع جني يعلمه مع ثلاثة أصدقاء له فن “الفجيري” الموسيقى الصوتية لصيادي اللؤلؤ العرب والفرس. وبرغم العقد المبرم مع الجني، قاموا بإفشاء السر فيعاقبهم الجني باستثناء عتيق. يتراوح الفيلم بين الشعري والخيالي وفيه لمحات اكتشاف لعالم صيادي اللؤلؤ في الخليج العربي وأساطيرهم وتعابيرهم الفنية. كما يقترح خليفة الموريخي مبادرة جميلة لإبراز التراث الشعبي غير المادي الذي يستحق أن يعرف ويشتهر. وقد كان لعرض هذا العمل الجميل، بقصته وإخراجه وأداء ممثلييه، إعجاب شديد لدى الحضور الكبير المتواجد رغم البرد القارس في مدينة وهران لكنه لم يمنع محبي السينما من التواجد. وفي نهاية اليوم الثاني جرى عرض فيلم “حراس الصمت” من إخراج سمير ذكرى من سوريا، وقد تلقى الفيلم انتقادات من الحضور نقاداً ومشاركين وجمهوراً، حيث اعتبر البعض أنه لم يكن موفقا لا من حيث الخيط الذي يربط مجريات الأحداث، ولا لجهة التصوير والتقنيات المصاحبة. حضور إماراتي تجسد حضور الإمارات في المهرجان بأعمال متعددة، بين الفيلم الطويل والأفلام القصيرة، وحول ذلك يقول المخرج عبد الله حسن أحمد: “أنا في لجنة التحكيم، وأرى أن مشاركة الإمارات، والدول الخليجية عموماً، كانت مؤثرة، وقد أظهرت ما تتمتع به الأعمال الخليجية من قبول وتمايز على المستوى العربي، وهذا يدل على أن للسينما الخليجية، والإماراتية خاصة، صيتاً جيداً في البلدان العربية، وهذا ما جعل أعمالنا موجودة هنا في مهرجان وهران. وأنا يسرني أن أكون موجودا في لجنة التحكيم، وأتمنى أن أكون على قدر هذه المسؤولية، وأن أكون عضوا جيدا ومفيدا في تقييم المسابقة”. حول التحكيم وكيف يتم اختيار العمل الأفضل يشرح المخرج الشاب عبدالله حسن، قائلا: “اليوم كان اجتماع للجنة التحكيم برئاسة الأستاذ رشيد بوجدرة، نحن نشاهد العروض وبعد كل عرضين تكون لنا جلسة للمناقشة حتى اليوم قبل الأخير، ثم تتم مناقشة الجوائز المعروضة للفائزين من بين 13 فيلما ونتفق على الأفضل: في جائزة أفضل فيلم، وجائزة أفضل مخرج، وجائزة لجنة التحكيم. أعتقد أن من شأن وجود ثلاث جوائز أن يسهل علينا الاختيار، ويمكننا من أعطاء الأفلام المشاركة حقها، هذا شيء جيد ولا أعتقد أن الموضوع صعب، خاصة أن الأسماء الموجودة في لجنة التحكيم كبيرة، وأنا أصغر واحد فيهم. إن شاء الله سيكونون منصفين لأن الأفلام الموجودة متنافسة وقوية”.
المصدر: وهران
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©