السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإبداع يتحدى الإعاقة؟

الإبداع يتحدى الإعاقة؟
8 مارس 2009 04:09
هل يمكن أن يكون الشخص المعاق نابغاً؟ بالطبع يمكن ذلك فهناك طفل معاق يبدع في الرسم لدرجة انه يرسم لوحات غاية في الابداع والروعة تفوق بكثير لوحات أقرانه من الاصحاء، وايضا هناك من يبدع في المشغولات اليدوية، فالأمر يتوقف على دورنا نحن كأسرة ومدرسة ومجتمع في تنمية قدرات ومواهب هذا الطفل المعاق حتى نأخذ بيده للابداع والابتكار· ومن معجزات الله سبحانه وتعالى أن خلق البشر مختلفين، ولكلٍ مميزاته الخاصة التي ينفرد بها وسط أقرانه، فإذا قدر تعالى أن يسلب احدا بعض القدرات فإنه بكل تأكيد قد أودع فيهم العديد من القدرات الأخرى التي تمكنه من النجاح والتميز في مجالات عديدة· والمطلوب من الأسرة والقائمين على تربية المعاق البحث عن نقاط التميز في هذا الطفل والتدخل المبكر للحيلولة دون تفاقم الإعاقة، للوصول بالطفل لأقصى درجات الاستفادة من قدراته خاصة في المجالات المتوافقة مع ميوله· والعبء الاكبر في ذلك يقع في المقام الاول على الوالدين، فلابد من معاملة الطفل المعاق على انه انسان يمكنه المساهمة في تنمية المجتمع، فلابد من الدمج الكامل له داخل المحيط الأسري وبين الأهل والأقارب والأصدقاء ولابد من مساعدته دائماً في تنمية مهاراته ومواهبه والخروج به للتنزه في الحدائق والأماكن العامة حتى يختلط بالآخرين ونخرجه من حالة العزلة التي - للأسف- يظن بعض الآباء والأمهات انها تريحهم من عناء التنقل بهذا الطفل المعاق خوفا من تعرضه للاحراج أو نظرات الشفقة والعطف من الآخرين· ولابد ايضا ان يشاهد الطفل المعاق برامج الاطفال ويتصفح ''الانترنت'' ويمارس اللعب فلابد أولاً من تقبل الطفل المعاق واحترامه والاعتراف بإعاقته وعدم الخجل من انتمائه للأسرة والتعامل معه بصبر واحتساب وطلب الأجر من الله في الإحسان إليه· ومن افضل الطرق في التعامل مع الطفل المعاق هو التعامل معه على انه انسان عادي، فمن غير الصحيح أن يشعر في معاملته بشيء من الخصوصية خلافاً لباقي إخوته فلا نفرط في تدليله· وعلى الجانب الآخر فإن القسوة والعنف مع الطفل المعاق قد يؤديان الى ردود فعل اكثر قسوة وعنفا فمثلا انا شخصيا أعرف أماً لها طفل معاق تعنفه بشدة وتقسو عليه، فلا تتخيل ردة فعله؟ إنه ينتظر نوم والدته ليقوم بسكب كل ما في الثلاجة على ارضيات وأثاث الشقة وعندما قصت علي ذلك اوضحت لها ان طفلها يرغب في الانتقام منها ردا على عنفها تجاهه فهو يرغب في أن يؤذيها ويؤلمها كما تفعل معه بالضبط لدرجة انه يقابلها الضرب بالضرب والسب بالسب· لذا أنصح أي أم رزقت بطفل معاق بنبذ العنف والقسوة في تعاملها مع طفلها، فهذا الطفل يحتاج تنشئة اجتماعية بطريقة معينة، لأن الطفل غير المعاق ترسم له خطى ثم تتركه لكن المعاق يحتاج دائما الى يد تمتد اليه كي تساعده· ومن الخطأ الشديد ان تقارن الام دائما بين طفلها المعاق وبين اقرانه غير المعاقين سواء من اخوته او اقاربه او اصدقائه، فهذا الامر يؤلمه كثيرا ويسبب له جروحا قد تكون لها آثار سلبية تظهر في وقتها أو مع مرور الزمن· ومن الأفضل أن يكون هناك مبدأ الثواب والعقاب تجاه افعال الطفل المعاق فسلوكه الطيب يجب ان يقابل بهدية أو إشادة ومدح فهذا يرفع من روحه المعنوية ويشجعه دائما على ان يكون مطيعا فعلينا ان نحرص دائما على ان ندخل الفرحة والبهجة على نفس الطفل المعاق· سميرة سالم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©