الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وصلات مفرطة في أدمغة مراهقي التوحد

وصلات مفرطة في أدمغة مراهقي التوحد
9 أكتوبر 2014 22:50
شغل اضطراب طيف التوحد العلماء والباحثين وكثير من المراكز البحثية المتخصصة في جميع أنحاء العالم طيلة العقود السبعة الأخيرة، بحثاً وراء تفسير علمي محدد للعوامل المسببة لهذا الاضطراب. هناك أبحاث عدة تجرى بتمويل من هيئة الدواء والغذاء الأميركية على الأطفال الأميركيين المصابين بطيف التوحد، والنتائج المبدئية مبشرة، لكنها ليست حاسمة، ولا تزال في طور انتظار النتائج النهائية. أدمغة الأطفال كان من بين هذه الجهود دراستان حديثتان تشيران إلى أن أدمغة الأطفال الذين يعانون التوحد، فيها عدد من الوصلات الدماغية يتجاوز ما هو طبيعي، وأن هذا قد يكون السبب فيما يعانيه الأطفال من صعوبات اجتماعية. هذه النتائج تتحدى الاعتقاد الحالي في أن أدمغة مرضى التوحد من الأطفال ذات وصلات عصبية أقل مقارنة مع أدمغة الأطفال العاديين. ويذهب معدو الدراسة إلى أن النتائج يمكن أن تؤدي إلى طرق جديدة للتحري عن التوحد مبكراً، وإلى طرق معالجة جديدة. الدكتور كاوستوبه سوبيكار، من كلية الطبّ بجامعة ستانفورد الأميركية، يقول :«تُعالج دراستنا واحدة من أهم المسائل إثارة للجدل في مجال أبحاث مرض التوحد». ويضيف: «لقد استخدم الباحثون قاعدة بيانات لتصوير أدمغة الأطفال، ووجدوا أن أدمغة الأطفال الذين يعانون التوحد ذات وصلات دماغية مفرطة، وأن الذين لديهم أكبر عدد من الوصلات الدماغية يواجهون أكثر حالات الخلل الاجتماعي شدة». أما الدكتور رالف أكسل مولر، من جامعة ولاية سان دياجو الأميركية أيضاً، فقد أشرف على الدراسة الثانية، واكتشف فريق الباحثين وصلات دماغية مفرطة في أدمغة المراهقين الذين يعانون من التوحد، خصوصاً في مناطق الدماغ التي تتحكم بالرؤية. كما وجد الباحثون أيضاً أن شدة أعراض التوحد ترافقت مع عدد الوصلات العصبية الخاصَّة بالجهاز البصري عند الأطفال الذين لديهم أعراض أكثر شدة ، وقد يساعد قياس مستوى الوصلات، في تلك المناطق من الدماغ على عملية تشخيص مرض التوحد، والتي تعتمد حالياً على المعايير السلوكية». ويرى الباحثون أن اختلالاً في توازن نشاط الدائرة الكهربائية الخاصة بالدماغ شوهد عند مرضى الصرع أيضاً، مما قد يفسر لماذا يعاني العديد من مرضى التوحد من مرض الصرع كذلك. وانطلاقاً من تلك الملاحظات قد لا يكون مستبعداً إلى حد كبير توقع أن تكون الأدوية المستخدمة حالياً في معالجة الصرع ذات فائدة في معالجة مرض التوحد». يوجد أيضاً دراسات محدودة جداً دلت على أن نسبة عنصر الماغنيسوم قد تكون أقل في الأطفال المصابين بالتوحد، لذلك شاع استخدام كميات عالية منه في علاج أطفال التوحد إلا أنه يجب أيضاً الحذر من الاستخدام المفرط ولمدة طويلة بالذات عند عدم وجود أي تحسن ملموس ومتواصل عند الطفل المعالج. تعلم المهارات من الدراسات الجديدة المهمة أيضاً ما قام به الدكتور ليونارد كامبس، استشاري في معهد سكرامنتو للعلاج الفيزيائي والصحة العقلية، وآخرون، في ولاية كاليفورنيا الأميركية، عن «فاعلية تعليم المهارات الاجتماعية للأطفال ذوى التوحد في زيادة وتسهيل التفاعل الاجتماعي مع أقرانهم في الفصول المرحلة الأولي». وتهدف الدراسة، التحقق من فاعلية استخدام المهارات الاجتماعية في تسهيل و زيادة التفاعل الاجتماعي. وتمثلت المهارات الاجتماعية في تدريب الأطفال ذوي التوحد وأقرانهم العاديين على الانضمام إلى مجموعة واحدة والحفاظ على التفاعل داخل المجموعة من خلال تبادل التحية مع الآخرين، والحديث عن موضوعات متنوعة وإبداء المجاملات الاجتماعية في المواقف المختلفة، واستخدام مهارات الطلب والمشاركة، وطلب مساعدة الآخرين والاندماج معهم في الأنشطة. وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج، أهمها أن هناك تحسناً في التفاعل الاجتماعي للأطفال التوحديين، وفي استجابة الأطفال والأقران كل منهم للآخر، كما استمر التحسن في التفاعل عند متابعة الأطفال من خلال ملاحظة سلوكهم، وتزويدهم بالتغذية الراجعة على الأداء الاجتماعي أثناء اللعب الجمأبوظبي (الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©