الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عز الدين إبراهيم يقترح: جائزة عالمية باسم زايد

23 ديسمبر 2006 01:38
أجرى الحوار- عبدالحي محمد: شهر ديسمبر من كل عام هو شهر توزيع الجوائز في العالم، ومنذ أيام كرم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الدكتور عزالدين إبراهيم المستشار الثقافي بوزارة شؤون الرئاسة والذي عمل مستشاراً ثقافياً للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' والمدير السابق لجامعة الإمارات ضمن المكرمين العشرة الذين فازوا بجائزة أبوظبي في عامها الثاني· وثمن الدكتور عز الدين إبراهيم هذا التكريم الكبير من سمو ولي عهد أبوظبي مؤكداً في حوار لـ ''الاتحاد'' أن الدولة بقادتها ''حفظهم الله'' قدمت للمكرمين خدمات أعظم بكثير مما قدموه لها، وأن الجائزة نافعة جداً في حفز الهمم للعمل الدائم المخلص لخدمة المجتمع· واقترح الدكتور عز الدين إبراهيم إنشاء جائزة عالمية باسم الشيخ زايد تخلد اسمه في التاريخ على غرار جائزتي نوبل والملك فيصل العالميتين حيث إن الخدمات التي قدمها للعالم جليلة، وتخوف أن تزداد المشاغل والشواغل في الدولة، ونغفل عن استحقاق هذا الرجل العظيم في تخليد إسمه في التاريخ بأعلى مستوى· وأكد أن الشيخ زايد ''رحمه الله'' في حواراته الشخصية معه إهتم بجائزة عالمية لمكافحة الأوبئة والأمراض المستعصية وأخرى للعدالة· كما قيم الدكتورعز الدين إبراهيم في الحوار الجوائز الموجودة في الدولة مؤكداً فائدتها لكنها لاتغني عن الجائزة العالمية· وإلى نص الحوار: س: كنت أحد المكرمين بجائزة أبوظبي·· ماهو شعورك بعد التكريم وما رأيك في الجائزة؟ ج: حرصت اللجنة المنظمة لجائزة أبوظبي على الاحتفاظ بعنصر المفاجأة، فلم يعرف أحد من المكرمين باختياره إلا قبل الحفل بأيام قليلة، ولابد أن اللجنة اعتمدت على معايير معينة في الاختيار، منها تجميع ترشيحات من الجمهور، وقد علمنا أن هذه الترشيحات بلغت أكثر من 50 ألف شخص قبل أن يستقر الرأي علي اختيار عشرة منهم، ولاشك أنني سررت بذلك، فقد عشت في مجتمع الإمارات أكثر من خمسة وثلاثين عاماً، فإذا قيل لي بعد هذه المدة الطويلة أحسنت، فلابد أن أطأطئ الرأس، وأقول أولا الحمد لله، وثانياً الشكر لكم، غير أن الإحساس الأعمق الذي شعرت به، وعبرت عنه للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله راعي الجائزة، بأن المكرمين في نظر الجائزة قد قدموا خدمات للمجتمع والدولة، ولكنهم يعلمون علم اليقين أن الدولة قد قدمت لهم خدمات أعظم بكثير مما قدموه، فهذه الدولة قدمت لنا الأمن والأمان والاستقرار، حيث حرمت دول كثيرة عربية وغير عربية منها، ولكن السياسة الرشيدة للمغفور له الشيخ زايد قد حققت لهذه الدولة ما لم يتحقق تماماً في غيرها، كما قدمت لنا هذه الدولة الخدمات الشاملة في التعليم والطبابة والإسكان والمعيشة في مدن هانئة مزودة بأسباب الراحة، وقدمت لنا نموذجاً ناجحاً في الوحدة بين العرب، حبذا لو نقلت بحذافيرها إلى الدول العربية الأخرى التي تكافح بإخلاص من أجل التقارب والاتحاد ،وأخيراً حققت لنا هذه الدولة الفخر حيثما ذهبنا في أي مكان في العالم، فإذا قلنا نحن من الإمارات احترمنا الناس، وعلموا أننا في دولة الاستقرار، والتنمية، وتحقيق الرفاهية، وحسن العلاقة مع جميع الدول القريبة والبعيدة، ولذلك ينبغي أن ننظر إلى خدمات المكرمين على أنها تعبير عن الامتنان للدولة التي قدمت لهم خدمات أكثر، ومميزات أعظم، والدولة ليست مجرد كيان دستوري، بل إنها كيان له قادة ومن الوفاء لهؤلاء القادة أن نقول لهم أحسنتم، وأؤكد أن الجائزة نافعة جداً في حفز الهمم للعمل الدائم المخلص لخدمة المجتمع، وهي تبادل للمودة والعرفان والتعاون بين الحاكم والمحكوم، فبهما معاً ينهض المجتمع· جوائز الإمارات س: ما رأيك في جوائز دولة الإمارات وما هو تعليقك عليها ؟ ج: إعطاء الجوائز في طبع العرب، ولهم مجالات مختارة، فقد قال ''النبي صلى الله عليه وسلم'' ''لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر'' أي تحصل المسابقة بصورة مرغوبة في مهارات الرماية، وركوب الخيل، والهجن، كما إعتنى العرب بإجازة الشعراء المتفوقين، وخلع ''النبي صلى الله عليه وسلم'' بردته هدية لكعب بن زهير حينما قصده في المدينة بمدحته المشهورة التي تبدأ بقوله: ''بانت سعاد'' وفيها قوله: ''إن الرسول لنور يستضاء به··· مهند من سيوف الله مسلول''· واعتنت دولة الإمارات حكاماً ووزارات ودوائر ومدارس بتقديم الجوائز، ومازالت وإن شاء الله لا تنقطع لها في هذا الأمر عادة، ومن الجوائز المعروفة في هذه الدولة حسب التسلسل التاريخي جائزة الشيخ راشد بن حميد للثقافة والعلوم من عجمان ،1983 وجائزة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم للتفوق العلمي ،1987 وجائزة سلطان العويس الثقافية ،1988 وجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وجائزة الشيخ خليفة للمعلم وجوائز الدولة التقديرية، كما توجد جوائز باسم الشيخ زايد ولكنها تدار من قبل مؤسسات دولية منها جائزة زايد للتراث الشفوي وتديرها منظمة اليونسكو، وجائزة زايد للصحة أو جائزة الإمارات للصحة وتديرها منظمة الصحة العالمية، وجائزة زايد العالمية للبيئة، وجائزة الشارقة لحفظ اللغات القديمة من الاندثار وتديرها اليونسكو، وجوائز سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم إضافة إلى جوائز محلية كثيرة منها جوائز معارض الكتب والمدارس وهي لاحصر لها· تعزيز س: هل تعتقد أن هذه الجوائز كافية ؟ ج: بكل تأكيد فإن الإمارات متميزة بالجوائز، ولكنها مازالت تحتاج إلى تكملة لأن كثرتها ملحوظة في المجالات المحلية، أما في المجالات الإقليمية والعالمية فهي تحتاج إلى تعزيز، والذي أريده وألح عليه هو ضرورة الإعلان عن جوائز عالمية بإسم طيب الذكر المغفور له الشيخ زايد بمستوى يشابه مستوى جائزة نوبل في الغرب وجائزة الملك فيصل في العالم الإسلامي، وليس بسر أن أذكر أن هذا الأمر قد بحث في الجهات المعنية في الدولة منذ عام ،1972 وتكثف البحث في أواخر الثمانينات حيث قدمت عدة مقترحات إلى الشيخ زايد، وكتبت في هذا الموضوع تقارير وأبحاث، وتحدثت فيه مطولاً مع الشيخ زايد شخصياً والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد على وجه الخصوص، ولكن مشاغل الدولة كثيرة، كما أن الشيخ زايد بحكم طبيعته لم يكن يهتم بالدعاية لشخصه، ولكم قدمت له تقارير عن أعماله الخيرية في جميع أنحاء العالم فلم أسمع منه إلا عبارة ''الحمد لله على التوفيق''، وكنت أتبع ذلك بسؤال طبيعي وهو هل أعلن ذلك لوسائل الإعلام فيقول عادة ''هذا ليس مهماً''· رأي الشيخ زايد س: وماهي الجوائز التي اهتم بها الشيخ زايد في أحاديثه الشخصية معك؟ ج: من مشروعات الجوائز التي اهتم بها رحمه الله جائزة الأبحاث المتعلقة بمكافحة الأوبئة والأمراض المستعصية، ويقصد بها الجانب التطبيقي في الأبحاث الطبية حيث إن كلا من جائزة نوبل والملك فيصل اهتمتا بالأبحاث الطبية الأكاديمية البحتة حتى لو كانت موغلة في الجانب الأكاديمي النظري، ولم تتخصص في التطبيقات العلمية لهذه الأبحاث، ومن الأمثلة لذلك أن الدكتور سولك salk قد رشح اسمه لجائزة نوبل للطب بوصفه صانع طعم شلل الأطفال لكنه لم يحصل على الجائزة لأن جهده تطبيقي وليس بحثاً علمياً أكاديمياً، ومثل سولك هذا يتهم به مشروع جائزة مكافحة الأوبئة العالمية، والأوبئة الفتاكة والأمراض المستعصية في العالم مازالت كثيرة مثل الإيدز والسرطان والملاريا وإنفلونزا الطيور، وهناك أمراض ظن الناس أنها انقرضت لكنها عادت وبشكل أكبر مثل الطاعون والجدري وما خفي في علم الله أعظم، ولنا أن نتصور جائزة تسمى جائزة الشيخ زايد لمكافحة الأوبئة والأمراض المستعصية، ألا تكون ذات تأثير إيجابي في العالم كله بجميع قاراته، ويذكر معها إسم الرجل الذي اهتم بمصائب الناس، وأذكر حديثاً مع الشيخ زايد في نهاية الثمانينات حيث تعرض لمواقف الدول من القضايا العالمية وكيف أنها لا تتصف بالعدالة والإنصاف والموضوعية بل تتصف بالتحيز والظلم في كثير من الأحيان، وقال يومها بجائزة للعدالة منها ما يتعلق بحقوق الإنسان ومنها ما يتعلق بحقوق الدول مؤكداً أنه بدون عدالة لن يتحسن العالم، وقال رحمه الله ذلك بصدق وحرارة، وهو في هذا القول معني بإشاعة السلام في العالم ولا تحركه عقدة ذنب كتلك التي حركت نوبل مخترع الديناميت الذي وهب ماله كله لجائزته تكفيراً عن المصائب التى سببها اختراعه للديناميت واستخدامه في الحروب، كما لم تكن تحركه أية رغبة دنيوية أخرى· س: كيف كان ينظر الشيخ زايد لهذه الجوائز من ناحية أهميتها والمستحقين لها ؟ ج: كان الشيخ زايد رحمه الله منتبهاً تماماً إلى أهمية الجوائز العالمية بدورانها حول موضوع يهم العالم كله، وبانفتاحها على جميع المستحقين لها من محليين وإقليميين وعالميين، وتخصيص عائد مالي متميز للفائزين فيها، وقصر الاستحقاق لها على علية المفكرين والعلماء لأصحاب الإنجازات الكبيرة، مع الحرص على عدم تكرار ماهو موجود من الجوائز الأخرى، وإذا قدر للمعنيين في الدولة تحقيق هذه الرؤية فإن الاتفاق على موضوعات جائزة الشيخ زايد سهل، وبغير تقيد بما سبق التفكير فيه، وبتشاور جيد بين ذوي الخبرة· جائزة زايد للكتاب ممتازة سألت الاتحاد الدكتور عز الدين ابراهيم عن رأيه في جائزة الشيخ زايد للكتاب بهذا الغرض خاصة أن جوائزها المالية كبيرة · وأجاب قائلا: جائزة زايد للكتاب ممتازة ونافعة لاشك خاصة بانفتاحها عربياً وعالمياً، ولكنها تأتي على هامش أعمال معرض محلي للكتاب، وبالتالي فإن صفة العالمية قد لا تتحقق فيها، وأملي أن يكون للشيخ زايد جائزة بمستوى جائزتي نوبل والملك فيصل، وأن لا يستمر التركيز على فتائت الجوائز مهما تبدو مفيدة ولامعة، إذ أن الخلود الحقيقي للجوائز الكبرى ذات الطابع العالمي والموضوعات المتميزة التى تستحوذ على اهتمام العالم كله· أكبر من أي تقدير مادي سألت ''الاتحاد'' الدكتور عز الدين إبراهيم عن القيمة المعنوية والأدبية والمادية لجائزة أبوظبي، فقال: القيمة الأدبية لجائزة أبوظبي أعظم بكثير من أي تعبير مادي، وقد تسلم كل فائز وسام الاستحقاق بتوقيع سمو ولي عهد أبوظبي، كما تسلمنا نموذجا فنيا يرمز إلى الجائزة ، مصنوع بكيفية تجعله لائقا للعرض في المكاتب والمنازل، وقد حضرنا حفلا رائعا حسن التنظيم ، دعي إليه عدد كبير من كبار الشيوخ والوزراء ورجال المجتمع ، وأذيع الحفل بالصوت والصورة من قناتي أبوظبي والإمارات، وبهذا تكون الجائزة مكتملة ولا ينقصها شيء· أسباب شهرة نوبل و فيصل عن أسباب شهرة جائزتي نوبل والملك فيصل أشار الدكتور عز الدين إبراهيم إلى أن جائزة نوبل بدأت 1895 ونالت صيتاً عالمياً قوياً بسبب صرامة معاييرها، وفوز عمالقة بها مثل إنشتاين وماركوني، وتقوم المؤسسات العلمية في السويد باختيار فائزيها في فروع الكيمياء والفيزياء والطب والأدب، ويقوم مجلس النواب في النرويج باختيار الفائز بجائزة السلام التي خلت من التفرقة العنصرية، كما أن القيمة المالية لجائزة نوبل في تزايد لاعتمادها على أوقاف، كما تعهد البنك السويدي بقيمة الجائزة السادسة (الاقتصاد)، أما جائزة الملك فيصل فكتب لها البقاء لأنها ضربت بسهم في متطلبات العلوم العصرية، وبسهم آخر في متطلبات الدين الإسلامي والأدب العربي، وتتبع نفس المعايير العلمية الصارمة التى تتبعها جائزة نوبل في العلوم الطبيعية وفاز بها أسماء لامعة في الطب والأدب العربي وخدمة الإسلام كما أن قيمتها المالية في تزايد· دوائر معارف للجوائز يصل عدد الجوائز في العالم إلى 2000 جائزة في 60 دولة وموزعة على 150 موضوعاً، كما توجد دوائر معارف وقواميس حول الجوائز العالمية أشهرها قاموس الجوائز العالمية world Dictionary of awards and prizes.
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©