الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

زيارات لها دلالات

12 سبتمبر 2012
فجأة ومن دون مقدمات أصبح منتخبنا الذي شارك في الألعاب شبه الأولمبية في لندن محط أنظار المسؤولين وموضع اهتمام وسائل الإعلام خاصة التلفزيونية وكذلك المعنيين بالشأن الرياضي الذين أصبحوا يقضون ساعات طويلة أمام القنوات التي كانت تنقل الحدث. ففي الوقت الذي أخفق مشاركونا من غير المعاقين، حققت مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة إنجازاً غير مسبوق بثلاث ميداليات (ذهبية العرياني وفضية وبرونزية القايد) وحصولنا على الترتيب الـ 46 عالمياً والخامس عربياً والأول خليجياً، وهو إنجاز غير مسبوق حققه فرسان الإرادة بالتفاف المسؤولين ودعم الرعاة الذين أيقنوا التزاماتهم المجتمعية في بادرة تكاد تكون الأولى في رعاية منتخبات غير كرة القدم أو المنتخبات الأخرى ولم تكن الرعاية من باب الشفقة على هذه الفئة التي أثبتت أنها الأقدر على التمثيل وتحقيق الإنجاز في محفل دولي بمستوى الأولمبياد. جاءت الزيارات والمتابعات لشحذ همم رياضيينا من ذوي الإعاقة لتعويض إخفاقات الأسوياء الذين هيأنا لهم من الإمكانات ما لم نوفره لهذه الفئة ورسمنا في مخيلتنا إنجازات وأن نعتلي منصات التتويج ورفع علم الإمارات وعزف نشيدها الوطني إلا أننا أخفقنا بدرجة امتياز وأوجدنا الأعذار لتبرئة ساحة المقصرين من الرياضيين ومجالس إدارات الاتحادات المعنية وليتها كذلك فقط، بل تبادلنا السهام التي عادة لا تنطلق إلا عقب الإخفاقات المدوية كعادتنا المألوفة. جاءت الزيارات تباعاً من أعلى هرم القيادة لبعثتنا المشاركة في ألعاب أولمبياد لندن، فكانت زيارة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة نصير رياضيينا من ذوي الإعاقة لتهنئة البطل عبدالله العرياني صاحب ذهبية الرماية وتحفيزه على مواصلة إنجازه في بقية مشاركاته، وكذلك الآخرين والتي أثمرت فوز محمد القايد بفضية وبرونزية الكراسي المتحركة، كما للدعم المتواصل من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذى أوصل فرسان الإرادة إلى منصات التتويج هنا وفي المواقع الأخرى. وكانت زيارة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي قبل البطولة للوقوف على حالة اللاعبين النفسية بعد أن اطمأن على إعدادهم الفني حافزاً مهماً لتحقيق إنجاز لرياضة الإمارات، وكان نجومنا عند حسن ظن سموه بهم وحققوا ما توقعه لهم قبل الانطلاقة وهو بذلك زرع فيهم الأمل وحصد بهم إنجازا غير مسبوق. ثم توالت الزيارات واختتمها معالي محمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي الذي هنأ الأبطال وأشاد بدور القيادة واهتمامها بهذه الفئة من خلال التشريعات التي يقرها المجلس لهذه الشريحة من المواطنين أسوة بغير المعاقين من المواطنين والرياضيين ورغباتهم الصادقة في تحدي إعاقتهم الجسدية في تحقيق مجد لهم ولرياضة الإمارات التي تفخر بهم بعد أن حققوا لها هذا الإنجاز الأولمبي غير المعهود، وبقي أن نشيد بجهود رئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد الذين زرعوا الحب والإخلاص والتفاني في نفوس أبطالنا الذين بادلوهم حصادا غير مألوف. زيارات متعاقبة وكلها ذات دلالات على أن القيادة الرشيدة وكل أبناء الإمارات يدعمون من يستحق الدعم ويقدرون من يحقق للإمارات تفوقها في أي محافل رياضية أو سواها، فكل أبناء الإمارات محل تقدير من القيادة وكل إنجازاتهم موضع تقدير. فهل يدرك رياضيونا دلالات هذه الزيارات ويحرصون على التفاف القيادة حولهم بتفانيهم في تمثيل الدولة والتربع على منصات التتويج أينما شاركوا وعلى أي مستوى.. نأمل ذلك. Abdulla.binhussain@wafi.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©