السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عذر أقبح من ذنب

24 سبتمبر 2011 22:46
من التواضع أن نعتذر ولا نكابر، فإن الاعتذار أطيب للقلب، وأدعى للعفو، فإنه “لا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة” وإن كان الأفضل ألا يقع الإنسان في الخطأ فلا يتكلم ولا يأتي بما يعرف أنه سيعتذر عنه، والاعتذار ضروري في كثير من الأحيان لأنه يوضح القصد ويزيل اللبس. كعب بن مالك الصحابي أنجاه الصدق، فقد كان يقول عندما تخلف عن القتال: “يا رسول الله إني لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا، لرأيت أني أخرج من سخطته بعذر، والله ما كان لي عذر.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم”. طلب الخليفة هارون الرشيد من الشاعر أبي نواس أن يعطيه مثلاً يوضح فيه كيف يمكن للمرء أن يعتذر عن ذنب ارتكبه، وهذا العذر يكون أقبح من الذنب نفسه، فقال أبو نواس: أمهلني بضعة أيام، ومرت عدة أيام وبينما كان هارون الرشيد واقفاً عند النافذة يتأمل الحديقة أمام قصره اقترب أبو نواس منه بخفة وضربه على قفاه بخفة، فالتفت هارون ويده على مقبض السيف يستشيط غضباً: ويل أمك كيف تجرؤ على فعل هذا؟ قال أبو نواس: لا لا تغضب كنت أظنك الملكة زوجة الرشيد! قال الرشيد: ويلك أيها الفاسق وهل تجسر على أن تفعل مثل هذا لجلال الملكة، يا مولاي هذا هو المثال الذي طلبته مني عن العذر الأقبح من الذنب. فضحك هارون وعفا عنه وقبل عذره. العُذْر لغة: رَوْم الإنسان إصلاحَ ما أُنكِرَ عليه بكلام، يُقال منه: عَذَرْتُه فأنا أعْذِرُه عَذْراً، والاسم العُذْر. وتقول عَذَرْتُه من فلان، أي لُمتُه ولم ألُم هذا، وقيل: أُريد حِبَاءه ويُريدُ قَتْلي ... عَذيرَكَ من خليلكَ من مُرادِ قال الله تعالى: “قَالُوا مَعْذِرَةً إلى رَبِّكُمْ” الأعراف 164. فلانٌ إذا أبْلَى عُذْراً فلم يُلَمْ. ومن هذا الباب قولهم: عذَّر الرّجلُ تعذيراً، إذا لم يبالِغ في الأمر وهو يريكَ أنّه مبالغٌ فيه. وفي القرآن: وَجَاءَ المُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ التوبة 90، ويقرأ: المُعْذِرُون . قال أهل العربيّة: المُعْذِرون بالتخفيف هم الذين لهم العُذْر، والمعذِّرون: الذين لا عُذْرَ لهم ولكنَّهم يتكلَّفون عُذراً. وقولهم للمقصِّر في الأمر: مُعَذِّر، لأنه يقصِّر في الأمر مُعوِّلاً على العُذْر الذي لا يريد بتكلف، ويقولون: تعذَّر الأمرُ، إذا لم يَستقِم. الأحوص: أَقُولُ التِمَاسَ العُذْرِ لَمَّا ظَلَمْتِنِي وحمـلتني ذنبـاً وما كـنتُ مذنبا هـبينـي امـــرأً بريئــاً ظـلمـتــهِ وإمـّــا مُـسـِيئاً قَدْ أنابَ وَأَعْتَبَا إسماعيل ديب | Esmaiel.Hasan@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©