إذا عُدْنا إلى أدبيات المدارسِ القياديّة، سنجد نَهجَ القيادة يُسطَّرُ في مواقف إلهامية وتحفيزية وتحويلية كثيرة تبنّاها العالم عملاً وممارسةً ونهجاً، ولكن لم نعهد من قبل تلك المدرسة الفريدة في نبل القيادة الإماراتيّة، نجد قادة تولوا ذوي الشُّهداء بالاحتواء والعطاء، وألهموا العالم الذي انبهر بأفعالهم، فبرغم بُعد المسافة بين بيوت أهالي الشُّهداء – رحمهم الله- ومواقع الجرحى في المستشفيات، فإنهم شدّوا الرّحال إليهم جميعاً ليتركوا لمسة حانية ووقفة أبوية صادقة ترسم في ذاكرة عائلات الشُّهداء والجرحى، ذكرى لن تمحوها السنين، وقد وجدوا أنفسهم في قلب قادةٍ نبضه عطاءٌ أبويٌ يخفف عليهم وطأة الفقد وحرارة البُعد، مُقْتَفِينَ بذلك أثر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال: «ومن خلّفَ غازياً في أهله فقد غزا».
وحين يشْتد عودُ فلذاتِ كَبِدِ الشَّهيدِ ويهبّ لهيب الشوق والحنين في صدورهم لغالٍ فقدوه، هو حيٌّ يرزق عند مليكٍ مُقتدر، سيجدون أن الله عز وجل قد عوضهم بوطن متجسدٍ في أبوّةٍ حانية قلّما يجود بها الزمان.
ولأن نبل القيادة قدوة يسعى القاصي والداني إلى أن يحذو حذوها، فقد قامت مؤسسات الدولة من هيئاتٍ ووزارات بعزف منظومةٍ متكاملة تَحارُ في شفافيتها ونقائها ودفءِ تأثيرها من خلال زياراتٍ منتظمةٍ لأُسَرِ الشُّهداء والمصابين وبتكاملية تعكس نبضَ هاماتٍ صنعوا من الإمارات وطنَ الجسدِ الواحد. ولعل من أجمل سمات النّموذج الذي قدّمَه قادةُ الإمارات إلى العالم بأسره هي العفويّة والتلقائيّة والبساطة والاقتراب والمصافحة بالقلوب العامرة قبل الأيادي البيضاء.
![]() |
|
|
|
![]() |
الدكتور عماد الدين حسين